الشرع ما له وما عليه أين هم أثرياء سوريا

الشرع ما له وما عليه.. أين هم أثرياء سوريا؟

الشرع ما له وما عليه.. أين هم أثرياء سوريا؟

 لبنان اليوم -

الشرع ما له وما عليه أين هم أثرياء سوريا

بقلم: رضوان السيد

تتقدّم سورية على طريق التعافي بفضل الدعم السعودي والعربي العامّ، والإصغاء الأميركي، والتحالف مع تركيا التي توسّطت هذه الأيّام في صفقة لسورية مع أذربيجان من الغاز والمشتقّات النفطية التي تمرّ عبر تركيا.

لكنّ  المشكلات مع الأكراد ومع بعض الدروز في السويداء لا تتقدّم للحلّ. النظام السوري الحالي هائل النشاط، وهو يتقدّم في شتّى الاتّجاهات في المجالات العربية والإقليمية والدولية وفي ملفّات شتّى. مع ذلك، الصعوبات المذكورة واستمرار ملفّ المخدّرات هي أمورٌ تستحقّ النظر.        

تصرف المشكلات المتراكمة في سورية منذ عقود، والتي تثور من هنا وهناك، الأنظار عن التقدّم الكبير الحاصل لحلّ مشكلات الحاضر وصنع طريق المستقبل.

ما تزال ميليشيا الهجري التي سلّحتها إسرائيل تحاول منع دخول الأمن العامّ السوري إلى السويداء، بعدما أرغمت خمسة آلاف أسرة من البدو والسوريّين الآخرين على مغادرة المدينة، فآوتهم السلطات في درعا وريفها، وهم في حالة سيّئة. وتغصّ وسائل الإعلام الإسرائيلية بالأخبار المستوردة من ميليشيا الهجري عن حصار السويداء من جانب قوّات الحكومة. لكن كيف يكون ذلك صحيحاً وقد دخلت عشرات قوافل الإغاثة إلى المدينة، ليس من الهلال الأحمر السوري فقط، بل ومن الجهات الدولية التي تستطيع تأكيد أخبار الحصار لو كان ذلك صحيحاً. يعرفُ الجميع أنّ السويداء في ظلّ سيطرة الميليشيا “المُؤسْرَلة” ليست في حالةٍ طبيعية. وأميركا لا تقبل الخطّة الإسرائيلية لتقسيم سورية. لذلك لا بدّ أن ينتهي الأمر بسلام المدينة وبقائها في الوطن السوري الواحد.
الملفّ الثالث الذي يشغل  البال هو ملفّ المخدّرات في جنوب سورية ومع سلطات الحدود الأردنية. فهناك مخازن كبتاغون كبرى بالجنوب وبالسويداء

كلّ هذا الذي حدث في السويداء وللسويداء غريبٌ عن جبل العرب أو جبل الدروز. فحتّى بين الدروز في إسرائيل، ليست هناك أكثريّة مع الشيخ طريف صديق نتنياهو، والصديق المستجدّ للهجري! ثمّ أين الهجري من تراث شكيب أرسلان وعادل أرسلان وسلطان الأطرش وكمال جنبلاط؟ ما عرف التاريخ صراعاً دينياً أو وطنياً بين الدروز والسُّنّة. وقد قاتل الدروز الفرنسيين لإلغاء الدويلة التي أنشاها لهم الفرنسيون كما أنشأوا للعلويين دولة. وفي الحالتين ما قبِل الفريقان ذلك إجماعاً حتّى اضطرّت فرنسا إلى الإلغاء بعد أقلّ من خمس سنوات في ثلاثينيّات القرن العشرين.

عوائق اندماج “قسد”

