«في كل واحد منا شيء منه»

«في كل واحد منا شيء منه»

«في كل واحد منا شيء منه»

 لبنان اليوم -

«في كل واحد منا شيء منه»

بقلم : حسن البطل

بين غياب وغياب، كسوف وخسوف، أربع سنوات، أكثر قليلاً، أقل قليلاً. «النقصان هو ما يعطي معنى للوجود».. وليس من «مراثي ارميا» أن يرثي صاحب الخسوف (الشاعر العام) صاحب الكسوف (القائد العام) بهذه العبارة: «في كل واحد منا شيء منه».

بين غياب وغياب «قل للغياب نقصتني وأنا حضرت لأكملك» صار لنا أن نقول: في كل واحد منا شيء منهما (منه ومنه): القائد العام والشاعر العام.

  ثماني سنوات وغيابان «نحن أحياء وللحلم بقية، وقفت نساء ووقف رجال أسفل الصرح / المزار وقفة احتجاجية نساء ورجالاً: لا تقتلوا النساء «الشجر العالي كان نساء .. كان لغة» الحياة هي الشجرة؛ والشجرة هي المرأة «حارسة بقائنا ونارنا الدائمة».

* * *
  أقول لأخي حسن خضر ما معناه: لن يكتمل فينا حضور الشاعر / الثائر / الضمير العام، دون أن نجمع «مراثي ارميا» .. عفواً «مراثي درويش» في كتاب «من يكتب حكايته يرث أرض الكلام - أنا يوسف يا أبي». كلام؟ في البدء كانت الكلمة، وكانت الكلمة في أرض الكلام.

  رثاهم، واحداً واحداً «لا تموتوا مثلما كنتم تموتون» يا أصدقائي الخونة؟ وإلا «لن أرثيكم بكلمة» لكنه رثاهم، ثم رثى نفسه «من أنا لأخيب ظن العدم».

  هل الحياة سؤال أم الموت سؤال؟ هل الحياة جواب أم الموت جواب؟ قال ما لم يقله مالك بن الريب في رثاء نفسه. قال : «أما أنا / وقد امتلأت بكل أسباب الرحيل»؟ امتلاء ورحيل. حضور وغياب. أقول لأخي حسن خضر، أيضاً، ما نصه: هل من أحد يجمع لوذعية «سيد الكلام»، في مفارقات الحياة والأصدقاء الأحياء؟ إنه اللماح الذكي - الساخر المتهكم، وعلى كل واحد من أعز أصدقائه أو ألد أعدائه وزع سخريته اللاذعة، أو قفشاته المضحكات. نالني بعضها، ونال الآخرين بعضها، ونال حتى الشعب بعضها.

* * *
   كنت هناك، وكانوا هناك على التلة؛ والتلة قبر؛ والقبر ضريح؛ والضريح صرح؛ والصرح بعد الغياب (الخسوف) صار مزاراً؛ والمزار يختصر حياته وأشياءه من أول الشعر إلى آخر الشعر، ومن أول «سجل أنا عربي» إلى آخر «أنت اليوم غيرك» و»كم قلنا إننا الاستثناء».

* * *
  الكل يقرؤه؛ والبعض يعرفه؛ وبعض البعض ينوس بين القراءة والمعرفة.. وأنا أنوس أيضاً. أقرؤه كثيراً وأعرفه قليلاً. هل حقاً «قليلاً». كنت «نكرة» كما سخر مني لدى زواجي في العام ١٩٧٦، لكنه سلمني جائزة فلسطين في المقالة.

  لما كنت «نكرة» قلت له: أحبّ نثرك أكثر حتى من شعرك.. وهذا قبل أن يحلق بجناحي الشعر إلى «المدى» وإلى «الحلم المسيج بالمدى المفتوح».

  رأيته، في العام ١٩٨٢، عام الرحيل، وأيام الرحيل كما لم أر حزينا مثله: كنا خمسة: هو وأدونيس وزوجته خالدة، وأنا وزوجتي .. وكان التلفاز يبث فيلم «زوربا الإغريقي» وكان الحزن مرخياً سدوله، والصمت المطبق - المطبق.

رأيته غاضباً جداً في المؤتمر التوحيدي لاتحاد الكتاب والصحافيين، بعد الانشقاق، لأن البعض حاول لغة الشعار الفصائلي على جلال ترميم انكسار وحدة القلم.

* * *
  الآن، درجة درجة، والدرجات مرقى، والمرقى أشبه بزقورة، والأشجار تنمو في الزقورة، وشقيقه يمسح دمعته أمام ضريح عليه العبارة: «أثر الفراشة لا يرى / أثر الفراشة لا يزول» هو لا يزول، ونحن لن نراه.

  زعلان قليلاً، لأنهم يختصرون من عبارته: هو قال «على هذه الأرض، سيدة الأرض، ما يستحق الحياة» فأسقطوا منها عبارة «سيدة الأرض» تاركين للعبرانيين «أيها العابرون في كلام عابر» أن يقولوا إن فلسطين هي «سرة الأرض» أو القدس هي سرة الأرض.

   «قل للغياب نقصتني ..» أو قل: «يا وطن الأنبياء تكامل» قل للشعر أن يكون أعذب النثر، وقل للنثر أن يكون أعذب الشعر. قال عن «كسوف» القائد العام «يا سيد أرواحنا» ونقول سلاماً «يا سيد الكلام».

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«في كل واحد منا شيء منه» «في كل واحد منا شيء منه»



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon