يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام
آخر تحديث GMT18:05:22
 لبنان اليوم -

"يوم الدين" فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "يوم الدين" فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام

فيلم "يوم الدين"
القاهرة - العرب اليوم

 نجح أبو بكر شوقي خلال محاولته الإخراجية الأولى في إنتاج فيلم لفت الأنظار إليه ووضعه في مقدمة المشهد السينمائي المصري الراهن، بعد تحقيق حضور جيد في المهرجانات الدولية ، وهو فيلم "يوم الدين".

وشارك في التنافس في المسابقة الرسمية في مهرجان كان هذا العام، وهو ما لم يتحقق إلا لأفلام مصرية نادرة كان آخرها فيلم "بعد الموقعة" عام 2012 للمخرج يسري نصر الله.

ولعل العنصر الأساسي في هذا النجاح يرجع إلى اختياره موضوعًا من الهامش الاجتماعي، هو مرضى الجذام، الذين ظل التعامل معهم محملا بالكثير من المفاهيم الخاطئة علميا واجتماعيا، ومحاولته انتقاد النظرة الاجتماعية السائدة، فضلا عن توفّقه في اختيار عينة ممثلة لهم عبر شخص أصيب بالجذام وشفي منه، وله حضور محبب على الشاشة رغم التشوه الذي تركه المرض على وجهه.

فكان اختيار أشخاص حقيقيين من الهامش الاجتماعي وليس ممثلين عنصر قوة أساسيا في تميز الفيلم عن الكثير من الأفلام التي تناولت الجذام واستخدمت ممثلين محترفين وحيلا "مكياجية" لأداء شخصيات المصابين به.

وفي المقدمة من هؤلاء الأشخاص : راضي جمال، الذي أدى شخصية المجذوم السابق بشاي، والتي تستمد الكثير من ملامحها من شخصيته الحقيقية في الواقع، والطفل أحمد عبد الرازق الذي أدى دور الصبى النوبي أوباما، وشكلا معا ثنائيا ناجحا له مسحة من الطرافة وحضور محبب على الشاشة.

وقد بذل المخرج جهدا واضحا في تدريب بطليه على الأداء أمام الكاميرا، والعمل معها بألفة ومن دون وجل أو تكلف.

واتسم مدخل شوقي، وهو كاتب السيناريو أيضا، في التعامل مع موضوعته تلك بنزوع إنساني واضح واحتفاء مميز بالحياة مهما كان حجم المأساة فيها.

بيد أن هذا النزوع الاحتفائي بالحياة وقدرة شخصيته على التأقلم معها قاد إلى خطر التحول إلى نوع من المصالحة المطلقة والقدرية مع واقع شخصيته الرئيسية والاكتفاء بانتقاد النظرة الاجتماعية العامة للناس لها بشكل عام وهلامي بعيدًا عن تحليل كثير من مسبباتها وما يقف وراء واقع البؤس الذي تعيشه، لاسيما تلك التي تمس السلطة وعلاقات القوة أو الاقتصاد داخل التركيبة الاجتماعية وصلاتها بنظام عزل الهامش الاجتماعي، ممثلا بمرضى الجذام والمرض العقلي والشحاذين والأيتام والمهمشين الآخرين الذين تجري أحداث الفيلم وسطهم.

لقد كُتب الكثير عن نظام العزل والمراقبة في حقل السياسة الحيوية (البيوبولتيكس) بعد كشوف الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو المميزة في هذا المجال، وعن الشروط السياسية والاقتصادية والتاريخية والاجتماعية التي ولد في داخلها نظام العزل وتلك النظرة إلى مرضى (الجذام والجنون وغيرهم).

معالجة شوقي جاءت بعيدة عن مثل هذه التحليلات وتكاد تسقط في إسار نظرة رومانسية تترافق مع سعي لتحقيق تعامل جمالي مع هذا الموضوع وتقديمه بشكل محبب للجمهور يتوسل المفارقة والكوميديا لتحقيق ذلك، ما يضعنا في مواجهة خطر فصل هذا الهامش الاجتماعي البائس والنظرة الاجتماعية السلبية له عن سياقات مسبباتها في علاقات القوة والسلطة في المجتمع.

ويهدد هذا النزوع للاحتفاء بالإقبال على الحياة وأجواء التضامن لدى الفئات المهمشة التي تديم هذا الحياة بإضفاء صبغة شاعرية عليها في عالم قدري منفصل عن العالم الخارجي الذي يهمشها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام



GMT 12:25 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

أحمد الفيشاوي ينتظر عرض فيلمه الجديد " الحارث"

GMT 18:11 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

عادل الأعصر يقترب من انتهاء تصوير فيلم "خلي بالك من اللي جاي"

GMT 19:47 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم "التجربة - أسف" يشارك في مهرجان القاهرة الأربعين

GMT 17:11 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير كرارة يبدأ تصوير "كازابلانكا" في الإسكندرية

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 00:18 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 24 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 03:08 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض قياسي في عدد الوافدين الأجانب إلى تركيا

GMT 18:58 2022 السبت ,12 شباط / فبراير

طُرق استغلال المساحة في الحمام الصغير

GMT 11:57 2013 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

أمسية للشاعر أحمد الصويري في اتّحاد كتّاب الشارقة

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:04 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان سامو زين يعود للسينما بعد غياب 17 عاماً

GMT 10:33 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيراري" تعلن عن المحركات القادمة للسيارات الفائقة

GMT 06:05 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

جزيرة مميّزة للغولف تعوم في "دي ألين" بايداهو

GMT 14:43 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على مواصفات وعيوب برج "العقرب" وأبرز الأحداث الفلكية

GMT 10:54 2013 الجمعة ,05 تموز / يوليو

أحذية نسائية من عظام الحيوانات وجذع الأشجار

GMT 06:30 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

ليفاندوفسكي يُحلق بصدارة هدافي الدوري الألماني
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon