«هل أنت مستعد للآخرة»

«هل أنت مستعد للآخرة» ؟

«هل أنت مستعد للآخرة» ؟

 لبنان اليوم -

«هل أنت مستعد للآخرة»

حسن البطل

على باب من حديد أسود، جديد ومشغول، خلف «صرح شهداء رام الله» قرأت العبارة أعلاه بخط جميل على رقعة بيضاء.
استوقفتني العبارة (وعبارة أخرى على الصرح لسبب آخر!) لأنها مصاغة كسؤال، وليس كجواب كما في «اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً؛ واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».
بين «الأبد» و»الآن» سنوات كعمر الإنسان الحالي، أو ملايين السنوات كبداية «نوع» الإنسان ككائن بدائي، أو مليارات السنوات كعمر كوكب الأرض، أو 14 مليار سنة كعمر الكون المقدّر!.
تقول الرواية التوراتية إن الله خلق العالم (أي الأرض) في ستة أيام.. وارتاح في اليوم السابع (شابات) وحسب الرواية الإسلامية فالعلي القدير يقول للشيء «كن فيكون».
الآن، اخترعوا ساعة لا تؤخر في الوقت سوى ثانية واحدة كل 15 مليار سنة، أي أكثر من عمر الكون بمليار واحد فقط!.
لماذا فقط؟ كان الإنسان يعدّ على أصابع يديه العشر، وصار يعد الزمان بسنوات قرن (مائة عام)، لكن العرب القدماء كانوا رأوا أقصى عد هو رقم الألف، ومن ثم قالوا عن المليون إنه «ألف ألف». صفر إلى يمين العدد واحد. ثلاثة أصفار. ستة أصفار (مليون) تسعة أصفار (مليار) ثم ثلاثة على اليمين بليون.. وهكذا وصلوا إلى الديشيلون من 63 صفراً!.
بعد مرصد هابل (على ارتفاع 570 كم عن سطح الأرض) هناك من قدّر عدد المجرّات والشموس والكواكب في كون قطره 14 مليار سنة، بالقول إن عددها أكثر مما على كوكب الأرض من .. حبات رمل!
هل نقيس «نذر الساعة» والقيامة مقدّرة بعمر ككائن فرد أم بعمر النوع الإنساني الأقل بكثير، من حقبة سيادة الديناصور، أم بعمر الأرض ونجم الشمس.. أو الكون؟.
بعد الألف لم تتحدث الكتب السماوية (توجهت إلى عقل بسيط) عن مضاعفات رقم المليون (ستة أصفار) إلى رقم الديشيلون (63 صفراً).. لكن الأمر طريف، إذ جاء في الأخبار أن أميركياً متضرراً طالب بتعويض بالديشيلونات، وهو مال قارون القاروني يتجاوز ما في عملات الأرض وثروات الدول من عملات النقد.
يذكرنا هذا «بحدوثه» تاريخية من مطالبة «فاتح» بتعويضات حرب من مغلوب مقدارها سبع حبات قمح مضروبة، تصاعدياً هندسياً، بتكرار قد يصل مئات المرات.. وهكذا، فإن كل صوامع الأرض من غلال الحبوب لا تفي بالمطلوب!.
تحدث عالم الفيزياء ستيفان هوكنغ عن «نذر الآخرة» لكوكب الأرض غير ما يتحدث عنها دعاة يملؤون صفحات الإنترنت، الذين يرون «الساعة آتية لا ريب فيها» لكن في حياة الإنسان الفرد.
من طرائف القيامة ونبوءاتها، أن شيخاً سابقاً للأزهر رآها في ثلاث حالات: ميل جذع شجرة من النخيل (كأنها تسجد خشية الله) وخليج يتشكل من مصب نهر في البحر، كأن الحالة معجزة قرآنية «برزخان لا يبغيان».. والثالثة نسيتها.
نعلم أن الحياة نشأت في خلجان تصبّ فيها مياه أنهار عذبة في البحر المالح. يمكن تفسير الأمر بظاهرة فيزيائية، تصير كيميائية، تصير بيولوجية.. تصير مخلوقات إنسانية.
ماذا يحصل لو أن الجليد غطس إلى قعر البحر بدلاً من الطفو؟ سوف تستحيل الأمواج والتيارات البحرية.. وتستحيل الحياة كما نعرفها.
لماذا يحصل أن قطعة مصمتة من الحديد تغطس في الماء، وقطعة مجوّفة من الحديد تشكل سفناً تطفو وتمخر في عباب البحر. الفيزياء تفسر. العلم يفسر الذرة والخلية والحياة والموت و»البغ بانغ» الذي من بيضة بدائية انفجر كوناً مداه 14 مليار سنة ضوئية (تحول الطاقة إلى كتلة!).
المهم، نعيش زمنا يشبه عكسياً «زمن الردّة» في فجر الإسلام. الخطاب يتغير. الأيديولوجيات تتغير. نظريات تموت ونظريات تولد.
لم يعد الخطاب العربي (السياسي مثلاً) يتحدث عن «الرجعية والاستعمار» بل عاد القهقرى ليتحدث عن الكفر والإيمان، العلمانية والدين، القيامة وعلاماتها ونذرها. غادرنا فضل العرب على الحضارة، إلى فضل الإسلام على دخول الجنة!.
.. هذا خطاب «رجوعي» إلى زمن كان فيه المليون هو ألف ـ ألف، ولا يناسب زمناً صار فيه الديشيلون 63 صفراً.
مع ذلك، يريد علماء الفلك أن يفهموا ما هو سر «المادة السوداء» التي تشكل معظم الكون وتتسبب في توسّعه اللانهائي.. بينما تشكل المجرّات والنجوم والكواكب جزءاً صغيراً.
يُقال إن الذكاء الإنساني «طفرة» في المخلوقات، وأن الطبيعة تلغي 99% من الطفرات، و1% مسؤولة عن تقدم ذكاء المخلوقات.. والله أعلم؟!
عمر الفرد من عمر النوع الإنساني، وهذا من عمر الحياة، من عمر الأرض، وهذا من عمر الكون «وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هل أنت مستعد للآخرة» «هل أنت مستعد للآخرة»



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon