موجة الحر الشديدة تتسبب في وفاة أكثر من 10 أشخاص في الجزائر

خلفت موجة الحر الشديدة التي ضربت الجزائر، خلال الساعات القليلة الماضية، ولازالت متواصلة لحد الساعة، حصيلة ثقيلة وتسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة، وأسفرت عن تسجيل أكثر من 10 قتلي خلال 24 ساعة الماضية أغلبهم حاصرتهم النيران التي أتت على الأخضر واليابس في محافظة متفرقة، من أنحاء البلاد، فيما تعرض آخرون إلى ضربات شمس حادة تسببت للكثيرين بمتاعب صحية خطيرة خاصة للمسنين، الذين عجت بهم مستشفيات الوطن، في وقت تسببت الحرائق في تشريد العشرات من العائلات، بسبب تحول منازلهم التي تقع في القرى والمداشر إلى رماد.

ومن بين أبرز القتلى شاب جزائري يبلغ من العمر 20 عامًا، حاصرته ألسنة اللهب في غابة منطقة " لقاطة "، وحسب التفاصيل التي كشفت عنها مصالح الحماية المدنية الجزائرية، فإن الشاب لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى برج منايل التابع لمحافظة بومرداس، بعدما أصابته حروق من الدرجة الثانية على  مستوى غابة " كودية " بالمحافظة ذاتها التي لا تزال ألسنة اللهب تحصد مزيدًا من الهكتارات عبر العديد من المحافظات.

وفي محافظة البويرة شرق البلاد تسببت الحرائق وموجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد في مقتل شيخ سبعيني، مع تحويل 20 شخصًا بسبب الاختناقات والحروق التي تعرضوا إلى مستشفيات المحافظة، التي نشبت بها 4 حرائق مهولة تسببت في تشريد 30 عائلة بأكملها، وأتت الحرائق التي نشبت بمحافظة بجاية على 500 هكتار، من الغطاء النباتي, حيث نشب 13 حريقًا خطيرًا أتلف 390 هكتار من المساحات الغابية  وحوالي 15 هكتار من الأشجار المثمرة، خاصة أشجار زيت الزيتون و أكواخ كبيرة لتربية الدواجن، وأخرى لتربية المعز والأغنام والأبقار وخلايا النحل.

وعاش سكان محافظة تيزي وزو الجحيم بسبب الارتفاع الكبير، في درجات الحرارة والحرائق، التي نشبت في المنطقة وبلغ عددها 35 حريقًا، أتت على عشرات الهكتارات، تطلبت تجنيد إمكانيات مادية ضخمة، ووجهت مصالح الحماية المدنية نداء لسكان المحافظة للتحلي بالمزيد من اليقظة وتجنب كل ما من شأنه التسبب في اشتعال النيران، وعجت أروقة المستشفيات والمراكز الصحية بالحالات العصيبة، بسبب تأثر أصحابها بدرجات الحرارة، وحسب تصريحات سكان منطقة تيزي راشد التابعة لمحافظة تيزي وزو، فإن المنطقة لم تشهد منذ سنوات عدة حرارة مثل هذه، وما زاد من معاناة سكان المنطقة الانقطاع المستمر، في التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب.

وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية تسجيل انخفاض طفيف في درجات الحرارة ابتداء من الأربعاء وطيلة الأيام المقبلة، على أن تتراوح ما بين 32 و36 درجة مئوية بالسواحل، مع توقع تشكيل غيوم، في حين ينتظر أن تتراوح ما بين 38 و40 درجة مئوية بالولايات الداخلية، أما الجنوب فيبقى بدون تغيير، ومن المرتقب في انتظار أن تنزل درجات الحرارة أكثر بعد الانتهاء من عمليات إطفاء الحرائق، التي كانت سببًا طيلة الأيام الماضية في ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت رقمًا قياسيًا لم يشهده شمال الوطن منذ سنوات.