القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
أثارت الكاتبة الإيرلندية سالي روني جدلاً بعد رفضها ترجمة كتابها الجديد إلى اللغة العبرية بواسطة شركة إسرائيلية. وقالت روني، التي تحظى كتاباتها برواج كبير، إن موقفها يأتي دعما لدعوات مقاطعة "إسرائيل" بسبب سياسات الأخيرة تجاه الفلسطينيين.
وقالت الكاتبة الإيرلندية إنها رفضت طلب ناشر إسرائيلي ترجمة روايتها الأخيرة إلى العبرية كجزء من مقاطعة ثقافية على أساس معاملة إسرائيل "العنصرية" للفلسطينيين.
وشنت وسائل إعلام عبرية ومرتبطة بالحركة الصهيونية هجوما واسعا ضد الروائية الإيرلندية الشابة سالي روني، بعد سحبها لحقوق نشر روايتها الجديدة باللغة العبرية من إحدى دور النشر في الكيان الصهيوني، التزاما منها بحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد “إسرائيل” ، حسب بيان ـ اصدرته أكدت فيه التزامها بدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال وزير إسرائيلي بارز إن مثل هذه المقاطعات تعدّ من أشكال معاداة السامية.
وأصدرت روني بيانا أوضحت فيه موقفها بعد اتهامها بأنها رفضت ترجمة قصتها إلى العبرية بشكل مطلق.
وقالت روني إنها "لا تشعر أنه سيكون من الصواب" قبول عقد مع شركة إسرائيلية "لا تنأى بنفسها علانية عن الفصل العنصري وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني التي نصت عليها الأمم المتحدة".
وأوضحت الكاتبة التي تبلغ الثلاثين من العمر وفي رصيدها ثلاث روايات في بيان إن ترجمة كتابها الأخير "أين أنت أيها العالم الجميل" إلى العبرية ستكون بمثابة "شرف لها".
وأضافت "لكن في الوقت الحالي، اخترت عدم بيع حقوق الترجمة هذه لدار نشر مقرها إسرائيل".
وأثار قرارها هذا انتقادات. وقالت جيتيت ليفي- باز من معهد سياسة الشعب اليهودي "اختارت روني طريقًا يُعد لعنة للجوهر الفني للأدب".
وكتبت في موقع فورورد الإخباري اليهودي "إن هناك رفضًا لجوهر الأدب ذاته وقدرته على جلب إحساس بالتماسك والنظام إلى العالم، من خلال اختيار روني استبعاد مجموعة من القراء بسبب هويتهم القومية".
وكتبت الناقدة الأميركية روث فرانكلين على تويتر، "إن روايات سالي روني متوفرة باللغتين الصينية والروسية. ألا تهتم لأمر الأويغور؟ أو للصحافيين الذين يتحدون بوتين؟".
وأضافت أن "الحكم على إسرائيل بمعيار مختلف عن بقية العالم يعد معاداة للسامية".
وقالت روني نقلاً عن تقارير منظمات حقوقية "إن نظام الهيمنة والتمييز الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين يتوافق مع تعريف الفصل العنصري بموجب القانون الدولي".
وأضافت أنها تدعم حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)" التي تستهدف الشركات والمؤسسات "المتواطئة ... رداً على نظام الفصل العنصري وغيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
وقالت روني إن حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات أنشئت "على أساس نموذج المقاطعة الاقتصادية والثقافية التي ساعدت على إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا".
وأضافت "بالطبع، عدا عن إسرائيل هناك دول عدة مذنبة بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان... كان هذا صحيحًا أيضًا في حالة جنوب إفريقيا خلال الحملة ضد الفصل العنصري هناك".
لدى روني المولودة في بلدة كاسلبار بغرب إيرلندا عدد كبير من القراء المتعلقين بها وممن يتتبعون أخبارها ومنشوراتها. وتهيمن أعمالها التي تروي قصصًا عن الشباب على الخطاب الأدبي في شكل مستمر.
تُرجم إلى العبرية كتاباها السابقان "محادثات مع الأصدقاء" و"أناس عاديون" الذي أدرج في قائمة الكتب المرشحة لجائزة بوكر الأدبية في عام 2018 وباعت منه أكثر من مليون نسخة. وتحول الكتاب إلى دراما تلفزيونية حازت على جوائز عدة.
نُشر كتاب "أين أنت أيها العالم الجميل" في أيلول الماضي وسرعان ما تحول إلى أحد أكثر الكتب مبيعًا في المملكة المتحدة وإيرلندا.
قد يهمك أيضًا:
الروائية سارة السهيل تُبيّن أنّ عشقها للأطفال ذلّل الصعاب في طريقها للكتابة عنهم
الروائية اللبنانية هدى بركات تناقش "بريد الليل"
أرسل تعليقك