إلى جانب التأزّم في السويداء حدثت اشتباكات بين قوّات الحكومة السورية وقوّات “قسد” من حول منبج، وكانت “قسد” قد تمدّدت إلى منبج، مدينة الشاعر أبي تمّام، عندما ضعُف داعش بعد عام 2017 مع أنّها في غربي الفرات ومناطق سيطرة داعش في شرقه. وقاومت “قسد” قوات الجيش الوطني التي حاولت استعادة منبج كما قاومت القوّات التركية، فلمّا حدث انقلاب أحمد الشرع على الأسد وبمساعدة الأتراك والجيش الوطني، جرى الاستيلاء على منبج فأصبح غرب الفرات كلّه بيد الحكومة السوريّة. مَن بدأ الاشتباكات من حول منبج؟ “القسديّون” يقولون إنّ بعض الفصائل غير المنضبطة هي التي فعلت ذلك، وأنّ “قسد” ردّت على القصف. والراجح غير ذلك، فـ”قسد” شديدة القلق من تعرّض مناطقها للقضم من جانب قوات الحكومة، وبخاصّةٍ أنّ الأميركيين حماة “قسد” الذين يريدون الجلاء عن قواعدهم بسورية بالتدريج، قالوا للأكراد إنّ الفدرالية لا تصحّ في سورية وعليهم الاتّفاق مع الحكومة السوريّة. وقد قام توماس بارّاك بالتوسّط بالفعل وتسطير اتّفاقات لم ينفَّذ منها شيء حتّى الآن. الأكراد يمنّون على سورية والعراق أنّهم قاتلوا داعش في الأعوام 2016 -2018، وأنّهم مشرفون على مخيّمات أسرى داعش، ويخافون إن تغيّرت السيطرة أن ينتشر الدواعش في الأقطار!
بعد الاستثمار السعودي السياسي والماليّ الهائل في سورية، يأتي الاستثمار التركي في الأمن والدفاع، والآن في المساعدة على تجاوز المشكلات

الواقع أنّ مشكلة “قسد” الحقيقية إرادتها عدم التفريط بالسيطرة والموارد، ثمّ ماذا تفعل بألوف وألوف من حزب العمّال الكردستاني المسلّحين وأصولهم من تركيا، لكنّهم لا يستطيعون العودة إليها، فالمصالحة جارية بين إردوغان والحزب المقاتل بتركيا، وجارٍ نزع سلاح الحزب هناك. وعند حزب العمّال ميليشيا أيضاً بالعراق في منطقة سنجار، وقد حلّ هناك في ديار داعش السابقة! لا يستطيع كرد “قسد” إلّا التصالح مع الحكومة السوريّة وإلّا فهم مهدّدون من الجيش التركي القريب ومن عساكر أحمد الشرع! ولا منّة لجهة مخيّمات داعش، فهي مدعومة من استراتيجيات مكافحة الإرهاب الأميركية. ولذلك الأرجح أنّ “قسد” هي التي تحرّشت لكي تثبت أنّ الاتّفاق صعب، ولا تستطيع السير فيه! بينما يهدّد الأتراك بالتدخّل لاستعادة نفوذ الحكومة السورية وإن كانت الحكومة تفضّل التفاوض.

سورية

الملفّ الثالث الذي يشغل  البال هو ملفّ المخدّرات في جنوب سورية ومع سلطات الحدود الأردنية. فهناك مخازن كبتاغون كبرى بالجنوب وبالسويداء لم تنكشف بعد ويحاول المهرّبون تجاوز الحدود إلى الأردن على الرغم من مقتل كثيرين منهم. وهناك عصابة أُخرى للمخدّرات جرى كشفها بسبب التنسيق بين دمشق وبغداد وكانت الصفقة موجّهة إلى العراق وليس الأردن الذي تهاجم حدوده عصابات المخدّرات للتهريب إلى السعودية. يقال إنّ الرئيس السابق وأخاه ماهر وعصاباتهم كانوا يكسبون 10 مليارات دولار في العام من تجارة الممنوعات هذه!

استثمار الشّرع في المستقبل

أمّا أحمد الشرع فقد ذهب إلى أذربيجان بعد توسّط تركيا وحصل على اتّفاق لتوريد الغاز والمشتقّات البتروليّة. وفي سورية أو على الجانب السوري من الحدود مع تركيا وبحضور السوريين والأتراك والحكومة السورية والجهة القطرية الداعمة استُكشفت المواقع وسيبدأ الورود من خلال تركيا في وقتٍ قريب.
تظلّ السلطة السوريّة حذرة، فقد تصبح المشكلة الدرزيّة شبيهةً بالمشكلة الكرديّة من بعض الوجوه على الأقلّ

ثم مضى وفدٌ برئاسة وزير الخارجية السوري إلى موسكو، فقابل وزير الخارجية سيرغي لافروف ثمّ الرئيس فلاديمير بوتين، وكانت تلك أولى المحادثات الممتدّة بين روسيا ناصرة الأسد وملجئه والنظام. لدى روسيا في سورية قاعدة عسكرية ومرفأ، وبذمّة النظام السوري السابق ديون كبيرة لموسكو. تريد روسيا أن تطبّع علاقاتها مع النظام الجديد، وأن تحتفظ بمرفأ على المتوسّط، بل وتطمح إلى لعب دورٍ للتهدئة بين سورية وإسرائيل. كلّ الدول الكبرى تقريباً ومعظم الدول العربية اتّصلت بالنظام الجديد وأرسلت مبعوثيها إليه. وموسكو تأخّرت باستثناء لقاءات عابرة لتستكشف مدى صلابة النظام الجديد، ولولا الاطمئنان إلى استقرار حكم الشرع لما اجتمع به بوتين.

