لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية؟

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية؟

 لبنان اليوم -

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية

عريب الرنتاوي

ليست إيران وحدها من تُبدي اهتماماً فائقاً بانتفاضي الشعبين العراقي واللبناني ... إسرائيل ايضاً تراقب الوضع عن كثب، سيما في لبنان، مع أنها دخلت مؤخراً على خط الأزمة العراقية، ووجهت ضربات مباشرة لوحدات من "الحشد الشعبي" و"الحرس الثوري" على حد زعمها ... الانتفاضتان تجذبان اهتماماً إقليمياً ودولياً متعاظماً، وثمة خشية على المنتفضين من مغبة ضياعهم في دهاليز صراع المحاور وحروب الوكالة المحتدة في المنطقة منذ عشر سنوات على الأقل.
 
"مرشد الثورة الإسلامية" رأى في الانتفاضتين "أعمال شغب"، وحث المنتفضين على احترام القانون والمؤسسات (لا أدري إن كانت الثورة الإسلامية ذاتها ستندلع لو أن الثوار احترموا القانون والمؤسسات)، وهو نظر إلى هاتين الانتفاضين بوصفهما فعلاً "مدفوعا" من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وعواصم أخرى (لا أدري إن كان بمقدور هذه الأطراف مجتمعة أن تُخرج ملايين الشبان والصبايا إلى الشوارع).
 
وما لم يقله "المرشد" صراحة قاله ممثله بكل صلف: على الشباب الثائر الذي يتخذ من "الحشد الشعبي" رمزاً له (والحقيقة أنني لا أعرف من أين جاء بهذه المعلومة أو كيف خلص إلى هذه النتيجة)، أن يتوجه لاحتلال السفارتين الأمريكية والسعودية ... شريعتمدراي لا شك صُدم بأن الشباب الثوري رفع العلم العراقي فوق القنصلية الإيرانية في كربلاء ولم يستجب لدعوته الثورية التي تزامنت مع حلول الذكرى الأربعين لاحتلال السفارة الأمريكية وحدوث ما بات يُعرف بـ"أزمة الرهائن".
 
لكن للحقيقة والانصاف، ثمة ما يبرر قلق إيران وتخوف حلفائها من انتفاضتي لبنان والعراق ... القوى الرئيسة الحاكمة والمتحكمة بمقاليد السلطة والثورة في البلدين، محسوبة على إيران (الحشد الشعبي وحلفائه في العراق وحزب الله وحلفائه في لبنان) ... أي اهتزاز في المعادلات والتوازنات، ستفقد طهران موقعها المهيمن، ومع دخول "الشارع" كلاعب جديد ووازن، لا بد لتوازنات القوى أن تتغير وأن تتبدل كذلك، وهذا أولاً.
 
أما ثانياً، فإن إيران محقة في مخاوفها من مغبة إقدام دول معادية لها على امتطاء صهوة الانتفاضتين لإلحاق هزيمة بالحشد والحزب وغيرهما، إن لم تكن بالضربة القاضية فبالنقاط ... لكن إيران غير محقة في اتهام الحراك بأنه "مدفوع" من قبل "سفارات" و"غرف عمليات سوداء" ... إيران لا تمتلك الحق تحت أي ذريعة، بما فيها ذريعة "المقاومة" الأكثر قدسية عند كثيرين، لمنع تطور المجتمع والدولة في البلدين المذكورين ... حلفاء إيران إما فاسدون كما في العراق، أو يحمون "الحلفاء الفاسدين" كما في لبنان... ليس من حق إيران أن تتدخل، سيما حين يأتي تدخلها معانداً للتاريخ.
 
نحن نعرف، دولاً غربية وعربية عديدة، تقف بالمرصاد لإيران في العراق ولبنان ... الجنرال غيورا آيلاند مستشار الأمن القومي السابق، يقول أن لدى إسرائيل فرصة نادرة لتوجيه ضربة ساحقة لحزب الله وسلاحه، من دون اضطرار للدخول في حرب مكلفة ومقامرة غير محسوبة ... ما هو مطلوب من إسرائيل اليوم، هو أن تضغط على يد الحزب المجروحة، وهو يقترح أن تسعى إسرائيل في إقناع مجتمع المانحين لاشتراط سحب سلاح الحزب، نظير حصول لبنان على المساعدات والقروض الميسرة ... الضغط على المواطن اللبناني معيشياً، وإقناعه بأن الحزب هو سبب شقائه، هو السبيل الأقصر لنزع شرعية الحزب وشعبيته، هكذا يرى الجنرال المتقاعد صاحب مشروع "التبادل الإقليمي للأراضي" لحل القضية الفلسطينية.
 
الانتفاضتان المباركتان اللتان اندلعتا في لبنان والعراق، تتعرضان لهجمة شرسة من قوى الإقليم المتناحرة... والخشية من حرفهما عن غايتهما، تبقى ماثلة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon