دعم الإخوان سلبياً

دعم الإخوان سلبياً

دعم الإخوان سلبياً

 لبنان اليوم -

دعم الإخوان سلبياً

محمد سلماوي

قلت لصديقى الناشط الشاب: من حق كل إنسان أن يكون له رأيه الخاص فيمن ينتخب، ولكن عليه أن يتخذ الموقف الذى يخدم رأيه ويعبر عنه، وأنا أرى أن مقاطعتك الانتخابات لا تعبر على الإطلاق عن موقفك ولا تخدمه.
قال: أنا غير مقتنع بأى من المرشحين فكيف أعطى صوتى لأحدهما؟ قلت: هل أنت غير مقتنع أصلاً بالانتخابات مثل من يقولون إنها حرام؟ قال: بالطبع لا! قلت: أنت وضعت نفسك فى خدمتهم ومنحتهم صوتك دون أن تدرى، وهل أنت من أتباع الإخوان الذين يرفضون ثورة الشعب يوم 30 يونيو وكل ما ترتب عليها ويصرون على عودة الرئيس المعزول محمد مرسى؟ قال: بالطبع لا! قلت: لقد منحتهم صوتك دون أن تدرى وخدمت موقفهم أمام العالم، فهم يقولون إن الشعب ليس مع 30 يونيو وليس مع عزل الرئيس المنتخب، وإن ما حدث هو انقلاب لا يعبر عن إرادة الشعب، لذلك فالشعب سيقاطع الانتخابات، وها أنت تثبت صحة موقفهم أمام العالم وتدعمهم بالانضمام إلى موقفهم المقاطع، ورغم أن نسبة من يشاركون فى الانتخابات فى العادة لا تتجاوز الـ30 أو 40 بالمائة، فإن الإخوان لن يتورعوا عن القول إن كل من لم يشارك فى الانتخابات هو من أنصارهم، أى أن معهم 60 أو 70 بالمائة من الشعب، وأنت أحدهم.
قال على الفور: هذا غير صحيح، أنا لست مع الإخوان ولست مع من يرفضون الديمقراطية، قلت: لكنك خدمت الاثنين معاً ودعمت موقفهما، ولو فعل كل الناخبين مثلك لعاد الإخوان مرة أخرى للحكم، فهل هذا ما تريد؟
ثم قلت: إنكم تكررون مرة أخرى غلطتكم التاريخية التى جعلتكم تأتون لنا بمرشح الإخوان فى الانتخابات السابقة، بحجة أنكم لا تريدون نظام مبارك، لكن استخدام الناخب صوته لا يكون بهذا الاستخفاف، فالمسألة لا يجب أن تخضع للحالة المزاجية للناخب، وإنما للحسابات الدقيقة التى تدرس: ماذا يحدث لو أننى أعطيت صوتى لمرشح لا أقتنع به من أجل أن أمنع مرشحاً آخر من الوصول إلى الحكم؟ وهو ما حدث فى الانتخابات السابقة وأوصلنا إلى نتائج كارثية لم تعملوا لها حساباً قبل التصويت، وعلى الناخب أن يسأل أيضاً: ماذا يحدث لو أننى قاطعت الانتخابات تماماً ولم أدل بصوتى؟ وهو ما فعلتموه هذه المرة، فدعمتم موقف الإخوان والرافضين للعملية الديمقراطية، ولم تعملوا لذلك حساباً أيضاً.
فقال الشاب: لو أنك مكانى ماذا كنت تفعل؟ قلت: كنت أذهب إلى الانتخاب، تأكيداً لتمسك الناخبين بحقهم الانتخابى، وإذا لم أكن مقتنعاً بأى من المرشحين أبطل صوتى، فأرسل رسالة واضحة بأننى غير مقتنع بأى منهما، لكنى لست مع الإخوان ولا أجلس معهم فى نفس الخندق المعادى للإرادة الشعبية، لكنك للأسف دعمت بموقفك السلبى من لا تريد، تماماً كما فعلت فى الانتخابات السابقة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعم الإخوان سلبياً دعم الإخوان سلبياً



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon