صورة الطبيب كوميدياً

صورة الطبيب كوميدياً

صورة الطبيب كوميدياً

 لبنان اليوم -

صورة الطبيب كوميدياً

بقلم:سمير عطا الله

عاد باسم يوسف إلى مصر من دون برنامجه الذائع «البرنامج». رجل شيّب، يقول لمحدثه أحمد سالم، إنه تغيّر، والتغيُّر سنة البشر. وبدا الفنان اللاذع مرتاحاً في دوره الجديد كما كان في صورته الأولى، المصري العربي المُقاتل في سبيل غزة، المناضل في سبيل فلسطين.

قبل عودته إلى القاهرة، ربح باسم معارك قاسية في الميديا الأميركية، المعروفة بولائها لإسرائيل. بطريقته وأسلوبه وثقافته، وليس بالصراخ والشتائم والعويل. مرة أخرى يضع الكوميديا الجذّابة في موضع النقد السياسي.

أعتقد أن تأثير باسم يوسف، الاجتماعي والسياسي، كان في حجم دار صحافية كبرى. وكان خصومه يُقدمون له باستمرار مادة هائلة للسخرية. قلائل من جمع مثله بين موهبة الكتابة والتمثيل والفن الكلي. أي الشجاعة المطلقة من أجل العمل الفني. ولعل بعض خصومه كانوا أيضاً على مستوى واضح من التسامح وسعة الصدر، خصوصاً الرئيس الراحل محمد مرسي، المتسربل أبداً بعثرات الظهور الجماهيري، والافتقار إلى الخبرة السياسية.

وضع الأستاذ فاروق جويدة كتاباً جميلاً عن مقابلاته مع الموسيقار محمد عبد الوهاب. قال في إحداها إن ما لفته في الكوميدي سمير غانم أنه لا يعتمد الحركات التهريجية السائدة يومها مثل إسماعيل ياسين، وغيره. باسم يوسف كان بداية مختلفة تماماً في فن الهزل المصري، وبالتالي العربي. شاب يترك الطب والجراحة من أجل موهبته الأهم. وفي هذا النوع من الفن الفائق الصعوبة، يُسجل عملاً غير مألوف المستوى. النص والمادة والأداء والإخراج وفريق العمل، والجهد المُضني الذي يتخذ على المسرح صورة ضحكة «ملعلعة».

يتهيأ لي أن باسم يوسف اتخذ صيغة برنامجه، متأثراً بأشهر برنامج أميركي «استعراض الليلة» الذي كان يقدمه جوني كارلسون. فقط الصيغة الأساسية، أما كل شيء آخر فهو باسم يوسف. وكان من الصعب العثور على برنامج موازٍ: شخصية المقدم، وتكلفة الإنتاج (ومنها أجره) والحرص على هذه الدرجة من التميّز. لا عودة إلى ذلك الآن. ولا نعرف إن كان يعد بشخصية أخرى تتناسب مع طاقاته. ما قاله لأحمد سالم إنه ينصرف الآن إلى شؤونه العائلية، هو وزوجه الفلسطينية، التي لم تترك مهنة الطب.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة الطبيب كوميدياً صورة الطبيب كوميدياً



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon