عمود يميد

عمود يميد ؟!

عمود يميد ؟!

 لبنان اليوم -

عمود يميد

حسن البطل

تقول أغنية إيطالية: برج بيزا يميل.. ويميل ولا يقع، وأما الأبراج الشاهقة فهي تميد 2ـ3سم ولا تقع نتيجة الهزّات والزلازل.

بعض الفرق بين «يميل» إلى جهة ما، و»يميد» كالأشجار العالية مع عصف الريح، أن ليس كل مقالة (خاطرة ـ رأي) تقف كالعمود هي عمود صحافي.. ويومي.

عمود يترك مجالاً للمقالات والدراسات؛ للسياسات والاستراتيجيات بأقلام الزملاء في صفحة «آراء»، وكذا للتحقيقات الصحافية و»الريبورتاجات» والكتابات الاستقصائية.

مهندس عمل في مدينة روابي واستقال، هو Jareh Qusrawi رماني بما معناه: أنت كاتب سلطوي «مثل الذي يكتب لرئيس الدولة ويجامله» لماذا؟ في عمود السبت 23 أيار، كتبت أني سألت دليل جولتنا في «روابي» فأجاب أن إصابات العمل ثلاث إصابات غير مميتة. يقول المهندس إن شابين توفيا أثناء عمله.

هل هذا يبرر قوله: «لا توجد حقيقة واحدة في مقالك، ويوجد فيها كذبة كبيرة جداً»؟
تذكرت أن بناء جسر كبير على خليج في أميركا كان ضحيته عامل سقط في عمود لصبّ الاسمنت، فما كان من المهندس سوى إصدار الأمر باستئناف العمل عن تقدير أن العامل مات، وأن وقف العمل يعني هدم العمود.. وهكذا دفعوا تعويضاً سخياً، وكرّموا العامل بلوحة تحمل اسمه على العمود!

في الحرب هناك ما يدعى بـ «خسائر جانبية» أو «ضحايا بنيران صديقة». مثلاً، إذا دمّرت دبابة تقود قولاً مدرعاً في طريق جبلي، فإن دبابة ثانية ترمي الأولى في الوادي، دون التحقق من وجود جرحى أو قتلى في الدبابة المصابة، خشية أن تكون الدبابة القائدة مصيدة كمين لتدمير القول المدرع.

كتطبيق: جيش العدو طبق «خيار هانيبال» في الحرب الأخيرة على غزة، لمنع اسر جنوده، وكان الثمن عشرات الضحايا المدنيين.

المهم، أنا سألت الدليل عن إصابات العمل، وهو أعطى جواباً، وليست مهمة كاتب العمود أن يقوم باستقصاء عن حادث جانبي متوقع في مشروع هو الأول من نوعه ونطاقه في فلسطين.

لماذا سألتُ؟ كان علينا أن نعبر جسراً خشبياً بين عمارتين شاهقتين، وأنا مصاب بـ «فوبيا» المرتفعات، لكن على الجسر عبارة: «ليس أكثر من شخصين معاً».

«روابي» أكبر مشروع لرأس المال الفلسطيني والقطري، وكل مشروع، صغر أم كبر، يخضع لدراسات الجدوى الاقتصادية، ومنها: هل استخدام العمال عبر مقاول «من الباطن» مجد اقتصادياً؟
وهل استيراد المواد مباشرة من المورّد الإسرائيلي أرخص من استيرادها من مورد فلسطيني يستوردها من إسرائيل بكميات ونوعيات معينة؟ وهل أن عقود العمل مع الخبراء الفلسطينيين تدفع بعضهم للاستقالة أو الاستبدال.

واجه المشروع مشاكل في استملاك الأرض، وأخرى في سير العمل وتطوره، مثل طريق طوله 200م مصنّف منطقة (ج) أو مثل ربط المشروع بأنابيب المياه.

هناك مشاكل إما من طبيعة عمل ضخم وأثناء التخطيط، أو مشاكل هي عراقيل متوقعة أو غير متوقعة، ومع كل تدريبات الجنود على الحرب، وعلى المهمات الصعبة للوحدات المختارة، يقال: أنت تتعلم الحرب في خوض الحرب، أكثر من المناورة التدريبية، بما فيها مناورات بالذخيرة الحيّة.

كان إسرائيليون يزورون قرية ترمسعيا إحدى أجمل القرى الفلسطينية، ليقارنوا بينها وبين المستوطنات، والآن يزور إسرائيليون، مشروع مدينة «روابي» ربما ليقارنوا بين بناء مدينة فلسطينية وبناء حي استيطاني يهودي.. لا غضاضة في الأمر.

العمود «يميد»، لكن صاحب العمود «يميل» بقلمه إلى «الإنجاز» أو إلى نصف الكأس الملأى، أو إلى المشروع الكياني الفلسطيني وليس برامج الفصائل أو حتى ميزانية أخطاء وإنجازات السلطة.

في الأقل، لا يوجد في كل إسرائيل ما يوجد في «روابي»: مدرج روماني يتسع لـ 15 ألف متفرج... وربما يفكرون، أيضاً، بإضاءة شوارع المدينة بكهرباء من الخلايا الشمسية، كما فعلوا في طريق وادي النار، وقام لصوص بسرقة المصابيح وبطاريات شحن المصابيح.

ملاحظة: أضفت المهندس إلى قائمة الأصدقاء... وشكرني على الإضافة.. وللعلم، لم ألتقِ رئيس شركة المشروع، بشار المصري، منذ 17 سنة عندما كان المدير العام لمؤسسة «الأيام».

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمود يميد عمود يميد



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon