التصعيد الإسرائيلي يهدد استقرار لبنان ويضع المجتمع الدولي أمام تحد مصيري
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

التصعيد الإسرائيلي يهدد استقرار لبنان ويضع المجتمع الدولي أمام تحد مصيري

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - التصعيد الإسرائيلي يهدد استقرار لبنان ويضع المجتمع الدولي أمام تحد مصيري

قصف اسرائيلي في جنوب لبنان
بيروت ـ لبنان اليوم

تتصاعد المخاوف في لبنان مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية بوتيرة متسارعة وبقوة مدمرة، لتستهدف قرى وبلدات مأهولة وتوقع خسائر بشرية ومادية متزايدة، وسط تحذيرات من أن التصعيد بات يهدد الاستقرار الضعيف الذي تحقق بصعوبة بعد حرب الـ 66 يوما.

وقال مصدر ديبلوماسي في بيروت: «أن ما يجري لم يعد مجرد عمليات عسكرية متفرقة بل تحول إلى نهج متواصل يرمي إلى تقويض أي توازن قائم على الأرض، وهذا التصعيد يضع لبنان أمام سيناريو بالغ الخطورة يمكن أن يمتد أثره إلى الأمن الإقليمي برمته، كون إسرائيل تراهن على الضغط العسكري لفرض وقائع تتجاوز تنفيذ وقف الأعمال العدائية التي ترفض الالتزام بها، إلى تثبيت شريط حدودي بالنار خال من الحياة ك، فيما يتكشف عجز المجتمع الدولي عن فرض التزام فعلي بقراراته».

الجانب الأكثر خطورة يتجلى في أن الغارات الأخيرة تشكل خرقا مباشرا لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وهو القرار الذي شكل منذ عام 2006 الإطار الدولي الأساسي لوقف الأعمال العدائية، ولاتفاقية وقف الاعمال العدائية المبرمة في 27 نوفمبر 2024، ما دفع بقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» إلى التحذير من هذه الاعتداءات، معتبرة أنها تقوض ثقة المدنيين بجدوى أي مسار سلمي وتعرض جهود التهدئة لخطر الانهيار، لكنها أكدت في الوقت عينه أنها مستمرة في تقديم الدعم لكلا الطرفين لضمان تطبيق القرار بالتعاون مع الجيش اللبناني، سعيا إلى الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار على طول الخط الأزرق.

وفي مشهد ميداني بالغ الدلالة، اضطرت وحدات من قوات «اليونيفيل» في منطقتي دير كيفا وبرج قلاوية إلى الانتقال نحو أماكن أكثر أمانا بفعل الغارات، وهو تطور وصفه المصدر الديبلوماسي «بالمقلق للغاية، إذ يكشف أنه حتى القوات الدولية لم تعد بمنأى عن المخاطر المباشرة، وهذا الانسحاب الجزئي من مواقع المراقبة يعد مؤشرا على اهتزاز صورة الدور الدولي في الجنوب، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة المجتمع الدولي على حماية المدنيين اللبنانيين أو فرض احترام القرارات الأممية».

أما على المستوى الداخلي، فيواجه الجيش اللبناني تحديات متزايدة، إذ يعمل جنبا إلى جنب مع قوات «اليونيفيل» لتعزيز الاستقرار، لكنه يجد نفسه عرضة لاستهداف مباشر من قبل الغارات الإسرائيلية. يضيف ذلك عبئا ثقيلا على مؤسسة عسكرية تعاني أصلا من ضائقة مالية ولوجستية خانقة، فيما يتنامى شعور السكان المحليين بفقدان الأمان وانعدام الثقة بفعالية الآليات الموضوعة لردع العدوان، بحيث تبدو حياتهم اليومية وكأنها رهينة لعبة إقليمية معقدة تتجاوز حدودهم.

الدعوات الدولية لوقف الاعتداءات واحترام سيادة لبنان تتكرر، لكنها تبقى، بحسب المصدر، «أقرب إلى بيانات استنكار لا تصحبها آليات ردع فعالة، وهذا الفراغ في الردع يرفع احتمالات انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع قد لا تقتصر على الجنوب، بل تمتد إلى جبهات أخرى، الأمر الذي ينذر بتحويل المنطقة إلى ساحة صراع مفتوحة على احتمالات كارثية، وكانت هيئات دولية عدة قد شددت في مناسبات سابقة على ضرورة التزام إسرائيل بالانسحاب من بعض النقاط الحدودية، إلا أن ضعف الإرادة الدولية في فرض هذه الالتزامات يجعل الموقف غير فعال».

يبدو أن التصعيد الإسرائيلي يضع لبنان والمجتمع الدولي أمام لحظة اختبار حاسمة تتمثل في اختبار لقدرة الدولة اللبنانية على الصمود في وجه ضغوط عسكرية متواصلة، واختبار لمدى فاعلية القرارات الدولية المصممة لحماية سيادته، واختبار أيضا لمدى استعداد المجتمع الدولي للتحرك قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. لبنان اليوم يقف عند مفترق طرق مصيري، فإما أن يتمكن من تحصين استقراره العرضة للاهتزاز بالتمسك بالشرعية الدولية وتعزيز شراكته مع القوى الدولية، أو أن يجد نفسه في مواجهة موجة عنف جديدة قد تطوي ما تبقى من توازنات فرضتها هدنة يلتزم بها لبنان وتمعن اسرائيل في عدم الالتزام بها.

   قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الجيش الإسرائيلي يُحذر اللبنانيين من الانتقال إلى 10 قرى في الجنوب حتى إشعار آخر وإلا ستكون حياتهم في خطر

 

نتنياهو يؤكد على التعامل بالقانون مع عنف المستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصعيد الإسرائيلي يهدد استقرار لبنان ويضع المجتمع الدولي أمام تحد مصيري التصعيد الإسرائيلي يهدد استقرار لبنان ويضع المجتمع الدولي أمام تحد مصيري



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 09:59 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أبرز العطور التي تتناسب مع أجواء الخريف

GMT 06:09 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تقرير يكشف فوائد السمسم على صحة الجسم والبشرة

GMT 09:33 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 10:11 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

النواب الجدد

GMT 13:30 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"التكنولوجيا المريضة" آخر ما حرّف في كرة القدم

GMT 06:51 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

700 جهاز كل دقيقة مبيعات "آي فون" في الصين

GMT 12:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

الجمعيات والمرافق الرياضية

GMT 14:42 2012 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

رانوكيا يتصدر قائمة أفضل المدافعين في أوروبا

GMT 12:26 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاجن" تكشف عن سيارة كهربائية بسعر رخيص

GMT 20:49 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

نفوق أكثر من 1700 طائر مهاجر بسبب إنفلونزا الطيور في الهند

GMT 12:54 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الحريري يؤكد أنه لن يقبل أن يكون شاهد زور على مهمات مشبوهة

GMT 23:19 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

شغب وطعن واعتقالات.. مشاهد من ليلة متوترة في واشنطن
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon