من عدن إلى الرمادي  أول غيث «اتفاق فيينا»

من عدن إلى الرمادي ... أول غيث «اتفاق فيينا»

من عدن إلى الرمادي ... أول غيث «اتفاق فيينا»

 لبنان اليوم -

من عدن إلى الرمادي  أول غيث «اتفاق فيينا»

عريب الرنتاوي

يصعب تفادي الربط بين التصعيد الميداني الدائر على جبهتي المعارك في عدن والأنبار من جهة، والاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) من جهة ثانية، وإن كان لسير المعارك على الجبهتين، سياقاتهما المختلفة بالطبع.
عدن كانت خلال الساعات الماضية، مسرحاً لأعنف العمليات العسكرية، جواً وبراً وبحراً، عشرات الضربات الجوية والصاروخية، المصحوبة بتقدم قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي ولجانه الشعبية، في عملية أُطلق عليها اسم “السهم الذهبي”، سجل فيها التحالف السعودي، أول وأهم اختراق ميداني له حتى الآن ... لا نعرف إن كان سيحتفظ به أم أننا سنظل نشهد على عمليات كر وفر .... المؤكد أن المملكة وحلفاءها في سباق مع الزمن، والمؤكد أيضاً أنهم أتخذوا من انصراف الأنظار صوب العاصمة النمساوية، ستاراً لإشعال هذه الجبهة، لتحقيق مكسب ميداني، قبل الاضطرار للجنوح لمنطق التسويات والضغوط الدافعة بهذا الاتجاه.

في مكان آخر، كانت أعنف المعارك تدور على محوري الفلوجة والرمادي ... القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي مدعومة بمقاتلين من العشائر السنية، كانت تشن أعنف الهجمات على “داعش” في محافظة الأنبار، وتحت شعار “تحريرها من داعش”، في الوقت الذي كانت فيه الأنباء تتحدث عن تَسَلم بغداد لأول دفعة من طائرات إف 16 الأمريكية المتطورة، وقيام طيران التحالف الأمريكي بتوجيه سلسلة واسعة من الضربات ضد أهداف للتنظيم الإرهابي في العراق ... توقيت هذه المعارك، مع تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة “قصر كوبورغ” في العاصمة النمساوية، لا شك يعطي إشارة لما قد يشهده العراق في مرحلة ما بعد الاتفاق من توافقات وتفاهمات أمريكية – إيرانية، مباشرة أو من خلال الحلفاء والأتباع.

من الآن فصاعداً، من المتوقع أن نرى تنسيقاً أمريكياً إيرانياً في العراق، هدفه الأول، إلحاق الهزيمة بتنظيم “داعش”، لكنه قد يتمدد لجهة “إعادة تعريف” قواعد العملية السياسية الجارية في العراق، وتحديداً لجهة إدخال قدر أعلى من التوازن على النظام السياسي العراقي، وإدماج العرب السنة في العملية السياسية والمؤسسات المنبثقة عنها، من سياسية وإدارية وأمنية وعسكرية ... عندها وعندها فقط، سيكون بالإمكان إخضاع النوايا الإيرانية للاختبار،ولأول مرة في مرحلة ما بعد الاتفاق، ومعرفة ما إذا كانت طهران راغبة حقاً في أن تكون جزءاً من الحل في العراق، بعد أن ظل العالم ينظر إليها بوصفها جزءا من مشكلة هذا البلد.

السعودية في المقابل، تدرك بلا شك، أن مرحلة ما بعد الاتفاق لن تكون كسابقاتها ... وهي أذ أعربت عن استيائها من اتفاق “يسلب إيران قدرتها على صنع القنبلة مؤقتاً، بيد أنه يطلق العنان لدورها الإقليمي في المنطقة”، فإنها بتصعيدها لنيران المعارك والضربات الجوية في اليمن، إنما تستعجل “انتزاع نصر تكتيكي”، يعطي لحربها على اليمن، التي تكاد تكمل شهرها الرابع، معنى خاصاً، وتبعث برسائل قوية لكل من يهمه الأمر، مفادها أن السعودية ماضية في حربها على “التمدد الإيراني”، قبل الاتفاق وبعده، وأنها لن تجعل من اتفاق فيينا، قيداً على حركتها في هذا المجال.

ولقد كان لافتاً، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفي المكالمة الهاتفية التي أراد بها طمأنة العاهل السعودي على التزام بلاده بأمن المملكة بعد توقيع الاتفاق مع إيران، حرص في اللحظة ذاتها (اقرأ المكالمة ذاتها) على إبلاغ القيادة السعودية بالحاجة لوقف الحرب الدائرة على اليمن تكراراً لموقف أمريكي لا يني يتحدث عن ضرورة الإسراع بوضع حدٍ لحرب عبثية، لا نتيجة ترتجى منها، غير تصعيد حدة الانقسام المذهبي، وتعميم الفوضى وتمكين الجماعات الإرهابية والمتطرفة، من الحصول على مواطئ أقدام جديدة لها في اليمن والمنطقة. ... أما الأمر اللافت الثاني، والأكثر غرابة – ربما – فهو اتفاق الزعيمين على وقف الحرب في اليمن، لكأن المملكة ليست طرفاً فيها، إن لم نقل الطرف الرئيس الذي بدأها ويستمر بها، ويمتلك زمام وقفها متى شاء.

عدن هي “القبلة” التي ترنو إليها أنظار جيوش “عاصفة الحزم”، على أمل أن تكون منطلقاً للوصول إلى صنعاء، بعد النجاح في إبعاد الحوثيين ورجال علي عبد الله صالح عنهما ... فيما الرمادي، والفلوجة في الطريق إليها، هي الهدف التي ترنو لتحقيقه قوات الجيش والحشد والعشائر العراقية، كمنصة للانطلاق إلى الموصل ... وعلى الرغم من أن المصاعب والعقبات التي ما زالت تعترض طريق تحقيق هذين الهدفين، إلا أن رهانات الحكومة العراقية وحساباتها، تبدو أكثر تناغماً وانسجاماً مع معطيات مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، أما “عاصفة الحزم” فمن المؤكد أنها أن تنتمي لزمن آخر و مرحلة أخرى، وهوامش الزمن والمناورة المتاحة لها، بدأت تعد بالأيام والأسابيع القليلة على أبعد تقدير. -

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من عدن إلى الرمادي  أول غيث «اتفاق فيينا» من عدن إلى الرمادي  أول غيث «اتفاق فيينا»



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 00:18 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 24 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 03:08 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض قياسي في عدد الوافدين الأجانب إلى تركيا

GMT 18:58 2022 السبت ,12 شباط / فبراير

طُرق استغلال المساحة في الحمام الصغير

GMT 11:57 2013 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

أمسية للشاعر أحمد الصويري في اتّحاد كتّاب الشارقة

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:04 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان سامو زين يعود للسينما بعد غياب 17 عاماً

GMT 10:33 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيراري" تعلن عن المحركات القادمة للسيارات الفائقة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon