في انـتـظـــــار بــايـــــــدن

في انـتـظـــــار بــايـــــــدن

في انـتـظـــــار بــايـــــــدن

 لبنان اليوم -

في انـتـظـــــار بــايـــــــدن

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

«بايدن» هو الرئيس الأميركي الجديد.
لجهة الفوز بالانتخابات الرئاسية والتغلب على كل مناورات التشكيك والطعن، فقد وصل.
ولجهة ترسيمه شرعياً ونهائياً من مجلسي الشيوخ والنواب فقد وصل.
ولجهة استلامه مهام منصبه الرئاسي وتشكيل طاقمه الحاكم فقد وصل.
اما لجهة الآمال التي بنيت عليه وقامت على ما التزم او وعد به، وعلى الوعود والالتزامات التي خاطب بها العقول ودغدغ الأماني والآمال، فإنها لا تزال في دائرة الانتظار.
وهي قد تبقى كذلك لفترات قد تطول او تقصر حسب أولويتها ودرجة أهميتها وسهولة ويسر التعامل معها، وإمكانية النجاح في تحقيقها خصوصاً حين يشترك فيها أكثر من طرف وتتشابك مع أكثر من ظرف.
اما المنتظرون فهم كثر. من المنتظرين، وربما من أوائلهم، الفلسطينيون ممثلون في سلطتهم وقيادتهم الوطنية.
الانتظار الفلسطيني لا يقوم فقط على أساس الفرح الغامر بمغادرة الرئيس ترامب.
الذي كان ربما الأكثر تحالفاً ودعماً وانحيازاً لدولة الاحتلال ومدافعاً عنها ومقدماً لها المعونات بكافة أشكالها الحمائية والعسكرية والأمنية والسياسية، ومطلقاً يدها الى أوسع مدى في الاحتلال والاستيطان والضم في الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال، وفي كافة اشكال عدوانها على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
الانتظار الفلسطيني يقوم على أساس وعود والتزامات كرر إعلانها الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية واكد عليها مسؤولون من الدرجة الأولى في طاقم حكمه الجديد.
العنوان الأساس الذي تقوم عليه تلك الوعود والالتزامات هو:
«العودة الى الأصول – القانون- الاتفاقات الدولية، وصلبها هو حل الدولتين القائم على قراري مجلس الامن الدولي 242 ،338، إضافة الى الاتفاق المشترك على قاعدة «الامن مقابل السلام» والعودة دائما الى المراجع الدولية».
هذا العنوان الأساس كما يراه الرئيس بايدن لا يتعارض مع الحرص على مصالح دولة الاحتلال وضمان امنها ولكنه يرى تحقيق ذلك في تطبيق حل الدولتين على ارض الواقع.
واذا كان التعامل لتحقيق هذه القضايا/الوعود من العيار الثقيل يحتاج بل يفرض الانتظار، فإن الرئيس بايدن يلتزم البدء بإنجازات ومساعدات تبدو اكثر سهولة وربما في متناول اليد، وذلك من نوع ومثل:
إعادة فتح القنصلية الاميركية في القدس التي كانت مسؤولة عن تقديم الخدمات للمواطنين الفلسطينيين بعد ان كان الرئيس ترامب، قد اغلقها، وإعادة فتح مكاتب منظمة التحرير، واعادة المساعدات الى السلطة الفلسطينية وبعض المؤسسات الوطنية والى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وغيرها. أما التصدي لمهمة تحقيق الوعود الرئيسية والأكثر أهمية وما يمكن تسميته وعود العيار الثقيل فهي مهمة عليها انتظار دورها في الأولويات.
فهناك أولويات أخرى تسبقها، أهمها قضايا وضرورات الوضع الداخلي الأميركي وهي كثيرة ومتنوعة، ثم استعادة العلاقة والدور مع عدد من المنظمات الدولية، ثم العلاقات مع أوروبا ودولها والمنظمات التي تجمعها مع دولها، وربما قضايا وعناوين أخرى.
وفي منطقة الشرق الأوسط فان أولوية رئاسة الرئيس بايدن تذهب باتجاه ايران في سعي لإعادة ترسيم العلاقة معها، وإعادة الالتزام بالاتفاق النووي وربما تعديله وتطويره، ورفع العقوبات الاميركية المفروضة على ايران بالمقابل.
في كل ما تقدم لا شيء يمكن اعتباره والتعامل معه كأمر مضمون، بالذات إذا كان يتعلق بالقضايا الوطنية الفلسطينية الأساسية.
فدولة الاحتلال سوف تستنفر كل قواها وإمكاناتها وعلاقاتها ورصيدها من الأنصار والمؤيدين في الولايات المتحدة، وفي داخل الحزب الديموقراطي (حزب الرئيس بايدن) نفسه لمنع او عرقلة حصول اي متغير ذي قيمة في الموقف الأميركي تجاه قضية الصراع الصهيوني ضد الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وسيصل بها الامر الى الرفض والتصدي المباشر والمكشوف لإفشال أي مشروع بهذا الاتجاه، وبالذات إذا ما تعلق الامر بقيام دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية، حتى لو وصل الامر بها الى التصادم مع الإدارة الاميركية.
الموقف الفلسطيني بشكل عام وبالذات موقف السلطة الوطنية، ينظر بترقب لا يخلو من الامل الى وعود والتزامات الإدارة الاميركية الجديدة.
وقد ساهم ذلك، وبشكل غير مباشر، في تشكل المناخ الإيجابي العام الذي يسود الساحة الوطنية بشكل عام وفي الدعوات الى توحيد الموقف الوطني، والى الانتخابات العامة، والى اللقاء الحواري في القاهرة وغيرها.
لكن هذا المناخ لا يلغي الحقيقة: ان وعود والتزامات الإدارة الاميركية الجديدة سواء كانت من العيار الثقيل او اقل منه والحركة السياسية المنتظرة التي ستتبناها، كلها جميعاً تقوم على أساس الحل السياسي والمفاوضات السياسية ثم حل الدولتين كما تفهمه اميركا في أحسن الأحوال. وهذا الأساس لا يتوفر حوله اتفاق وطني فلسطيني، بالذات وهو يقترن بالدور المحوري، وربما المنفرد، للإدارة الأميركية.
وهذا، ما يسمح بطرح سؤال استباقي جداً:
هل اذا تحقق ما تقدم، وقادت الولايات المتحدة مبادرة جادة تماماً للحل أساسها وعود والتزامات الرئيس بايدن:
هل تلاقي هذه المبادرة تجاوباً فلسطينياً عاماً، يؤشر ولو ضمنياً الى تغييرات في برامج البعض؟ أم ستعيد فتح الباب أمام نيران الخلافات؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انـتـظـــــار بــايـــــــدن في انـتـظـــــار بــايـــــــدن



GMT 19:57 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 19:54 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 02:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

GMT 02:12 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

من مونيكا إلى ستورمي

GMT 02:08 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي يتحدى إيمانويل كانط

نانسي عجرم تتألق بالأسود في احتفالية "Tiffany & Co"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:09 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:32 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 17:30 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن

GMT 19:00 2022 السبت ,14 أيار / مايو

موضة خواتم الخطوبة لهذا الموسم

GMT 04:58 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 12:27 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 15:46 2022 الأحد ,01 أيار / مايو

مكياج ربيعي لعيد الفطر 2022

GMT 09:02 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

لمسات ديكورية مميزة للحمام الصغير

GMT 05:47 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 22 أبريل / نيسان 2024
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon