المالكي والصدر في اليوم التالي للانسحاب

المالكي والصدر في اليوم التالي للانسحاب

المالكي والصدر في اليوم التالي للانسحاب

 لبنان اليوم -

المالكي والصدر في اليوم التالي للانسحاب

مصطفى فحص
بقلم - مصطفى فحص

افتراضياً، تستمع هيئة تشريعية أميركية تُشرف على سياسات واشنطن الخارجية إلى شرح مسؤول كبير في إدارة البيت الأبيض كان له دور فاعل في قرار الانسحاب الأميركي «المُفترض» من العراق، حول تقديره لخريطة تقاسم السلطة في بغداد بين القوى السياسية العراقية التي تمثل الأغلبية وتُمسك بالقرار العراقي منذ 2003، خصوصاً أن الانسحاب الأميركي، ولو افتراضياً، قد جاء نتيجة ضغوط عسكرية وسياسية داخلية وإقليمية من قوى خرجت من رحم هذه الأغلبية، ونمت في كنف مؤسسات الدولة إلى أن سيطرت عليها ووصلت هيمنتها وطموحاتها إلى درجة التفكير العلني في إزاحة الحرس القديم، أي القوى المُؤسسة لنظام 2003، بهدف القبض الكامل على السلطة.

يُرجّح مسؤول عراقي متقاعد كان يستمع إلى أجوبة المسؤول الأميركي أن واشنطن قبل الانسحاب أو بعده ستتعامل مع أمر واقع سياسي تفرضه تقلبات التحالفات العراقية الداخلية، التي تتشكل بعد كل انتخابات تشريعية وتشكيل حكومة، لذلك هي (أي واشنطن) ببراغماتيتها المعهودة قادرة على الاستيعاب والتعامل مع هذه القوى مهما كانت متشددة أو تُظهر لها العداء؛ كون هذه القوى الممسكة بالسلطة جاهزة لتقديم تنازلات قاسية لواشنطن من أجل الحفاظ على مكتسباتها، ولكن ما غاب عن بالها أن واشنطن تتعامل مع ما تنتجه العملية السياسية بكل تشوهاتها ولا تقوم بإنتاجه بنفسها، وهذا يفرض على الممسكين بالسلطة حالياً، مهما بالغوا في إرضائها، أن يدركوا أن تمكّنهم مُهدَّد إذا قرر أقوياء هذا النظام تغيير خريطة التحالفات.

لم يعد سراً ما كشفته صحيفة «الشرق الأوسط» قبل أسابيع عن حوارات ما بين التيار الصدري ودولة القانون، وهذا يعني ما بين الخصمين اللدودين، السيد مقتدى الصدر ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، فالأرجح أن هناك قوى مستجدة على الساحة السياسية يعدّها الرجلان خرجت من رحمهما، وتمايزت عنهما إلى درجة الانشقاق والانفصال، ودفعها استشعار القوة الزائدة إلى الكلام العلني عن إزاحتهما من المشهد؛ بمطالبة أحدهما بالتقاعد والعمل على تقليص نفوذ الآخر. ولكن ما غاب عن بال هذه القوى الحديثة بالسياسة أن الصدر والمالكي شكلا رافعة النظام العراقي ما بعد صدام حسين، وأن تصادمهما مُكلف، وتقاربهما أيضاً، وأن عودة الصدر إلى العملية السياسية وإمكانية تفاهمه مع المالكي ستُعيد تشكيل السلطة في العراق، وهي إشارة إلى إعادتها إلى من يُطلق عليهم في العراق اليوم الآباء المؤسسون.

في مقابلة تلفزيونية أجراها مع الزميل سامر جواد، قال السياسي العراقي المُستقل النائب عدنان الزرفي في برنامج «بالمختزل» إن «التقارب بين الصدر والمالكي سيشكل المشهد القادم، ومن الممكن أن ينضّم إليهما الزعيم الكردي مسعود بارزاني، إضافة إلى تيار يمثل السنَّة قد يكون محمد الحلبوسي، وهذا معناه تحالف الأقوياء، فالمشهد القادم هو مشهد الأقوياء». فما قاله الزرفي واضح ولا يحتاج إلى تفسير؛ بأن هذه القوى مجتمعة تهدف إلى تشكيل أغلبية وتسعى إلى تشكيل حكومة الأغلبية، وهي حتماً ستنقل خصومها إلى المعارضة، وهذا سيكون أشبه برد فعل سياسي على بعض قوى «الإطار التنسيقي» والإسلام السياسي الشيعي المُسلح التي قامت بعرقلة تشكيل الصدر لحكومة الأغلبية، ومن ثم مارست عملية الإقصاء السياسي لقوى التحالف الثلاثي؛ فأقالت الحلبوسي من منصب رئيس مجلس النواب، بعدما استشعرت قوته، ثم بدأت بعملية استهداف ممنهج لإقليم كردستان، وعملت على تقليص صلاحيات أربيل الفيدرالية.

أما مغامرتها غير المحسوبة؛ بتحركها لإزاحة المالكي، فكأنها نسيت أن الأخير هو مَن أعادها إلى السلطة بعد هزيمتها المدوية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

من الواضح أن التنسيق داخل «الإطار التنسيقي» قد تقلص بشكل كبير، وأن الإطار تحول إلى أُطر متعددة تبحث منفردة عن مصالحها، وهي تعيد تقدير أحجامها، وهذا ما سينعكس سلباً على الحكومة ويجعلها عرضة لارتجاجات كبيرة ستتسبب بها عودة الصدر وحسابات المالكي. وللحديث عنهما بقية.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المالكي والصدر في اليوم التالي للانسحاب المالكي والصدر في اليوم التالي للانسحاب



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon