الحراك الشعبي

منذ بداية الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول الفائت والهيبة السياسية لبعض قوى السلطة تتهاوى يوما بعد يوم، الا انه وبحسب متابعين، فإن وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل يبدو الأكثر تضررا من التطورات الحاصلة.   مما لا شك فيه ان رئيس "التيار البرتقالي" قد خسر كثيراً من سلّته الممتلئة نتيجة للأزمة التي باغتت البلاد، الا ان خدش صورته أمام الرأي العام، بحق او غير حق، وتظهيره كسبب مباشر لتعاظم التظاهرات الشعبية، جعله مجبراً على الابتعاد عن المشهد السياسي وبات عليه أن يحسب الف حساب قبل أن يسعى بِنَهمٍ نحو حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة، وأن يعيد "فرملة" طموحه الرئاسي الذي اصبح مهدداً بالاندثار أقلّه في الاستحقاق المقبل!   من جهة أخرى، فإن الوزير جبران باسيل قد خسر بشكل او بآخر دعم العديد من حلفائه، حيث أنّ هذه القوى لم تعد ترغب في المخاطرة برفع باسيل على أكتافها لتعويمه، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي الى تشويه سمعتها السياسية على المستوى الشعبي. ووفق معلومات خاصة لـ "لبنان 24" فقد تمنى عدد كبير منهم على "معاليه" الامتناع عن الظهور في هذه المرحلة حرصاً على مصلحته ومصلحة فريقه السياسي.   ومن جملة المكاسب التي سقطت من سلّة باسيل المثقوبة بفعل الثورة الشعبية لتضاف الى قائمة الخسائر بعدما كانت ورقة رابحة ساهمت في كثير من الاحيان بشدّ العصب المسيحي بشكل عام، والتي كانت عبارة عن عناوين شعبوية كبرى تعمّد الاخير اطلاقها في مرحلة سابقة فأثارت إشكالية معقّدة على الصعيد السياسي والشعبي لارتباطها بالتوازن الطائفي على مستوى التعيينات في الوظائف العامة، الأمر الذي جعل لباسيل نصيب الاسد في التظاهرات المطلبية وأجّج الاحتجاجات ضدّه على اعتبار انه أمعن في الممارسات العنصرية والطائفية والفئوية التي ظن ان من شأنها أن تشكّل دعامة مسيحية صلبة، فانقلب السحر على الساحر!   اما لجهة تكتل "لبنان القوي" والذي تصدّع بفعل بعض الانسحابات، فإن الخسارة لا يمكن ان تُحتسب بعدد النواب المُنشقين، وانما بعدم قدرة باسيل بعد اليوم على الركون الى ائتلافات انتخابية بحجة ضمها الى التكتل، لأنه لم يعد يستطيع ضمان ولائهم له، ما يعني أن حجم كتلته النيابية التي جاهر بها متفاخراً في مرات عديدة سيتضاءل نسبيا، وبالتالي سينخفض معه سقف "الأنا" لديه على مستوى الاقناع السياسي في الاستحقاقات الدستورية المقبلة.

قد يهمك ايضا:

مُتظاهرون يحرقون العلمين الأميركي والإسرائيلي في صيدا اللبنانية ويُطلقون هتافات ضدهما​

دعوات إلى إضراب عام في محافظات لبنان الإثنين المقبل