فساد بلائحة «الرقابة المالية» 1 3

فساد بلائحة «الرقابة المالية» (1 -3)

فساد بلائحة «الرقابة المالية» (1 -3)

 لبنان اليوم -

فساد بلائحة «الرقابة المالية» 1 3

عمار علي حسن

طالما تحدثت عن خطورة الفساد والتحجر والتكلس والترهل الإدارى، وكيف أنه أكثر خطراً من الفساد المالى، لكن أغلب الناس لا يعلمون. وتعطينا اللائحة التنفيذية الجديدة التى أصدرها السيد شريف سامى، رئيس هيئة الرقابة المالية مثلاً لهذا.

فالرجل الذى لم يمض على تعيينه فى هذا المنصب سوى أقل من ثمانية شهور قام بتغيير اللائحة التنفيذية للهيئة فى الثانى والعشرين من شهر يونيو الماضى، دون أن يراجعه أحد فى الدولة، مستغلاً ظروف انشغال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بالأمور الصعبة التى تمر بها البلاد.

والنقاط التالية تستعرض وتحلل أوجه المخالفات باللائحة الجديدة للهيئة، وما تمثله من نهج خطير فى إدارة جهاز مهم من أجهزة الدولة، لا سيما أنه جهة رقابية.

1- اللائحة التى تقع فى 108 مواد، استأثر رئيس الهيئة بأكثر من 45 مادة منها بسلطات وصلاحيات هائلة تفوق أى صلاحيات لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء مجتمعين، ورغم أن صدر اللائحة ينص على أن مرجعية اللائحة هى قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم 47 لسنة 1978، وقانون القيادات رقم (5) لسنة 1991، فإن اللائحة تتضمن تجاوزاً وخروجاً فادحاً على أحكام القانونين المشار إليهما.

2- وفقاً للمادة (3) من اللائحة الجديدة، تضع السلطة المختصة (رئيس الهيئة) بمفردها الهيكل التنظيمى للهيئة دون الرجوع إلى الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة باعتبارها الجهة المختصة قانوناً بوضع الهياكل التنظيمية للأجهزة الحكومية (القانون 118 لسنة 1964)، وقد ترتب على اغتصاب هذه السلطة لرئيس الهيئة ما هو أكثر فى المواد اللاحقة كما سوف نرى.

3- ترتب على ما سبق أن منح رئيس الهيئة لنفسه سلطة تعديل تمويل الوظائف الواردة بجدول الوظائف المرفق باللائحة (م 4)، مغتصباً بذلك سلطتى وزير المالية ورئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة معاً، وهو ما سيمهد لما هو أخطر، كما سوف نرى.

4- فى المادة (6) جاء ما يهدف إليه رئيس الهيئة، وذلك بأن منح نفسه حق (إنشاء مجموعة نوعية أو أكثر، أو دمج بعض المجموعات فى بعضها) وفقاً لما يراه ويرضاه، وهى مخالفة صارخة لقوانين العاملين بالدولة (رقم 47 لسنة 1978) التى تحظر تماماً تغيير المجموعات النوعية، نظراً لما تسببه من تلاعب فى أقدميات العاملين، وتفتح باباً واسعاً للفساد الإدارى وممارسة المحسوبية لتعيين أو ترقية من يرغبون فى الوظائف المختلفة.

5- منح رئيس الهيئة لنفسه فى المادة (7) سلطة التلاعب فى عملية التعيين من خلال التحرر من شرط الإعلان الخارجى عن الوظائف الخالية فى صحيفتين يوميتين، مما يسمح له باستقدام من يرغب، وإدخال عنصر المحسوبية والوساطة فى شغل الوظائف القيادية، وهو ما يجرى فعلاً فى الهيئة الآن.

6- استمراراً للسياسات القديمة أيضاً، لم تلزم اللائحة السلطة المختصة بالشفافية فى إعلان نتائج الاختبارات للتقدم للوظائف، أو معايير هذا الاختيار، ومنح رئيس الهيئة لنفسه حق التعيين فى بعض الوظائف دون امتحان (م 8).

7- منح رئيس الهيئة لنفسه سلطة تعيين مساعدين له، اعتماداً على قرار رئيس الوزراء المحبوس (د. أحمد نظيف) رقم 1722 لسنة 2007، بشأن استحداث ما سمى وقتئذ مساعدو الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات، من أجل الالتفاف على قانون العاملين رقم 47 لسنة 1978، وتعيين أهل الثقة وأعضاء لجنة السياسات، فيما أطلق عليه (أصحاب الخبرات النادرة) أو النوادر.

8- أعطت اللائحة لرئيس الهيئة فى المادة (12) فرصة التلاعب بالوظائف من خلال إمكانية إعادة التعيين على مجموعة نوعية مختلفة عن تلك التى كان يسكن فيها العامل، وهى تؤدى إلى تلاعبات والتفاف على أقدميات العاملين ومراكزهم القانونية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فساد بلائحة «الرقابة المالية» 1 3 فساد بلائحة «الرقابة المالية» 1 3



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon