لبنان على مفترق طرق ضغوط أميركية متصاعدة وتوازنات داخلية مأزومة في انتظار صفقة شاملة
آخر تحديث GMT20:55:44
 لبنان اليوم -

لبنان على مفترق طرق ضغوط أميركية متصاعدة وتوازنات داخلية مأزومة في انتظار صفقة شاملة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لبنان على مفترق طرق ضغوط أميركية متصاعدة وتوازنات داخلية مأزومة في انتظار صفقة شاملة

الجيش اللبناني
بيروت ـ لبنان اليوم

يعيش لبنان في مرحلة دقيقة تتجاوز حدود التوترات الأمنية التقليدية لتلامس إعادة صياغة عميقة لمعادلاته السياسية والاقتصادية، في ظل ارتفاع منسوب الضغوط الأميركية وتداخل الملفات الإقليمية والدولية. فالملف لم يعد محصوراً بجدل السلاح خارج سلطة الدولة، بل بات جزءاً من مشروع أكبر يسعى إلى إعادة رسم قواعد اللعبة في الجنوب وربطها بمسار إقليمي واسع يشمل إسرائيل، إيران، وبعض العواصم العربية.

واشنطن، وفق ما تؤكد مصادر سياسية مطلعة، لا تكتفي هذه المرة بالضغط الدبلوماسي والإعلامي، بل تعمل وفق استراتيجية مزدوجة الأبعاد:

أولاً، تعزيز دور الجيش اللبناني ليكون قوة وازنة على الأرض قادرة على فرض معادلات جديدة أو على الأقل لعب دور "الموازن" في ظل اشتداد التوترات.

ثانياً، فتح الباب واسعاً أمام مشاريع استثمارية وتنموية في الجنوب، بما يتيح استخدام الاقتصاد كأداة ضغط غير مباشرة لتقليص نفوذ حزب الله وربط حياة السكان بمصادر تمويل بديلة.

غير أن هذه المقاربة الأميركية تواجه جملة من التحديات. فعلى المستوى الداخلي، يدرك الثنائي الشيعي أن أي تنازل في ملف السلاح يعني تغييراً جذرياً في موازين القوى الداخلية، وهو ما لا يبدو مستعداً لقبوله بسهولة، لذا يلوّح بخيارات تصعيدية سواء على المستوى السياسي أو حتى الأمني للحفاظ على ورقة القوة. أما على المستوى الخارجي، فلا تزال إسرائيل تُبدي تحفّظاً شديداً على أي اتفاق شامل ما لم تقترن بترتيبات أمنية "قصوى" تضمن لها الحد الأقصى من الأمان على حدودها الشمالية، ما يجعل أي تفاهم عرضة للتعطيل أو التأجيل.

في هذا السياق، يجد لبنان نفسه أمام معادلة معقدة: فمن جهة، هناك حاجة ملحة لإعادة تثبيت سلطة الدولة وتفعيل مؤسساتها، ومن جهة ثانية، أي محاولة لتحقيق ذلك ستبقى رهينة صفقة شاملة إقليمية – دولية، قد يكون ثمنها السياسي والاقتصادي باهظاً على الداخل اللبناني. وهنا تبرز إشكالية إضافية تتمثل في قدرة القوى المحلية على تحمّل كلفة التسويات المقبلة في ظل الانهيار الاقتصادي العميق والأزمة المالية التي لم يجد لبنان بعد مخرجاً فعلياً لها.

أما المؤسسة العسكرية، فتبدو وكأنها تسير على حبل مشدود؛ فهي مطالبة بالاستجابة لضغوط المجتمع الدولي والمانحين من جهة، ومطالبة أيضاً بعدم الاصطدام مع الحقائق السياسية والاجتماعية المحلية من جهة أخرى. هذا التوازن الدقيق يضعها في موقع شديد الحساسية، خاصة وأن أي انزلاق في الميدان قد يفتح الباب على مواجهات داخلية لا يملك لبنان ترف خوضها في المرحلة الراهنة.

وسط هذه التعقيدات، يبقى السؤال الأساسي مطروحاً: هل يستطيع لبنان أن يذهب نحو تسوية تحفظ سيادته واستقراره من دون أن يقدّم تنازلات موجعة أو أثماناً سياسية واقتصادية كبرى؟ الإجابة تبدو مؤجلة، إذ إن كل المعطيات تشير إلى أن الطريق نحو أي حل لن يكون قصيراً ولا سهلاً، بل سيظل محفوفاً بالمفاجآت والضغوط، وربما بالمواجهات المؤقتة التي تشكّل أوراق ضغط متبادلة قبل أي اتفاق نهائي.

وبينما يترقب الداخل اللبناني هذه التحولات، تظل صورة المستقبل معلّقة على تقاطع مصالح القوى الكبرى، ما يضع البلاد مجدداً في موقع "ساحة اختبار" للتوازنات الإقليمية والدولية، حيث يبقى المواطن اللبناني هو الحلقة الأضعف في معادلة معقدة لا يعرف حتى الآن إن كانت ستقوده إلى انفراج أو إلى أزمة أعمق.

قد يهمك أيضــــاً:

الجيش اللبناني يُوقيف عميل لإسرائيل وإحالته على القضاء المختص

 

ماكرون يُشدد على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان على مفترق طرق ضغوط أميركية متصاعدة وتوازنات داخلية مأزومة في انتظار صفقة شاملة لبنان على مفترق طرق ضغوط أميركية متصاعدة وتوازنات داخلية مأزومة في انتظار صفقة شاملة



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 20:40 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
 لبنان اليوم - الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا

GMT 20:31 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
 لبنان اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 09:53 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات تمنح منزلك الدفء وتجعله أكثر راحة

GMT 21:19 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة الطليعة" تعاقب اللاعبين بعد تدهور النتائج"

GMT 02:55 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أندية الأردن في أزمة كبيرة بسبب ملاعب التدريب

GMT 07:25 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

توقعات برج العقرب لعام 2024 من ماغي فرح

GMT 17:55 2023 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الباركيه في غرف النوم يمنحها الدفء والجاذبية

GMT 17:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

جنيفر ميتكالف ترتدي جاكت دون ملابس داخليه

GMT 15:16 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

قرداحي استقبل السفير التونسي وجرى البحث في الاوضاع العامة

GMT 17:29 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تصميمات Lanvin من وحي الخيال

GMT 11:27 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يستقبل عام 2021 بتحوله لـ"ملاكم" في كليب "Anyone"

GMT 05:03 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"Roberto Cavalli" تطرح مجموعة من المجوهرات لعام 2017

GMT 06:30 2013 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

العمل مع "الزعيم" شرف كبير وأنا لست إعلاميًا

GMT 14:20 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

اجتماع لوزراء الصحة الأفارقة حول لقاح كوفيد ـ 19

GMT 14:47 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

النفط يبلغ أعلى مستوى منذ شهور وخام برنت 53.17 دولار للبرميل

GMT 03:53 2015 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

جزيرة فوليجاندروس أجمل مكان لمشاهدة غروب الشمس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon