أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة

أردوغان وإدلب ... سقوط الأقنعة

أردوغان وإدلب ... سقوط الأقنعة

 لبنان اليوم -

أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة

بقلم:عريب الرنتاوي


جملة من الأقنعة التي تدثرت بها السياسة التركية تسقط دفعة واحدة في إدلب، أردوغان يتهدد ويتوعد، يرغي ويزبد، حالة من الاهتياج لا كابح لها ... من يستمع للرجل في خطاباته التي لا تتوقف، يظن أن إدلب تقع في منتصف الطريق الواصل بين أنقرة وإسطنبول ... لكأنها قطعة من التراب الوطني التركي، وليست أرضاً سورية تحتلها تركيا بالتعاون مع ميليشيات مارقة، ليست النصرة سوى واحدة منها، وإن كانت أهمها ... القناع بمحاربة الإرهاب، يسقط مرة أخرى، بعد أن سقط مرات عديدة من قبل ... دعم «النصرة» والشراكة معها، تسليحها وتدريبها وحمايتها، لم يعد سراً مخيفاً أو حتى ذائعاً، بل حقيقة صلبة يؤكدها الجولاني ذاته، وتقارير عشرات الصحفيين التي رصدت مختلف أوجه الدعم والتعاون بين الجانبين ... قبلها كان «زواج المتعة» مع «داعش» ينهض شاهداً على استعداد أنقرة توظيف «الإرهاب» في سياساتها الخارجية.
توظيف الإرهاب، من قبل تركيا، خدمة لأهداف سياساتها الخارجية، لم يعد أمراً مقتصراً على سوريا ... هي تفعل ذلك في ليبيا، جهاراً نهاراً، ألوف المرتزقة السوريين الذين نقلتهم الطائرات و»البحرية» التركية إلى طرابلس الغرب للقتال في صفوف حكومة السرّاج وإلى جانب الجماعات الإسلامية الداعمة لها... دعَمَ السراج لأنه رئيس الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا، ودعم الجماعات المسلحة ضد النظام في سوريا الذي ما زال عضواً في الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الدولية ... أردوغان وحده من يمنح الشرعية لهذا الفريق، ويحجبها عن الفريق الآخر، ودائماً وفقاً لحساباته السياسية وأحلامه العثمانية.
لا يتوقف «السلطان» عن مهاجمة الولايات المتحدة، ذوداً عن فلسطين والقدس والمقدسات، وضد «صفقة القرن»، بيد أنه ووزير دفاعه، لا يفوتان لحظة واحدة من دون استدعاء تدخل الولايات المتحدة و»الناتو» في حربه على سوريا ... يريد نشر الباتريوت في مواجهة حليفته الجديدة روسيا وسلاحها الجوي وقاعدة «حميميم» ... حربه اللفظية ضد الولايات المتحدة موجهة لجمهوره والرأي العام العربي والإسلامي، أما حربه الفعلية، بالدبابات والمدفعية والصواريخ، فموجهة ضد الجيش السوري، ولا بأس إن تطايرت شراراتها ضد شركائه في مسار أستانا – سوتشي.
أرهقنا لفرط تصريحاته الهجومية على إسرائيل، ومع كل تصريحٍ منها، كانت أرقام التبادل التجاري معها تزداد ارتفاعاً ... يعطينا من طرف اللسان حلاوة، أما ذراعه الطويلة، فلا تطاول سوى الدول والمجتمعات العربية، من ليبيا إلى سوريا، مروراً بالعراق ... تخلى الرجل عن «صفر مشاكل» ليكسب «صفر أصدقاء»، وبدل القوة الناعمة، لم تعد لديه سوى لغة الحروب والتلويح بالبوارج والطائرات والجيوش ... القوة الغاشمة، هي ما تبقى له لتبرير وتمرير أحلامه العثمانية التوسعية، وهي حين تصطدم بمصالح دول ومراكز إقليمية، لا يتوانى عن ممارسة الألاعيب التي بات يشتهر بها، لا مبادئ في السياسة ولا أخلاق، بل مصالح توسعية وأطماع ثابتة.
تركيا هنا لا تختلف عن إيران، الأخيرة تتحدث عن هيمنة على أربع دول عربية، والأولى تسعى في توسيع هيمنتها على عدد آخر منها... الأخيرة تعتمد الميليشيات والقوة الخشنة، والأولى، تعتمد الإرهاب بفصائله ومسمياته ومنظماته، ولا قوة ناعمة لديها بعد أن تمت إعادة صياغة حزب العدالة والتنمية وتصفية رموزه وشعاراته التي صعد على ظهرها واكتسب بها، احترام قطاعات واسعة من الرأي العام العربي ... هذا الوضع يكاد ينتهي، ويجب أن ينتهي ... حبل الأكاذيب قصير، بل وقصير للغاية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon