بقلم : توفيق أبو شومر
بمناسبة (كرنفالات) تهجير يهود العالم في زمن «الكورونا» وغياب متابعة هذا الملف إعلامياً، وقضائياً، ودبلوماسياً، فإنني قررتُ أن أكتب عن أبرز أركان التهجير في إسرائيل، لأن هذا التهجير، ينفي صفة إسرائيل المزعومة؛ أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، على الرغم مِن أنها تمارس أبشع جريمة في تاريخ الإنسانية، وهي استبدال الشعب الأصيل بمهاجرين جُدد، بدعوى أن أجدادهم كانوا منذ ألفي عام يعيشون في المكان!
قررتُ بهذه المناسبة أن أُذكر أبرز الجهات المسؤولة عن التهجير، في إسرائيل، هناك أربع وزارات مختصة بهجرة اليهود، على رأسها، الوكالة اليهودية، ورئيسها برتبة وزير، يتسحاق هرتسوغ، فهو منسق عام كل ما يتعلق بيهود العالم، هذه الوكالة مهمتها فرد بساط البحث والاستقصاء، بالتعاون مع أذرعها في كل دول العالم، وإلقاء الضوء على الجاليات اليهودية!
أما الوزارة المنفذة لعمليات التهجير، فهي وزارة شؤون الهجرة والاستيعاب، هذه الوزارة ترأسها الإثيوبية بنينا تامانو شاتا، بشرت اليهود بأن عدد الراغبين في الهجرة في عام 2021 ربع مليون مهاجر، هذه الوزارة مختصة بالبنية التحتية، والدعم اللوجستي للتهجير، أما وزارة شؤون يهود الدياسبورا، تتولى رئاستها الوزيرة، عومير يانكلفيتش، هذه الوزارة مختصة بدعم اليهود غير المقيمين في إسرائيل، وهي تتولى أيضا عملية وضع طعوم صيد المهاجرين المرغوبين إلى إسرائيل، أما الوزارة الرابعة فهي وزارة الداخلية الإسرائيلية، وهي مرحلة ما بعد التهجير، تمنح كلَّ مَن يصل من المهاجرين الجنسية الإسرائيلية فوراً، وتحدد له مكان الإقامة والسكن. أما الوزارة الخامسة فهي وزارة الإسكان، تخصص الموقع الجغرافي والسكن الملائم المجاني في بداية الوصول.
أما عن الجمعيات غير الحكومية المختصة بالتهجير، فمن الصعب إحصاؤها، لكثرتها وتعدد مسؤولياتها، سأذكر نموذجين منها، هذه الجمعيات تتنوع، بين جمعيات مختصة باكتشاف قبائل اليهود الضائعة، وبين جمعيات تُرسل الحاخامين والمبشرين لتهويدهم، وبين جمعيات أخرى تمنع اليهود من الاختلاط مع غيرهم، لأن الاختلاط في نظرهم هو هولوكوست جديدة، لذلك فإن زواج اليهودية من غير اليهودي والعكس جريمة، وليس خطيئة!
من أبرز هذه الجمعيات، جمعية، نفس بنفس Nefesh B,nefesh، مؤسس الجمعية الحاخام، يهوشوع فاس، أسسها بعد مقتل أحد أفراد أسرته في عملية، عام 2001 حصل على جائزة مسكوفتش، أحضرت الجمعية عام 2006 عشرة آلاف يهودي جديد، حصلت الجمعية على دعم مالي قدره، ثمانية ملايين دولار من المليونير غوما أغيور، من أبرز أهدافها تشجيع المهاجرين اليهود على استيطان الجليل، هدفها إسكان نصف مليون يهودي في صحراء النقب، تعمل بالتعاون مع الوكالة اليهودية، ووزارة الاستيعاب والهجرة، توفر الجمعية للمهاجرين إلى إسرائيل من دول أميركا، وكندا، وبريطانيا على وجه الخصوص، تكاليف السفر، والإقامة، والبحث عن عمل في إسرائيل، أحضرت الوكالة منذ عام 2002 خمسين ألف مهاجر جديد. (موقع الجمعية الإلكتروني 8/8/2016)
أما الجمعية الثانية فهي أكثر خطورة، لأنها تنتهك أبسط مبادئ حقوق الإنسان، جمعية أيدي الإخوة، Yad L,Achim أسست عام 1950 تقوم بأبشع جريمة، منع الزواج المختلط بين اليهود وغيرهم، ولا تكتفي بذلك، بل تختطف اليهوديات المتزوجات من فلسطينيين، هذه الجمعية لها فرع مختص بملاحقة التبشير المسيحي في الوسط اليهودي، وتطارد كذلك المبشرين المسيحيين، نشرتْ الجمعية يوم 21-3-2018 في صفحتها على الإنترنت الخبر التالي:
«وصلت إلى إسرائيل جماعة مكونة من سبعين مبشرا مسيحيا، انتشروا في كل شوارع تل أبيب، وبيت شيمش، وبتاح تكفا، حتى الكرمل، يقفون في الشوارع، يزورون البيوت للتبشير بالمسيحية، تشجب الجمعية هذه النشاطات الإجرامية، وتطالب بوقفها فورا».
هذه هي ديموقراطية إسرائيل! طرد وتشريد أصحاب الأرض الأصليين، خطف وتهديد من يتزوجون عن توافق وحُب، محاربة التبشير غير اليهودي.
تذكروا، أن اليهود في إسرائيل هم قبيلتان فقط، يهودا، وبنيامين، من مجموع قبائل اليهود الاثنتي عشرة، أي أن هناك عشرة قبائل أخرى ما يزال البحثُ جارياً عنها!