14 تموز  ما قبل وما بعد

14 تموز .. ما قبل وما بعد ؟

14 تموز .. ما قبل وما بعد ؟

 لبنان اليوم -

14 تموز  ما قبل وما بعد

بقلم : حسن البطل

قال المحامي عن الحرب ما يقوله الجنرالات عنها، ماذا قال المحامي الفلسطيني في إسرائيل جواد بولس، قبل سنوات؟: القوي إذا لم ينتصر فهو المهزوم، والضعيف إذا لم يُهزم فهو المنتصر. ماذا يقول الجنرالات؟ لا تذهب إلى حروب المستقبل بدروس حروب الماضي.

من حكمة الحرب إلى حكمة الصراع، ومنها إلى حكمة الانتفاضة: الأولى لا تشبه الثانية، والثانية لن تشبه الثالثة، وما يبدو استراحة بين الانتفاضات تملؤه ما يسميه الفلسطينيون «هبّات».

هبّة النفق 1996 مهّدت للانتفاضة الثانية 2000، التي هُزمت عسكرياً، لكنها مهّدت لهبّات مقاومة شعبية سلمية، بدءاً من العام 2006 البلعيني، التي كانت احتجاجات ومظاهرات أيام الجمع، وصارت مصادمات شعبية مع جيش الاحتلال لها نكهة الانتفاضة الأولى في ما يتعدى بلعين إلى سائر فلسطين السلطوية.

منذ خطف الفتى محمد خضير وحرقه ومحرقة البيت والأسرة في دوما، صاروا في إسرائيل يتحدثون عمّا دعوه: انتفاضة الأفراد، أو الذئاب المنفردة، ومعظمها تركّز في القدس، التي كانت بؤرة الانتفاضة الثانية.

منذ اشتعلت، مجدداً، البؤرة المقدسية من الحرم القدسي، وصلوات الشوارع الحاشدة احتجاجاً على البوابات الإلكترونية، تسارعت التطورات، الأمنية الإسرائيلية، والشعبية الفلسطينية، والسياسية الإسرائيلية والفلسطينية، وحتى الإقليمية والدولية.

على الصعيد الأمني الإسرائيلي رفعوا البوابات واستبدلوها بوسائل تكنولوجية. نصب البوابات كان قراراً سياسياً للحكومة وليس بناءً على توصيات أجهزة الأمنية الإسرائيلية التي شككت في نجاعتها.

نعرف ما يعرفه الجميع: إسرائيل دولة الأمن الأولى في العالم، وجيشها الأقوى في المنطقة، ودولتها صارت دولة «الهاي ـ تك» المتقدمة على صعيد العالم.

لكن، القوة المتفوقة والتكنولوجيا المتقدمة فيها «كعب آخيل» السياسي، الذي هو سياسة التهويد والاستيطان المتسارع في الأراضي الفلسطينية بعامة، وفي القدس بخاصة.

منفذ عملية مستوطنة «حلميش» كان ذئباً منفرداً، كتب وصيته، وقفز على سور الإنذار الإلكتروني، وفشل خبراء الوحدة 8002 التكنولوجية المتقدمة. لماذا؟ لأن الفلسطينيين أغرقوا هذه «السبيشال ميديا» بـ 600 ألف رسالة بين تأييد وتشجيع ونوايا، بما يشكل «إعماء» لخبراء الرصد التكنولوجي الأمني الإسرائيلي.

لنعد إلى ما قبل الانتفاضات، وما قبل مرحلة الكفاح المسلح الفلسطيني. آنذاك قالت غولدا مائير عن الفلسطينيين: الكبار سيموتون، والصغار سوف ينسون.

الفدائيون كانوا صغاراً، والانتفاضات قادها صغار، وهبّة القدس الجديدة يتصدرها «جيل جديد». جيل «الجينز» والـ «تي ـ شيرت»، وقصّات الشعر الحديثة والأغاني متعددة اللغات.

