في البحث عن تفويض

في البحث عن تفويض

في البحث عن تفويض

 لبنان اليوم -

في البحث عن تفويض

صادق الشافعي
بقلم : صادق الشافعي

كأن أمر التوحد الفلسطيني أصبح عنوانه التنفيذي المباشر هو تفويض التنظيمات للسيد الرئيس بإصدار مرسوم الدعوة للانتخابات العامة، وتاريخ كل عنوان من عناوينها (التشريعية- الرئاسية - المجلس الوطني).
وكأن اجراء الانتخابات هو البوابة التي تفتح باب التوحد على مصراعيه.
ولهذا الغرض يقوم وفد من قيادة حركة فتح مخولاً من الرئيس بعقد لقاءات مع التنظيمات.

الفكرة في جوهرها وطبيعتها هي مبادرة إيجابية وتؤشر الى النفس الوحدوي، مع ان إصدار المرسوم المذكور هو من صلاحيات الرئيس والسلطة السياسية التي يقودها، خصوصا في حال انحلال المجلس التشريعي كما هو حاصل.
لا يمكن التصور ان يكون الجدل في اللقاءات مقتصراً على العنوان التنفيذي المذكور.

من الطبيعي ان تتناول اللقاءات كل وأهم الأمور الوطنية الفلسطينية، وفي المركز منها الخروج الكامل والناجز من الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية بكل أسسها وتعبيراتها السياسية والمجتمعية والبرامجية والكفاحية والحكومية والأجهزة ...الخ.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل إذا أظهر الجدل انحيازاً بقوة لصالح أولوية عنوان التوصل الى اتفاق حول التوحد والخروج من الانقسام ولو في حدود المبادئ والخطوط الرئيسية العملية والواقعية، اذا حصل ذلك، هل يمكن إعطاء ذلك العنوان الأولوية، ولو على حساب تأجيل الانتخابات للفترة الزمنية اللازمة، لإنجاز اتفاق واقعي لإنهاء الانقسام ولو في حدود المبادئ الأساسية والأولويات ليتم استكمال تفاصيلها بعد الانتخابات؟.

مبرر السؤال هو التخوف المشروع جداً من ان اجراء الانتخابات في حال الانقسام القائم بكل تعبيراته المعروفة، وبما قد يجلبه التنافس الانتخابي المتوقع من إضافات لها لن تؤدي الا الى تصعيب الخروج من الانقسام، وفي أحسن الاحوال تسكينه على ما هو عليه.
وبالتالي، إحالته الى ما تفرزه الانتخابات من أوضاع وهيئات ومعطيات جديدة.
او ان تكرس الانتخابات ونتائجها الانقسام، او تعيد انتاجه بأبعاد جديدة.

والسؤال الآخر الذي يفرض نفسه هو حول بطء وتيرة وتسارع العمل التوحيدي، الجماعي منه بالذات، وما بدأ يطفو الى السطح من احاديث عن حساسيات، ففي 3/9 كان لقاء الأمناء العامين الموزع بين رام الله وبيروت، في24/9 كان اعلان بيان الاتفاق بين حركتي فتح وحماس من اسطنبول.

وقد نص البيان في إحدى فقراته على «أن الرؤية ستقدم للحوار الوطني الشامل ...، ويتم الإعلان النهائي والرسمي عن التوافق الوطني في لقاء الأمناء العامين تحت رعاية الرئيس محمود عباس، على أن لا يتجاوز أول تشرين الأول المقبل، بحيث يبدأ المسار العملي والتطبيقي بعد المؤتمر مباشرة» وبالاتفاق مع هذه الفقرة، جاء إعلان عزام الاحمد ان الاجتماع سيتم يوم السبت 3/10 برئاسة الرئيس لينتج عنه إصدار الرئيس مرسوم الذهاب الى الانتخابات.
لكن جاءت بعده تصريحات الأخ جبريل الرجوب لتؤكد فكرة الاجتماع، لكن في تجاوز للموعد المذكور ودون تحديد تاريخ لموعد بديل.

ثم ظهر الحديث عما أوجده اجتماع «فتح» و»حماس» في اسطنبول التركية من حساسيات، والتسريبات عن حساسية مصر بشكل خاص، بكل ما لمصر من خصوصية.
وهذا على الأرجح، ما فسر قيام وفد «فتح»، الذي حاور «حماس» واتفق معها، بزيارة للقاهرة، ثم الحديث عن عقد اجتماع الأمناء العامين في القاهرة لكن دون تحديد تاريخ، ودون صدور ما يؤكد ذلك من أي جهة رسمية مصرية.

وراء هذا السؤال، الخشية من التأثير السلبي والمعيق لتفاعل استطالة الزمن مع عدم التحديد ومع الحساسيات المشار اليها، ومع احتمال بروز خلافات وربما تراجعات، لتشكل في محصلتها إعاقات جدية للمسار التوحيدي الجنيني ونجاحه.

في كل ما تقدم لا يمكن إغفال دور دولة الاحتلال التي تعتبر تحقيق التوحد الوطني الفلسطيني وإنهاء الانقسام واحداً من خطوطها الحمر الأساسية التي تناهضها وتعمل على منع تحققها بكل قواها وقدراتها ومؤامراتها.

بالنسبة للانتخابات، إذا لم تواجه باعتراضات وإعاقات من دولة الاحتلال تصل الى المنع بالذات في القدس، فيمكن إجراؤها بيسر خصوصاً وان لدينا لجنة انتخابات كفؤة وقادرة وقانون انتخاب جاهزاً.

اذن لماذا لا تكون البداية باجتماع سريع للأمناء العامين في القاهرة كأولوية يناقش بندين:
الأول هو مبادئ وأساسيات حاكمة وملزمة تتعلق بالخروج من الانقسام لصالح الوحدة بعناوينها الأساسية المذكورة آنفا، ومعها آليات تنفيذ محددة حتى لو تم الاتفاق على البدء بتنفيذها بعد إجراء الانتخابات.

والثاني هو الانتخابات وموعدها واي أمور تفصيلية تتعلق بها وصولاً الى إعلان الدعوة لها وتاريخها.
صحيح ما يقال إن الشيطان يكمن في التفاصيل، وصحيح أيضاً أنه يكمن في مسارب الزمن واستطالة دروبه، كما في سكون واستطالة الأمر الواقع.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في البحث عن تفويض في البحث عن تفويض



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 18:57 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات عبايات لصيف 2025 ستجعلك تبدين أصغر سناً

GMT 13:03 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

زاهى حواس يكشف طلب الرئيس السادات عندما زار المتحف المصرى

GMT 14:57 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حريق داخل بسطة خضار بداخلها غالونات بنزين ومازوت في بعبدا

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

5 نصائح تمكنك من الانسجام والتفاهم مع شريك حياتك

GMT 22:53 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon