بقلم:د. وحيد عبدالمجيد
أجزل المساهمون فى شركة تسلا الأمريكية العطاء لرئيسها التنفيذى إيلون ماسك. منحوه حزمة مكافآت تصل قيمتها إلى تريليون دولار يحصل عليها تباعًا خلال السنوات العشر المقبلة بشرط استمرار الزيادة فى القيمة السوقية للشركة لتصل إلى 8.5 تريليون دولار عام 2035.
وهذه زيادة فلكية تزيد على 450 فى المائة قياسًا على قيمة الشركة حاليًا فى السوق. ويعنى هذا أن تحول ماسك إلى تريليونير مرهون بشروط. فهو، إذن، تريليونير مع وقف التنفيذ إلى حين تحقق شروط حصوله على المكافآت السخية جدًا.
يرى المساهمون أن ماسك يستحق هذه المكافأة لأن الشركة تتطور بفضل أفكاره الجديدة والمبتكرة التى يأملون أن تساعد فى إنتاج 20 مليون سيارة تسلا ومليون روبوت, وتشغيل مليون سيارة «روبوتاكسى» ذاتية القيادة حتى عام 2035.
وقد أطلق قرار المساهمين هذا خيال البعض سواء بشأن ما يمكن أن يفعله ماسك بهذه المكافآت، أو ما يمكن أن يشتريه المبلغ المهول الذى قرروا منحه إياه. ولكن ما يغيب عن كُثُر أن ماسك لن يحصل على هذا المبلغ نقدًا، بل فى صورة أسهم فى الشركة. سينال ماسك، فى حالة استمرار الزيادة فى قيمة الشركة، 423 مليون سهم تضاف إلى ما فى حوزته لتزداد حصته فى الشركة إلى نحو 25%.
ويعنى هذا أن ما سيحصل عليه ماسك أوراق مالية وليست نقودًا سائلة يضعها فى حسابه المصرفى، أو ينفقها فى شراء سلع وخدمات. وهو ليس وحده الذى تزداد ثروته دون أن تضاف نقود إلى حساباته فى البنوك.
فهذه هى السمة الأساسية لعصر الرأسمالية المالية .. رأسمالية الأسهم والسندات والصكوك وغيرها من الأوراق المالية. ففى هذا العصر تزداد ثروات الأكثر ثراء فى العالم دون أن يحصلوا على نقود سائلة، إذ تُحسب قيمة ثرواتهم عن طريق إحصاء ما يملكونه من أوراق مالية، وليس عبر السؤال عن حساباتهم المصرفية التى قد لا توجد بها إلا مبالغ قليلة.