السفينة غالاكسي ليدر ويقف أمامها مسلحان حوثيان

رصدت القوات الحكومية اليمنية زوارق حوثية مفخخة، قالت إن الجماعة الموالية لإيران تستعد لاستخدامها في مهاجمة السفن التجارية جنوب البحر الأحمر، وسط تحذيرات واشنطن من مغبة الاستمرار في تهديد الملاحة. وفيما أكدت هيئة بحرية بريطانية تلقيها بلاغات من سفينة حول اشتباه في محاولة قرصنة جديدة في جنوب البحر الأحمر، واصل قادة الجماعة الحوثية تهديداتهم بالانتقام من واشنطن ردا على مقتل 10 من عناصرهم قبل نحو تسعة أيام.
ويوم الأحد، أفادت القيادة المركزية الأميركية بتدمير طائرة حوثية مسيرة كانت تستهدف مدمرة تابعة لها في البحر، حيث بلغت هجمات الحوثيين نحو 27 هجوماً ضد سفن الشحن منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ومع إطلاق الجماعة الموالية لإيران ما سمته «معركة الفتح الموعود» أفادت القوات الحكومية اليمنية، الاثنين، بأن الحوثيين استحدثوا قناتي مياه من سواحل البحر إلى عمق المزارع في جنوب الحديدة لاستخدامها في مهاجمة السفن بزوارق مفخخة.
وقالت القوات اليمنية في محور الحديدة، في بلاغ وزع على الصحافيين إن وحدات الاستطلاع رصدت قيام الحوثيين بإدخال زوارق يعتقد أنها مفخخة إلى هاتين القناتين في شمال ميناء المخا تمهيداً لمهاجمة السفن.

ووزع الإعلام العسكري اليمني صوراً جوية أظهرت آليات حوثية تقوم بحفر قناتين يبلغ طولهما 210 أمتار وبعرض 20 متراً، وعمق 10 أمتار، وتمتد من البحر إلى وسط مزارع النخيل الكثيفة، مع فرض سياج أمني عليهما.
وفي سياق التهديدات الحوثية باستمرار الهجمات التي تزعم الجماعة أنها تأتي لنصرة الفلسطينيين في غزة ومنع السفن المتجهة من وإلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، توعد القيادي سفر الصوفي، مدير مكتب زعيم الجماعة، خلال لقائه عائلات القتلى الذي قضوا في ضربة أميركية عند محاولتهم قرصنة إحدى السفن، بأن الرد على الأميركيين «سيكون مؤلما».

من جهته، قال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة، في منشور على منصة «إكس» إن «إصرار النخبة الحاكمة في واشنطن على الذهاب بعيدا في دعم إسرائيل ضد غزة من شأنه تفجير المنطقة».
وأضاف «على أميركا أن تتحمل عواقب هذا الصلف، وأن تدرك أن عسكرتها للبحر الأحمر لن تمنع اليمن من مواصلة عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية في غزة».

وإذ تزعم الجماعة أنها أطلقت «معركة الفتح الموعود» قالت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، الاثنين، إنها تلقت تقريراً عن اقتراب مركبين صغيرين من سفينة تجارية على بُعد نحو 50 ميلاً بحرياً، جنوب شرقي ميناء المخا اليمني.

وأضافت الهيئة أنه لم يتم رؤية أسلحة، وجرى الإبلاغ عن أن السفينة وطاقمها بخير، وتجري السلطات تحقيقاً في الحادث، ونصحت الهيئة السفن بتوخي الحذر وإبلاغها عن أي نشاط مريب.
وألقت الهجمات الحوثية بتبعاتها على تكاليف الشحن الدولي ودفعت كبريات الشركات لتجنب البحر الأحمر، مع وجود مخاوف دولية من تأخر سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن، في حين ارتفعت تكاليف الشحن إلى المواني اليمنية ثلاثة أضعاف، وما هو يهدد بمفاقمة نقص الأمن الغذائي لملايين السكان المعتمدين على المساعدات الأممية والدولية.

وفي ظل إصرار الحوثيين على موقفهم من الاستمرار في شن الهجمات البحرية، تعهد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في بيان، الاثنين، بالردع وحماية الملاحة في البحر الأحمر، وذلك عقب لقاء جمعه في الدوحة برئيس الوزراء القطري.
ويسعى الوزير الأميركي خلال جولة له في منطقة الشرق الأوسط إلى ضمان عدم توسع الصراع في المنطقة على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأشار بلينكن إلى تصاعد المخاوف الدولية بشأن هجمات الحوثيين على حرية الملاحة في أحد أكثر الممرات التجارية ازدحاما في العالم، ألا وهو البحر الأحمر. وقال: «لقد أثرت هذه الهجمات بشكل مباشر على المدنيين والبضائع والمصالح التجارية الخاصة بأكثر من أربعين دولة».

وأضاف أن الهجمات «عطلت أو غيرت مسار حوالي 20 في المائة من الشحن الدولي، واضطرت أكثر من 12 شركة شحن إلى تغيير مسار آلاف السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح، مما يعني أنها تستغرق وقتا أطول لإيصال البضائع إلى وجهتها ويزيد التكاليف، ليتم تمرير هذه التكاليف بعد ذلك إلى المستهلكين في مختلف أنحاء العالم، سواء كنا نتحدث عن الطعام، أو الوقود، أو الأدوية، أو المساعدات الإنسانية».
وشدّد وزير الخارجية الأميركي على أن هجمات الحوثيين تضر الناس في مختلف أنحاء العالم، وبالأخص الفئات الأشد فقراً وضعفاً، بما في ذلك في اليمن وغزة.

وأوضح أن ذلك هو «ما دفع الولايات المتحدة إلى إطلاق عملية حارس الازدهار مع أكثر من عشرين دولة للدفاع عن سلامة وأمن الشحن التجاري عبر البحر الأحمر، هو أيضا ما جعل أكثر من 12 دولة توضح أن الحوثيين سيحاسبون على أي هجمات مستقبلية».
وتعهد بلينكن بالقول: «سنواصل الدفاع عن الأمن البحري في المنطقة بوصفه جزءا من جهودنا الشاملة لردع المزيد من النزاعات الإقليمية وتجنبها وضمان التدفق الحر للتجارة، وهو أمر حيوي للناس في مختلف أنحاء العالم».

وكان الإعلام الحوثي أبرز اجتماعا ترأسه القيادي مهدي المشاط رئيس مجلس حكم الجماعة الانقلابي في صنعاء، مع كبار قادة جماعته العسكريين، حيث توعد أن حادثة مقتل عناصر الجماعة في البحر الأحمر «لن تمر دون رد قوي»، وقال إن الأميركيين «سيدفعون الثمن بشكل غير مسبوق، وسيتحملون العواقب جراء حماقتهم». وفق تعبيره.
وزاد القيادي الحوثي بمطالبة واشنطن تسليم عناصرها الذين قتلوا مسلحي جماعته لمحاكمتهم، وإلا فإن عليها «انتظار الرد وهو قادم لا محالة»؛ وفق زعمه.

وأثار سلوك الحوثيين المزعزع للملاحة الدولية غضباً دولياً، وشكّلت واشنطن تحالفاً سمته «حارس الازدهار» لحماية السفن، وسط تحذيرات دولية أخرى من اللجوء لخيارات أكثر حزماً لوقف تهديد الجماعة المدعومة من إيران.
وكان مجلس القيادة الرئاسي اليمني حذّر الحوثيين من مغبة إدخال البلاد في صراع جديد ومضاعفة معاناة السكان. وأعاد التذكير بأن «إرهاب الحوثيين» هو نتيجة طبيعية لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الرئيس جو بايدن يُواجه ضغوطًا متزايدة للعمل ضد ميليشيات الحوثيين في اليمن

 

مقتل 10 حوثيين في قصف أميركي على زوارق هاجمت سفينة في البحر الأحمر