السعودية تغير أهدافها فى اليمن

السعودية تغير أهدافها فى اليمن

السعودية تغير أهدافها فى اليمن

 لبنان اليوم -

السعودية تغير أهدافها فى اليمن

معتز بالله عبد الفتاح

يتساءل كثيرون «لماذا تفكر السعودية فى إرسال قوات إلى سوريا وهى لم تنتهِ بعد من مهمتها فى اليمن؟».

وقد أجاب تقرير مطول نشره موقع «صدى» عن هذا السؤال بتحليل الأوضاع فى اليمن حيث يذكر أن أهداف السعودية فى اليمن تغيرت من تحقيق نصر عسكرى كاسح وتأمين سيطرة القوى «الشرعية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادى على كامل البلاد، إلى خفض مساحة الأراضى الخاضعة لسيطرة الحوثيين والمقاتلين المتحالفين معهم الموالين للرئيس السابق على عبدالله صالح. نتيجةً لذلك، احتضنت المملكة من جديد مقاتلين يمنيين مختلفين، ومتخاصمين فى معظم الأحيان، شرط أن يُبدوا استعدادهم لمحاربة الحوثيين أو قوات صالح. لكن فى الجنوب، تتسبّب الطموحات السياسية لهؤلاء الفرقاء بتعقيد القتال، فهى غالباً ما تتعارض مع التطلعات السعودية، وتستهزئ -بدفعٍ من الحرب والانهيار المتزايد لمقدّرات الدولة- بالتزام الرياض بوحدة اليمن.

قد تُستأنَف فى مرحلة معيّنة محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، إلا أنه من المستبعد أن يكون لها تأثير كبير على التركيز الأساسى للسعودية، وهو الحرص على أن يكون الجزء الأكبر من الأراضى اليمنية خاضعاً لسيطرة مقاتلين لا يكنّون عداءً مباشراً لمصالح المملكة. لهذه الغاية، عاد على محسن الأحمر، القائد العسكرى السابق فى عهد صالح، إلى المشهد فى موقع لاعب عسكرى فى الجبهة الأمامية. كسر على محسن الأحمر الجمود فى مواجهة المقاتلين الحوثيين فى الشمال.

إذا كان على محسن الأحمر لا يزال يبرهن على دور حاسم فى بعض المناطق فى شمال البلاد، فالسبب يكمن فى قوة تحالفاته مع العشائر والإخوان المسلمين، بما فى ذلك مع بعض الزيديين (يمنيين من الشمال يميلون إلى الشيعة، ومنهم انبثق الحوثيون). لقد حرصت السعودية على رأب علاقاتها مع حزب الإصلاح التابع للإخوان المسلمين، بعدما أُهمِل هذا الأمر فى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك قبل بدء الهجوم الجوى الذى تقوده السعودية فى مارس 2015. لقد استعادت البراجماتية أهميتها التقليدية بالنسبة إلى الرياض مع احتضان المملكة لكل القوى، فى اليمن وخارجها، التى لا تشكّل تهديداً مباشراً لها، لا سيما إذا أبدت استعداداً لمحاربة أعدائها. نتيجةً لذلك، أصبح حزب الإصلاح الذى يستطيع إنجاز المهمة فى أجزاء من شمال اليمن، واحداً من مجموعة واسعة من العناصر المناهضين للحوثيين والرئيس السابق (صالح) الذين تدعمهم السعودية. وتضم هذه المجموعة أيضاً فصائل عشائرية مختلفة، وأحياناً متخاصمة، فى الشمال، وجنوبيين يسعون فى نهاية المطاف إلى الانفصال.

على الرغم من استمرار الهجمات الجوية السعودية فوق صنعاء ومناطق أخرى فى اليمن، لم يتمكّن حلفاء المملكة بعد من استعادة السيطرة على العاصمة. لا يستطيع رجال على محسن الأحمر القيام بذلك كونهم يفتقرون إلى العدد الكافى من الحلفاء ذوى المواقع المناسبة فى صفوف العشائر هناك. فخصوم المملكة من أبناء العشائر يتمتعون بحضور أكثر استراتيجية فى صنعاء. إذا استمر الحوثيون فى إحكام سيطرتهم على ما تبقّى من المؤسسات الحكومية فى المدينة، فلن يكون بالإمكان حتى تحقيق وحدة ولو فضفاضة فى اليمن. بيد أن السعوديين يعتقدون أن حملتهم الجوية نجحت فى تمكين «هادى» من ممارسة شبه حكم فى عدن، عاصمة الجنوب المرفئية القديمة، حتى لو كان هذا الحكم يتعرّض للتحدّى، بما فى ذلك من تنظيم الدولة الإسلامية الذى هاجم البلاط الرئاسى فى أواخر يناير الماضى. وفى تعز المجاورة فى الجنوب الغربى الذى يتمتع بحيوية استراتيجية فى اليمن، يقول السعوديون إن عدداً كبيراً من «حلفائهم» العشائريين استعادوا السيطرة على جزء كبير من تلك المحافظة من أيدى العدو.

فى الوقت الراهن، يريد السعوديون استخدام تأثيرهم للمساعدة على احتواء الطموحات الانفصالية، وليس تشجيعها. لا تزال السعودية ترغب فى الوحدة اليمنية، ولو فى إطار يتناسب مع مصالحها. غير أن هناك شعوراً متزايداً فى المملكة والخليج فى شكل عام بأن «اليمن» أصبح فاقداً للمغزى إلى حد كبير، ولا يمكن لملمة أشلائه من جديد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية تغير أهدافها فى اليمن السعودية تغير أهدافها فى اليمن



GMT 05:42 2016 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

ماذا عن العلاقات الأردنية السعودية؟

GMT 05:40 2016 الإثنين ,04 إبريل / نيسان

زيارة الملك سلمان لمصر

GMT 05:12 2016 الأربعاء ,16 آذار/ مارس

شرخ عميق فى تحالف «30 يونيو»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon