العالم في مواجهة وباء واحد والفلسطينيون في مواجهة ثلاثة

العالم في مواجهة وباء واحد... والفلسطينيون في مواجهة ثلاثة

العالم في مواجهة وباء واحد... والفلسطينيون في مواجهة ثلاثة

 لبنان اليوم -

العالم في مواجهة وباء واحد والفلسطينيون في مواجهة ثلاثة

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

يواجه الفلسطينيون فيروس كورونا منقسمين، لا «الصفقة» من قبل (صفقة القرن)، ولا الجائحة من بعد (جائحة كورونا)، كانت قادرة على توحيدهم أو دفعهم لتجاوز خلافاتهم وحساباتهم الفصائلية الأنانية (الصغيرة)... «التباعد الاجتماعي-Social Distancing» الذي وجدت فيه البشرية ضالتها لمواجهة الطامة الكبرى، تجد فيه أطراف الانقسام فرصتها لتعميق «التباعد الوطني»،وإفشاء «الأنانية الفصائلية والجهوية».

لا شيء يمكن أن يقنع «فرسان الانقسام» بالترجل عن صهوات خيولهم ... لا شيء يدفعهم للتخلي عن مصالحهم التي نمت وتعاظمت على «جذع الانقسام» المديد والمرير ... لا التهديد الماثل على الوطن والمشروع الوطني، ولا الخطر الجاثم على أرواح المواطنين وحيواتهم.

العالم كله، يواجه وباءً واحداً: كورونا، إلا الفلسطينيون، فهم يواجهون ثلاثة أوبئة دفعة واحدة: كورونا والاحتلال والانقسام ... والمؤسف أن وباء كورونا سيتراجع وسينتهي مهما طال واستطال، بيد أن وباء الاحتلال «باق ويتمدد» كلما تمدد الاستيطان، وتفشى وباء الانقسام المرشح للتحول إلى «جائحة انفصال» ... كل ذلك من أسف، من دون أن يتوقف سيل العنتريات التي تصدر عن ضفتي الانقسام، وآخر نماذجها التعهد بـ»قطع أنفاس ستة ملايين يهودي» إن تفشت الجائحة في القطاع المحاصر؟!

في هذه المواجهة، يبدو قطاع غزة المحاصر، أكثر هشاشة وضعفاً... إن خرج الفيروس عن السيطرة، لا سمح الله، فإن كارثة ستلحق بالشريط الأكثر كثافة سكانياً على مستوى العالم ... وضع الضفة الغربية والقدس، ليس أحسن حالاً بكثير، لكن الأمور تبدو تحت السيطرة حتى الآن، والإجراءات التي اتخذتها حكومة الدكتور محمد اشتيّة، تبدو متناسبة مع ضغط التحدي وقلة ذات اليد.

القدس الشرقية، وسكانها الأصليون من فلسطينيين عرب، تبدو في مرمى الخطر، فالمدينة المزروعة بالمستوطنات والمستوطنين من المتدينين المتطرفين، المدججين بالخرافات والأساطير والعقائد الشاذة، تتحول إلى وكر للوباء ... والمستوطنات على وجه العموم، باتت نقاطاً ساخنة يتسرب منها الفيروس الخبيء والخبيث، إلى الفلسطينيين في مدنهم وقراهم وبلداتهم ومخيماتهم.

في المباراة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تواصل إسرائيل بث خطابها «الاستعلائي– العنصري»، ومن يتتبع بعض صحف اليمين الإسرائيلي، يصاب بالغثيان والاشمئزاز، مع أن قصة إسرائيل مع الفيروس، هي قصة فشل بامتياز، فسرعة انتشار الفيروس وأعداد المصابين والمتوفين، بالمعنيين المطلق والنسبي، تبدو في إسرائيل أعلى بكثير من مثيلاتها في المناطق الفلسطينية المحتلة والمحاصرة.

ولولا جهود نواب «القائمة المشتركة»، لبقيت مناطق سكنى وإقامة مليونين من سكان البلاد الأصليين داخل الخط الأخضر، بلا مختبرات ولا أجهزة ولا فرق للتقصي الوبائي ... العنصرية في إسرائيل تنفجر على وقع انفجارات عنصرية مماثلة، وقعت في غير عاصمة غربية وعربية للأسف، وانخرطت فيها على نحو «رسمي» حكومات وأجهزة استخبارات، ودائماً تحت شعار «لن تحصلوا على ما تحتاجون من أجهزة وأدوية ما لم نحصل على حاجتنا منها» كما قال ترامب، وليكن ذلك «انتقاماً» إن طاب لكم أن تسموه كذلك.

الموساد الإسرائيلي وجد لنفسه وظيفة جديدة: تدبير عمليات استيلاء وإبرام صفقات مشبوهة لشراء الأدوية والأجهزة والكمامات و»الكفوف»، وهي وظيفة «نافسته» عليها أجهزة مخابرات أمريكية وفرنسية وتركية وتشيكية، عملت بعقلية «القراصنة» و»قطاع الطرق» للاستيلاء على شحنات طبية معدة للتصدير لدول أخرى، أو كانت في طريقها إليها... إنه زمن الانهيارات القيمية والأخلاقية، وليس فقط زمن انهيار الأسواق وأسعار النفط والاقتصادات العالمية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في مواجهة وباء واحد والفلسطينيون في مواجهة ثلاثة العالم في مواجهة وباء واحد والفلسطينيون في مواجهة ثلاثة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon