حزب الله

كتب منير الربيع في "المدن": القتال الدائر بين المتقاتلين اليوم في لبنان، يقود إلى نتيجة واحدة: تقدّمهم نحو الصدام والالتحام. وهم في هذا كسائقي سيارتين مسرعة كل منهما سرعة جنونية وهجومية في اتجاه الأخرى. والطرفان يراهن كل منهما على استخدام الآخر فرامل سيارته، كي لا يحصل الصدام. لكن تبيّن أن السيارتين بلا فرامل، وصارت المجابهة مباشرة وحتمية.

ما بعد حادث التصادم لا بد من الوصول إلى صيغة حوار، بعد طول تصعيد. وفي المجابهة بين حزب الله وإيران من جهة، والولايات المتحدة الأميركية من الجهة الأخرى، نٌحِيّ فيها الجميع جانباً، لخوضها وجهاً لوجه ومباشرة

الخيار الصيني المستحيل

سجّل حزب الله نقطة في ذهابه شرقاً، دافعاً حكومة حسان دياب إلى الخيار الشرقي: من هجوم دياب على السفيرة الأميركية والسفير السعودي، من دون تسميهتما، ثم التقى السفير الصيني، ورتب لقاءات له مع وزيرين عراقيين للبحث في أفق التعاون.

أدار دياب ظهره للأميركيين، في إطار مؤشرات المواجهة والبحث عن بدائل. بدائل لن تكون طويلة الأجل أو أبدية، بل هي جزء من لعبة تسجيل النقاط، في انتظار عودة الطرفين إلى قاعدة تواصلية في مفاوضات إيرانية أميركية، سيكون لبنان جزءاً من مندرجات مباحثاتها.

الهدف من لقاءات دياب سياسي. فالجميع يعلم أنه لا يمكن لأحد الدخول في مشاريع واستثمارات في لبنان، أو تقديم مساعدات من دون ثمن سياسي. ومن أبرز الشروط لتوفير ذلك: الاستقرار والتوافق الدولي. الموقف الصيني في هذا السياق ثابت ومعروف: فلا يمكن للصين أن تستثمر في بيئة غير مستقرة. ومن شروطها أيضاً عقد اتفاق من دولة إلى دولة. ولا يمكنها تالياً عقد اتفاقات مع شركات ورجال أعمال. والاتفاقات بين الدول تحتاج إلى توفير أجواء دولية.

الخيار العراقي - السوري

أما اللقاء مع الوزيرين العراقيين، فخطوة أساسية أيضاً من الناحية السياسية، على قاعدة خلق مبادرات دائمة وعدم الانتظار لما سيأتي من الخارج.

وهذه سياسة تجيدها إيران وحزب والله. على الرغم من أن أي نتائج لهذه الشراكة أو التعاون، لا يمكن أن تتحقق من دون توافق دولي وتوافر الاستقرار. فخط النفط الذي يصل إلى لبنان من العراق معطّل، وبحاجة إلى إصلاح. وذلك مستحيل في حال عدم توفر الأمن والاستقرار، والموافقة السياسية الدولية.

وكل ما يأتي من العراق لا بد أن يمرّ من سوريا التي يهدد الأميركيون بفرض عقوبات على كل من يتعامل معها. وحزب الله يبحث مع النظام السوري إمكان إصدار إعفاءات لشاحنات الترانزيت التي تعبر من العراق إلى لبنان أو العكس. وبذلك لا يستوجب على الدولة اللبنانية أن تدفع الأموال للنظام السوري، وبالتالي يمكن الالتفاف على قانون قيصر. لكن ذلك قد لا يسكت عنه الأميركيون. فهذه حركة سياسية غير واقعية، ولن تصل إلى مكان في ظل العقوبات والضغوط الأميركية. ولكنها حركة سياسية تبقي المبادرة في يد إيران وحزب الله، وتسمح لهما بالإمساك بالمزيد من خيوط اللعبة، إلى أن يحين التفاوض. وبذلك يتمكن حزب الله من إبقاء التنفس الاصطناعي متوفراً للحكومة، إلى أن يحين موعد إسقاطها بعد حصول متغيرات.

قد يهمك ايضا: 

 بيان السفيرة الأميركية في بيروت يكشف ثبات الموقف من "حزب الله"  

مجد حرب يؤكد أنه رغم الإعتداء لن يتم التراجع عن الإخبار ضدّ "حزب الله"