من جديد الأزهر والإصلاح الديني

من جديد... الأزهر والإصلاح الديني

من جديد... الأزهر والإصلاح الديني

 لبنان اليوم -

من جديد الأزهر والإصلاح الديني

بقلم:مشاري الذايدي

اغتنم د. مصطفى الفقي، السياسي والمثقف المصري حلول شهر رمضان الكريم وكتب تحت عنوان «الأزهر ودوره الجديد» في جريدة «المصري اليوم» مقالته الأخيرة. سنعود لها بعد قليل. الحال أن قضية الأزهر والإصلاح الديني ليست وليدة اليوم، يمكن صنع تاريخ خاص بها، البعض يذهب به لعمق زمني بعيد، أيام المشايخ: العطّار والجبرتي، والبعض يقرّب الزمن لعصر الشيخ «الأستاذ» محمد عبده، رائد التجديد الديني ومحارب الخرافة ونصير العقل.
المفارقة أن هذا الصرح الديني العلمي الكبير، الأزهر، بدأه الفاطميون الإسماعيليون، ليكون منبراً لبثّ الفكر الإسماعيلي، لكنه تحوّل، بعد فترة إهمال له، إلى منصة لنشر وتدريس العلوم الدينية وفق المدارس السنية.
لكن هذا حديث الماضي، القريب منه والبعيد، أما الحاضر المعيش، فيخبرنا عن دعوة ملحاحة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإحداث ثورة دينية تجديدية إصلاحية يقوم الأزهر بعجرها وبجرها، منذ خطاب السيسي الشهير للأزهر في أول يناير (كانون الثاني) 2015، لكن لم يجرِ الأمر كما أُريد له. وتفسير ذلك، والله أعلم، هو أن صيرورة الإصلاح الديني ليست قراراً سياسياً يأتي من الأعلى وحسب، وإن كان الغطاء والدعم والرغبة السياسية بمثابة الدرع الواقي لمرتادي هذا السبيل العسر، من سهام ورماح الممانعين لأي تغيير أو تطوير في الجانب الديني.
يجب صناعة مشروع طويل الأمد، تتشابك فيه رغبة السياسي مع عزيمة الثقافي لاجتراح خطاب ديني جديد، وحواليه: خطاب وطني بالضرورة سيتأثر بهذا التغيير في الخطاب الديني، ففي مجالنا العربي الإسلامي، الهوية الدينية ومعناها وملامحها وغاياتها، هي «نواة» الخطاب الوطني المراد ولادته من جديد.
المشكلة المتكررة، هو أنه قد تطرح مبادرات «حلوة» على الورق، للإصلاح الثقافي والديني، لكنها تصبح بلا قيمة حين توكل إلى المتصدرين ممن لا يفقه أو لا يملك «الشغف» المطلوب، وتتحول المبادرات إلى ملفات بيروقراطية باردة.
مصطفى الفقي، في مقاله السابق، وهو يشيد بالأزهر وشيخه أحمد الطيّب، لاحظ أن الأزهر يحتاج: «لرقابة علمية مطلوبة على المعاهد الأهلية المنتشرة فى ربوع البلاد، إذ إن المعلومات المتوفرة عنها أن من يقومون بالتدريس فيها غير مؤهلين لذلك».
إلى ذلك، وزير الخارجية المصري سامح شكري، وهو في خضم مؤتمر سياسي صرف بالنقب قبل أيام، لم يغفل الالتفات لأممية الإصلاح الديني، فقال: «نؤمن بأنه يتحتّم علينا نحن في الدول العربية ذات الأغلبية الإسلامية أن نقف في مواجهة الإرهاب الذي ينفذونه باسم الدين، وعلينا معالجة السردية الدينية المشوّهة للدين». وهنا تصبح مسألة الإصلاح الديني، أو التجديد الديني - هناك من يفرّق بينهما وتلك مسألة مختلفة - لا تخصّ مصر أو السعودية، وإن كان للبلدين وزنهما الإسلامي الخاص، لكنها مسألة تعني «كل» المسلمين.
لذلك، وهذا ختام كلامي هنا، شعرت بالاشمئزاز الشديد، من انحدار الإعلام الغربي، والأميركي الأوبامي منه بوجه خاص، حين تجاهل الأفكار الرائدة والشجاعة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حواره مع مجلة «أتلانتيك» الأميركية حول القضايا الدينية، وانشغلوا بتوافه الأمور!
ورمضان كريم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من جديد الأزهر والإصلاح الديني من جديد الأزهر والإصلاح الديني



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon