غزة ـ محمد حبيب كشف عضو الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة جمال عبيد، عن اتصالات مكثفة تجري بين قيادتي حركتي فتح وحماس في الضفة والقطاع لبحث تنفيذ بنود المصالحة والاتفاق الدوحة الذي وقع العام الماضي برعاية الأمير القطري حمد بن خليفة أل ثان بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. وقال عبيد في تصريح صحافي الاثنين، إن الاتصالات تجري على مستوى القيادة العليا للحركتين كان آخرها إتصال أجراه رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية مع الرئيس محمود عباس يهنئه بذكرى إنطلاقة حركة فتح الـ"48" مشيراً إلى أن هنية بحث مع الرئيس كذلك المرحلة المقبلة أي ما بعد "الإنطلاقة المليونية" الذي جرت في قطاع غزة لتطبيق بنود المصالحة على أرض الواقع.
وأوضح عضو الهيئة القيادية أنَّ كلاً من جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونبيل شعث مفوض عام التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية قد أجريا سلسلة لقاءات مع قيادة حركة حماس في قطاع غزة خلال زيارتهم لبحث سبل إخراج إتفاق الدوحة للتطبيق على الأرض تمهيداً لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام.
وأكد عبيد أنَّ الرئيس محمود عباس سيبحث تلك النقاط وتفاصيلها مع نظيره المصري محمد مرسي خلال زيارته المقررة الأربعاء المقبل إلى القاهرة للمشاركة في قمة المؤتمر الإسلامي، مشيراً إلى أنَّ اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية سيناقش كذلك تلك النقاط.
كما أكد عبيد أهمية الدور المصري في إتمام المصالحة والجهود التي تبذل مصريًا لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس لتجاوز خلافات الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأضاف عبيد: "فتح وحماس لا يحتاجان إلى اتفاقيات جديدة وإنَّما المطلوب حالياً هو جدول زمني لتطبيق ما تم التوافق عليه في حوارات القاهرة والدوحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الرئيس محمود عباس واستئناف عمل لجنة الانتخابات المركزية بغزة وتحديد موعد للإنتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني".
وأسهب عبيد "الأمور حالياً بين فتح وحماس أصبحت أكثر انفتاحاً من السابق وتقريب وجهات النظر أصبح أكبر مما يدلل على قرب إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام ".
في سياق متصل قال ياسر الوادية، رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية إن إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة وافق على عودة أبناء وقيادات حركة فتح إلى قطاع غزة بإستثناء بعض الشخصيات التي لها علاقة بأحداث الإنقسام.
وأوضح الوادية في تصريح صحافي أنَّ هنية وقيادة حركة حماس أبلغت الشخصيات المستقلة بأنَّها لا تمانع عودة عناصر حركة فتح إلى قطاع غزة، ووافقت كذلك على كشوفات قُدِمَت إليها بأسماء عناصر فتح باستثناء بعض الشخصيات التي أبُلغتنا أنَّ عليها قضايا وسيتم محاسبتها فور دخولها غزة ".
وكان عدد من عناصر فتح قد عادوا مؤخراً إلى قطاع غزة بعد وساطات تدخلت فيها قيادات فصائلية وشخصيات من حركة حماس بيد أنَّ الأمر لم يعلن رسمياً من قبل حركة حماس سوى الموافقة على عودة 12 عنصر لغزة.
وأضاف الوادية قائلاً "إنَّ هناك حالة بناء ثقة بدأت تعود مجدداً بين فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة عقب السماح بإقامة مهرجانات الحركتين مما يعزز فرص إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام"، مشيراً إلى أنَّ كافة المؤشرات تدلل حالياً على جدية المرحلة المقبلة في إنهاء الانقسام السياسي وصولاً إلى إتمام المصالحة الوطنية بين شطري الوطن لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية.
وأكد أنَّ الرئيس محمود عباس سيلتقي الأربعاء المقبل بنظيره المصري محمد مرسي لبحث العديد من القضايا الجوهرية على رأسها المصالحة الوطنية وعليه سيكون هناك دعوة سيوجهها الرئيس محمود عباس إلى الإطار القيادي لمنظمة التحرير من أجل الاجتماع في العاصمة المصرية القاهرة.
ولفت الوادية إلى أنَّ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقيادات الحركة إلتقت مؤخراً بالمسؤولين المصريين لبحث المصالحة وآليات تطبيقها مما يجعلنا أمام مرحلة جديدة من الوحدة الوطنية في ظل الحالة التصالحية السائدة بالشارع الفلسطيني.