موسكو ـ حسن عمارة استبعد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، التكهنات والتحذيرات التي تشير إلى احتمال تعرض البلاد لاضطرابات مدنية وثورة من جانب الطبقة المتوسطة، ما لم تقم حكومته بتبنى إصلاحات اقتصادية وسياسية جذرية في روسيا. ورصدت جلسة للمنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في ديفوس عقدت الأربعاء الماضي ، حول روسيا، عددًا من السيناريوهات السلبية تواجه روسيا الاتحادية، من بينها احتمال تعرضها لاضطرابات مدنية. وكشف استطلاع غير رسمي للرأي خلال المنتدي الدولي أن ما يقرب من 80 بالمئة يعتقدون بأن التحدي الأكبر الذي  يواجه روسيا الآن هو تحسين أدائها الحكومي.
إلا أن ميدفيديف الذي كان حاضرا الجلسة، استبعد تلك التحذيرات وأكد أمام المنتدى بأن روسيا تسير في المسار الصحيح وأنها مكان مناسب وجيد للاستثمار.
ويقول أليكسي كودرين الاستاذ بجامعة سانت بطرسبرغ أن المجتمع التجاري في روسيا يكشف عن مؤشرات خطيرة وسلبية، كما أوجز سيناريو محتمل في روسيا يقول فيه بأن حدوث انخفاض في أسعار النفط سوف يخرج بالميزانية الروسية عن مسارها على نحو يضطر الحكومة، إلى زيادة الضرائب والحد من الإنفاق على البرامج الاجتماعية وتجميد جهود الإصلاح في البلاد.
وحث كودرين على ضرورة قيام الحكومة الروسية بإصلاح نفسها من الآن حتى يمكنها تلافي مثل هذا السيناريو. وقال "أن الفشل في القيام بهذه الإصلاحات سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الأعباء على كاهل الكيانات التجارية من خلال زيادة الضرائب وإلحاق الضرر كذلك بالأنشطة التجارية الصغيرة والطبقة المتوسطة، الأمر الذي يمكن أن يقود اقتصاد البلاد إلى حالة من الركود والكساد".
كما حذر سيرجي غوريف عميد المعهد الاقتصادي الجديد من أن ارتفاع أسعار النفط قد يؤدي بروسيا أيضا إلى حالة من الفوضى حيث أن ذلك سوف يجعل من القائمين على السلطة أكثر استرخاء في تنفيذ برامج الإصلاح. وقال أن هذا الحال لن يدوم طويلا وأن الطبقة المتوسطة سوف تطالب بالإصلاحات لاسيما وأن أفرادها على درجة جيدة من التعليم ومصممين على التمتع بمستوى من المعيشة أفضل ، كما أنهم سوف يطالبون بمكافحة الفساد الحكومي والمزيد من الانفتاح والمحاسبة.
وفي غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، استمع ميدفيديف إلى تلك المناقشات قبل أن يلقي كلمته التي قال فيها أمام وفود منتدي ديفوس بأن الصواب جانب هؤلاء لاسيما وأن روسيا في الوقت الراهن تشهد إصلاحات جادة، كما أكد على أن هذه السيناريوهات المتشائمة التي أبداها كل من غوريف وكودرين لن تتحقق مشيرًا إلى أنه تم إنشاء عدد من الوكالات الجديدة للتنمية والتمويل بهدف تحفيز النمو الاقتصادي ودعم القطاع الخاص في روسيا.
كما أصر ميدفيديف على أن استعداد روسيا لأن تكون شريكا لمستثمرين عالميين وأنها بلد منفتح مهما ادعى منتقديها غير ذلك. وقال أن أسعار النفط الحالية هي الأمثل تقريبًا، وأن روسيا لا ترحب بمزيد من الإرتفاع في أسعار النفط لأن ذلك من شأنه أن يضر بالطلب العالمي على النفط.
وطالب رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا بخفض معدلات الفائدة عن المعدل الحالي الذي يبلغ 8.25 بالمئة. وقال إن ارتفاع معدلات الفائدة سوف يعيق عملية النمو الاقتصادي ، ليس فقط على مستوى البنوك وإنما أيضا على مستوى المؤسسات التجارية الصغيرة.