بعد الاستثمار السعودي السياسي والماليّ الهائل في سورية، يأتي الاستثمار التركي في الأمن والدفاع، والآن في المساعدة على تجاوز مشكلات الطاقة والأمن الغازيّ والبتروليّ. وقد ساعدت قطر في عدّة مجالات. وإذا استقرّ الوضع أكثر وجرت الانتخابات، تكون حكومة الشرع قد استثمرت كثيراً في المستقبل.

إنّما كيف نفهم اضطرابات السويداء والآن منبج؟ هل يمكن اعتبارها من تداعيات وعواقب وتخريب نظام الأسد أو الأسدين وحسب؟

أين أثرياء سوريا؟

هي كذلك بالفعل. وليس هناك تقصير من جانب الشرع في المعالجة. فقد مضت عدّة شهور منذ عقد الاتّفاق مع مظلوم عبدي زعيم “قسد”. لكن كما ذكرت، لا يستطيع عبدي التخلّص من عشرات الألوف من مسلّحي حزب العمّال الكردستاني، ولذلك ربّما يريد أكثر من اللامركزية لكي يستطيع تجنيسهم أو الاحتفاظ بهم. ومن جهة أُخرى، المنطقة والمدن التي يسيطر عليها فيها أكثر من النصف من العشائر العربية، وقد شكَوْا دائماً من التفرقة والظلم والعصبيّة الكرديّة تجاههم حتّى إنّ أكثرهم احتفظ بعلاقات الحدّ الأدنى بنظام الأسد.  ومعظم هذه العشائر أعلنت الآن ولاءها للشرع. وهكذا يُضاف إلى الضغط التركيّ الهائل الانقسامُ الداخلي في الدويلة الكردية القائمة.
النظام السوري الحالي هائل النشاط، وهو يتقدّم في شتّى الاتّجاهات في المجالات العربية والإقليمية والدولية

قبل الحدث الأخير بالسويداء ما كان الدروز يعتبرون أنفسهم إثنية كما تحبّ إسرائيل النظر إليهم ومثلما تنظر إلى دروز إسرائيل. إنّما هناك فريق من الشباب الآن من حول الهجري، وهم يطمحون لظروف حياة فضلى، يرغبون في أن تضمّهم إسرائيل أو تكون لهم بها علاقات خاصّة. وإن لم يستطِع العقلاء من الشيوخ والمثقّفين التدخّل وتظلّ السلطة السوريّة حذرة، فقد تصبح المشكلة الدرزيّة شبيهةً بالمشكلة الكرديّة من بعض الوجوه على الأقلّ.

كلّ يومٍ تستقبل سورية جديداً إن يكن لجهة توفير الموارد، أو لجهة عودة المهجَّرين من تركيا على وجه الخصوص، أو لجهة اتّساع العلاقات ورحابتها بالعرب والعالم. وهذا الاستقبال المطّرد للجديد السياسي والاقتصادي والأمنيّ (مكافحة المخدّرات، والقبض على بقايا وعناصر من نظام الأسد) يبشّر بسورية قويّة وواثقة من نفسها. إنّما أين هم الأثرياء السوريون المنتشرون في أنحاء العالم، أولم يكن عزّ الشرق في دمشق كما قال أحمد شوقي؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرع ما له وما عليه أين هم أثرياء سوريا الشرع ما له وما عليه أين هم أثرياء سوريا



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 18:57 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات عبايات لصيف 2025 ستجعلك تبدين أصغر سناً

GMT 13:03 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

زاهى حواس يكشف طلب الرئيس السادات عندما زار المتحف المصرى

GMT 14:57 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حريق داخل بسطة خضار بداخلها غالونات بنزين ومازوت في بعبدا

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

5 نصائح تمكنك من الانسجام والتفاهم مع شريك حياتك

GMT 22:53 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 16:11 2022 الجمعة ,20 أيار / مايو

لبنان يوجه ضربة مزدوجة لطهران
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon