البابا فرنسيس و المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني

التقى البابا فرنسيس، اليوم السبت، المرجع الشيعي الأعلى  علي السيستاني، في مدينة النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة البابا التاريخية إلى العراق.

وبحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، فقد توقفت سيارة البابا المصفحة، في شارع الرسول قرب مرقد الإمام علي في مدينة النجف، ثم ترجل البابا فرنسيس منها وسار على قدميه لعشرات الأمتار باتجاه منزل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في طريق ضيّق لا تسع مساحته دخول سيارة واحدة.

ويعيش السيستاني (90 عاماً) في هذا المنزل منذ عام 1970، وهو منزل استأجره من شخص من عائلة "آل شبر" بعقد قيمته نحو 500 دولار شهرياً.

والسيستاني مثل أسلافه من المراجع الشيعة الذين يمكثون في منازلهم لسنوات طويلة ولا يخرجون منها إلا للضرورات والعلاج، ويحظى رجل الدين الشيعي بشعبية كبيرة في العراق وفي دول أخرى، وهو صاحب أشهر فتوى دينية في العصر الحديث وهي فتوى "الجهاد الكفائي" التي تطوع فيها العراقيون لصد تمدد تنظيم "داعش" عام 2014.

 

وكان الاجتماع المغلق لبحث القضايا التي يعاني مسيحيو العراق، وعقد الرجلان لقاء مغلقاً لمدة ساعة، بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر، أحمد الطيب.

وجاء في بيان صدر عن الفاتيكان حول الزيارة أنّ "البابا فرنسيس بحث مع السيستاني التعاون بين جميع الديانات والحوار من أجل خير العراق وخير المنطقة".

ولاحقاً، أصدر مكتب المرجع السيستاني بياناً قال فيه: "التقى سماحة السيد السيستاني صباح اليوم بالحبر الاعظم البابا فرنسيس. ودار الحديث خلال اللقاء حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الانسانية في هذا العصر ودور الايمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها".

وأضاف: "وتحدث سماحة السيد عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوصاً ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".

وأشار السيستاني، بحسب البيان، إلى "الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة ـ  ولا سيما في القوى العظمى ـ على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة، كما أكّد على أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية".

ونوّه السيستاني "بمكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته"، وأبدى أمله "بأن يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد".

وأكّد اهتمامه "بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية"، وأشار الى "جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الارهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً اجرامية يندى لها الجبين".

وتمنى السيستاني للبابا فرنسيس وأتباع الكنيسة الكاثوليكية ولعامة البشرية "الخير والسعادة، وشكره على تجشمه عناء السفر الى النجف الأشرف للقيام بهذه الزيارة".

وقد يهمك أيضا

العراق يضئ معلمًا أثريًا لم ينر منذ 4 آلاف سنة لمناسبة زيارة البابا

الكاردينال ساندري يتوقع أن يزور البابا فرنسيس لبنان في أقرب وقت