نحن والتحالف الدولي ضد «داعش»

نحن والتحالف الدولي ضد «داعش»

نحن والتحالف الدولي ضد «داعش»

 لبنان اليوم -

نحن والتحالف الدولي ضد «داعش»

عريب الرنتاوي

من دون إيران وروسيا، سيظل التحالف الإقليمي – الدولي فاقداً لنصابه، بل وقد يحمل في طيّاته ثلاثة احتمالات / مخاطر، يتعين التنبه لها حتى لا تتداخل الحسابات وتختلط الأجندات:
الأول؛ أن يكون عزل روسيا وإيران، واستتباعاً سوريا وحزب الله، هو أحد “الأهداف/ الأعراض الجانبية” لهذا التحالف، الأمر الذي يفتح الباب لاختلاط رياح الحرب الباردة الدولية (واشنطن -موسكو) على خلفية الأزمة الأوكرانية، والحرب الباردة الإقليمية (طهران – الرياض) على خلفية الانقسام المذهبي وحروب المحاور، وهذا احتمال سيعقد المشهد الإقليمي بدل أن يفكك ألغازه وطلاسمه.
الثاني؛ أن يكون إسقاط النظام السوري هو الهدف الجانبي الثاني لهذا التحالف ... موسكو حذرت من احتمال توسيع عمليات التحالف ضد داعش، لتشمل أهدافاً سورية، والوجهة العامة لبعض الدول المشاركة، بناء قوة عسكرية سورية ثالثة، تقاتل داعش والنظام على حد سواء، بعضها مما يسمى “المعارضة المعتدلة” وبعضها الآخر من “الصحوات العشائرية” السورية.
الثالث؛ دفع عملية التطبيع القسري بين “معسكر الاعتدال العربي” من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، تحت مظلة هذه التحالف وبدواعي المواجهة المشتركة للخطر المشترك ... واشنطن لا تفوّت فرصة أبداً لتمر من دون أن تسوّق إسرائيل وتسوّغها، وثمة معلومات عن طلب واشنطن ضم إسرائيل رسمياً وعلنياً إلى هذا التحالف، تقابله تحفظات عربية ، واقتراحات بمشاركة غير معلنة أو مشاركة معلنة ولكن عبر البوابة الكردية.
إن صحت هذه المخاوف، وبدا أن للحراك الدولي لبناء تحالف عريض لمحاربة الإرهاب، أهدافاً أخرى غير تلك التي المتصلة بـ “تدمير” داعش، فإن واشنطن والغرب وعرب الاعتدال، سيكونون قد زرعوا بذور موجة جديدة من الصراعات وحروب المحاور في هذا الإقليم، وبدل أن تُحسم الحرب مع داعش في غضون ثلاث سنوات كما قدرت واشنطن، فإن المنطقة برمتها ستدخل في حرب “داعش والغبراء” لأجيال وعقود قادمة.
واشنطن تطالب العرب، الخليجيين منهم بخاصة، وضع خلافاتهم جانباً، والتفرغ للانخراط في الحرب على داعش ... وهي تطالب العرب والإسرائيليين بوضع القضية الفلسطينية جانباً، والتوحد تحت راية الحرب على إرهاب داعش... بيد أنها لم تطلب من العرب والإيرانيين، أن يضعوا خلافاتهم الأقل جذرية من خلافاتهم مجتمعين مع إسرائيل، جانباً، والعمل كتفاً إلى كتف ضد الإرهاب ... لكأن واشنطن لم تتعلم بعد، لا من دروس هزيمتها في العراق، ولا من فشل مساعيها في تطويق واحتواء الأزمة السورية.
والمؤسف أن بعض العرب، يوافقون على تنحية خلافاتهم البينية، وخلافاتهم مع إسرائيل، عندما تطلب إليهم واشنطن ذلك، بيد أنه يصعب على كثيرين منهم، وضع خلافاتهم مع إيران جانباً، حتى وإن تعرضوا لبعض الضغوط من واشنطن في بعض الأحيان، انسجاماً مع “فلسفتهم” القائلة، بإن إيران أشد خطراً على أمنهم من إسرائيل، وأن بعضهم مستعد للتحالف مع كل شياطين الأرض، طالما أن الهدف، تطويق إيران وعزلها وتصفية مصالحها في المنطقة.
نحن في الأردن، لنا مصلحة في الحرب على داعش، والحرب عليها هي حربنا، بخلاف ما يقول بعض الساسة والنشطاء والنواب ... بيد أننا لا نمتلك أية مصلحة من أي نوع، في للانخراط بخدمة أي من “الأجندات الجانبية” للحرب على الإرهاب ... لنا مصالح مع روسيا لا تخطئها العين، وليس ثمة ما يمنع تطبيع علاقاتنا مع إيران والاستفادة منها، كما أننا لسنا طرفاً في الحرب على النظام السوري، ولدينا من المخاوف من بدائله ما يفوق مخاوفنا منه، أما إسرائيل فإن أي جرعة زائدة من التطبيع معها، ستلحق ضرراً بصورتنا ومكانتنا وستخلق رأياً عاماً غاضباً، فيما دماء ألوف الشهداء والجرحى في غزة هاشم، لم تجف بعد.
أن نكون جزءا من هذا التحالف، فهذا أمرٌ مفهوم ... لكن المفهوم أيضاً أن تكون لنا كغيرنا من الدول الأعضاء، مواقف وضوابط ومحددات ... حتى لا نضطر لدفع أثمان نحن في غنى عنها ... وحتى لا نجلب على أنفسنا ومستقبلنا، متاعب لا لزوم لها.
وأحسب أننا بحاجة لمبادرة حكومية واضحة، تخاطب من خلالها الرأي العام الأردني، الذي يخضع لطوفان من الشائعات والحكايات، من الأكاذيب والحقائق ... مبادرة تحدد أسس وموجهات ومنطلقات وأهداف التموضع الأردني في الحرب على الإرهاب، وما هي الحدود التي سنصلها وتلك التي سنتوقف عندها، فهل نفعل؟!

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن والتحالف الدولي ضد «داعش» نحن والتحالف الدولي ضد «داعش»



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 09:59 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أبرز العطور التي تتناسب مع أجواء الخريف

GMT 06:09 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تقرير يكشف فوائد السمسم على صحة الجسم والبشرة

GMT 09:33 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 10:11 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

النواب الجدد

GMT 13:30 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"التكنولوجيا المريضة" آخر ما حرّف في كرة القدم

GMT 06:51 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

700 جهاز كل دقيقة مبيعات "آي فون" في الصين

GMT 12:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

الجمعيات والمرافق الرياضية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon