الرئيس ماكرون والرئيس سعد الحريري


يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أتباع نظرية الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، وملخصها: «ما يهمني لون الهر إذا كان يطارد الفئران؟». هذه الصورة المجازية طبّقها ماكرون على الوضع الحكومي في لبنان، إذ سارع إلى التعليق على تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب وهو في زيارة رسمية لإسرائيل.

وأعلن الرئيس الفرنسي في الفقرة الأخيرة من كلمته بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي: «تعلمون جيداً الصداقة التي تكنّها فرنسا للبنان وتعاطفنا مع هذا البلد العزيز علينا، ونحن، إزاء الأزمة العميقة التي يجتازها لبنان، سوف نبذل كل ما في وسعنا من أجل مساعدة أصدقائنا اللبنانيين واللبنانيات». وأضاف ماكرون: «أنا أعي وأتقاسم معكم حذركم إزاء كل أشكال النشاط الإرهابي الذي يمكن أن ينطلق من لبنان ويهدد أمن ورفاهة العيش للبنانيين واللبنانيات».

يتضمن كلام الرئيس الفرنسي عدة رسائل، أولاها أن باريس مستعدة للتعامل مع أي حكومة لبنانية تتشكل وتملأ الفراغ الدستوري الذي كان يعيشه لبنان منذ استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري تحت ضغط الحراك الشعبي.

وخلال الأسابيع المنصرمة، نقلت باريس عبر قنواتها الدبلوماسية وأحياناً عبر الوسائل الإعلامية «تخوفها الكبير» مما يحصل في لبنان خصوصاً بعد أن اندلعت أعمال العنف. كذلك عبّرت عن «إحباطها» الشديد من أداء الطبقة السياسية اللبنانية واهتمامها بتقاسم الحصص والمغانم بدل التركيز على إخراج لبنان من أزمته.

من هنا، وصلت قناعة المسؤولين الفرنسيين إلى اعتبار أن «المهم» هي ولادة حكومة تكون مهمتها إخراج لبنان من مخاضه العسير بغض النظر عما إذا كانت من لون واحد أو من لونين. لكن، وفق ما تقوله مصادر فرنسية، «العبرة في الأداء».

وتحمل كلمة ماكرون رسالة لا تقل أهمية بإشارته إلى «كل أشكال النشاط الإرهابي الذي يمكن أن ينطلق من لبنان». وواضح من كلمته أن المقصود العمليات العسكرية التي يمكن أن يقوم بها «حزب الله» انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.

وليس سراً أن باريس لم تتخلّ عن التواصل مع «حزب الله»، إما عن طريق سفارتها في بيروت وإما بمناسبة الزيارات التي يقوم بها أعضاء من الحزب لفرنسا. وبعكس بريطانيا وألمانيا وبالطبع الولايات المتحدة، التي تعد «حزب الله» بكل مكوناته تنظيماً إرهابياً، فإن باريس متمسكة بالمقاربة الأوروبية التي تميز بين النشاطات السياسية والنشاطات العسكرية. ويبرز ذلك في كلام ماكرون الذي يشدد على استعداد بلاده لدعم للبنان في ظل حكومة «اللون الواحد» والتي كان «حزب الله» مهندسها الرئيسي.

قد يهمك ايضا:

الخلاف بين مكونات "8 آذار" فعّل اتصالات سهّلت ولادة الحكومة اللبنانية​

الحكومة اللبنانية تنطلق لمعالجة الأزمة الاقتصادية واستعادة الثقة الدولية