في الانتفاضة الأولى، كان هناك في إسرائيل من قال: هذا جيل يتمرد على الجيل القديم، لكن «جيلا جديدا» يتقدم الآن صلوات الاحتجاج في القدس، ينفذ تعليمات المرجعيات الدينية، وينتظر موقفها من استبدال البوابات بالكاميرات، ويقوم بحملة نظافة وسقاية ماء.. وتوزيع البطيخ، أيضاً، على المعتصمين. هذا جيل التمرُّد من جهة، وجيل الانضباط والتنظيم من جهة أخرى.. ومنه، أيضاً، جيل «الذئاب المنفردة».

القيادة والشعب نحو صف واحد، منذ قررت القيادة وقف أشكال التنسيق، حتى العودة في الحرم القدسي إلى ما قبل 14 تموز.

إسرائيل، وأميركا معها، أخذت على القيادة موقفها في مسألة رواتب الأسرى والشهداء باعتباره تشجيعاً على «الإرهاب». الآن، اتخذت القيادة جملة إجراءات مالية وسياسية لدعم صمود القدس والمقادسة، بدءاً من تجار القدس العتيقة إلى اقساط طلابها الجامعية، إلى مستشفياتها... إلخ. هذا سوف يحث رجال الأعمال الفلسطينيين والصناديق العربية والإسلامية على واجبها في دعم صمود القدس والمقادسة.

تفعيل الإجراءات والوسائل التكنولوجية البديلة، فائقة التقدم من البوابات والكاميرات، يتطلب ستة شهور. خلالها قد تتطور الأمور إلى انتفاضة شاملة، كما حذرت مصادر أمنية إسرائيلية.

قد يبدو المطلب الفلسطيني بعودة الأمور في الحرم إلى ما قبل 14 تموز يذكّر بالمطلب السياسي الفلسطيني بالعودة إلى خطوط 1967، الأمر الذي ترفضه إسرائيل، لكن العودة الفلسطينية والعربية والدولية إلى احترام «الستاتيكو» في الحرم القدسي والسيادة الفلسطينية والإسلامية على الحرم، ستؤثر على الواقع الفعلي «دوفاكتو» للاحتلال والاستيطان، وتعزّز الواقع القانوني «دوجورا» باعتبار العالم الاحتلال غير قانوني أو شرعي.

في وقت ما سبق، سخر شارون من أبو مازن، بوصفه إياه: «صوص بلا ريش» وانتقد فلسطينيون سياسة التفاوض، ثم سياسة التنسيق الأمني.

الآن، يخوض رئيس السلطة اختبار «القيادة» واجتياز مرحلة «صعبة جداً». ارتفعت أرصدته الشعبية في الشارع والسياسية في المنطقة والعالم، بينما رئيس حكومة إسرائيل يتعرض لانتقادات داخلية لأنه لم يكن لا مُحِقّاً ولا حكيماً، لا في إدارته شؤون الحكم، ولا مُحِقّاً في تجاهله للحل السياسي مع السلطة.

قال الرئيس، في دور القائد: «لن نقوم بالمقامرة بمصير شعبنا» لكن علينا المغامرة بخطوات محسوبة في هذا الصراع الطويل مع إسرائيل.

الرئيس أبو عمار القائد فقد السيطرة على الانتفاضة الثانية، وأبو مازن في دور القائد يقود انتفاضة ثالثة محسوبة، تختلف عن الانتفاضتين.

سيعود إلى تحدّي أميركا في منظمات الأمم المتحدة، وإلى المحكمة الجنائية الدولية للاستيطان، الذي يراه ترامب غير ما يراه الفلسطينيون شعباً وسلطة.

العروبة في هوان وحروب سنة وشيعة.. وفلسطين في صراع وطني!

المصدر: صحيفة الأيام

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

14 تموز  ما قبل وما بعد 14 تموز  ما قبل وما بعد



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon