جرائم الاحتلال في غزة

أعاد هولندي، يدعى هينك زانولي، يبلغ من العمر 91 عامًا، جائزة "الصالحين بين الأمم"، وهي جائزة إسرائيليَّة تسلمها منذ 3 أعوام، إلى السفارة الإسرائيلية في هولندا، معللا ذلك بقوله إن 6 من أقاربه قتلوا على يد قوات الاحتلال خلال هجومها على قطاع غزة.

وتُمنح جائزة "الصالحين بين الأمم" لغير اليهود الذين خاطروا بحياتهم لحماية وإنقاذ اليهود خلال المحرقة النازية.

وقام زانولي، في عام 1943 برحلة خطيرة بالقطار، تسلل خلالها بين حراس "النازية"، ونقاط التفتيش، لتهريب صبى يهودي من أمستردام إلى قريته في هولندا. وبالفعل اختبأ الصبى فى منزل زانولى تحت وطأة الاحتلال النازي لمدة عامين. ويعتبر هذا الصبى الفرد الوحيد من عائلته الذي بقي على قيد الحياة من "الهولوكوست".

وبعد مرور 71 عامًا، وتحديدًا في 20 تموز/ يوليو عام 2014، هدمت الغارات الجوية الإسرائيلية منزلا فى قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 6 من أقارب زانولى، وهى عائلة إحدى حفيداته المتزوجة من الاقتصادي الفلسطيني، إسماعيل زيادة، الذي فقد 3 من أشقائه، 3  آخرين من أقاربه.

وإسماعيل زيادة فلسطيني من خريجي جامعة "بيرزيت"، ومتزوج ومقيم في هولندا، حيث تزوج من حفيدة زانولي وأنجب منها، وتعرضت عائلته لمجزرة في غزة استشهد خلالها 6 من أفراد عائلته.

وقام زانولي بإعادة هذه الميدالية إلى السفير الإسرائيلي في لاهاي هذا الأسبوع بعد أن دمرت طائرة "إف-16" إسرائيلية منزل أقاربه في غزة، ما أدى إلى مقتل من كانوا في المنزل.

ونظرا إلى أن حالة زانولي الصحية لا تسمح له بتسليم الرسالة إلى السفير شخصيا، أرسلها مع الميدالية بالبريد إلى السفارة في لاهاي.

وقال زانولي، في رسالة وجهها إلى السفير الإسرائيلي، "إنه ليؤسفني بشدة أن أعيد إليكم الميدالية التي حصلت عليها تكريما وتقديرا من إسرائيل للجهود والمخاطر التي تعرضت لها والدتي وعائلتي في إنقاذ حياة صبي يهودي خلال الاحتلال الألماني".

وبيّن "أن ما سبّب صدمة ومأساة بالنسبة إليه، أنه بعد 4 أجيال، تواجه عائلتنا قتل أقاربنا في غزة بسبب عمليات القتل التى ترتكبها إسرائيل".

وأضاف "أن الاحتفاظ بالميدالية التى منحتني إياها إسرائيل في هذه الظروف، يعد إهانة  لأفراد عائلتي الذين وبعد أربعة أجيال فقدوا 6 من أقاربهم في غزة".