يـوم كـردسـتــان

يـوم كـردسـتــان

يـوم كـردسـتــان

 لبنان اليوم -

يـوم كـردسـتــان

بقلم : حسن البطل

بكرة، ستقول غالبية مئوية وديمقراطية لشعب كردستان "نعم" للاستفتاء على استقلالها عن عراق اتحادي.

هل تصدقون؟ جاء في آخر استفتاء عراقي على ولاية أخرى للرئيس صدام حسين نتيجة صادمة في تزويرها، أعلنها عزت إبراهيم الدوري، وهي "نعم" لصدام.. وبنسبة 100%.

بينما حكومات الدول، حيث يتوزع الشعب الكردي، تعارض الاستفتاء، كل لأسبابها الداخلية، فإن العروبيين منقسمون بين أقلية تدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وغالبية تعارض تقسيم العراق الفدرالي.

أستضيف عماد الأصفر، وهو فلسطيني عراقي يقيم حالياً في رام الله، وهي بعنوان: "أتفهم الأكراد وأتضامن معهم على طريقتي":

* * *

"لطالما أحببت الأكراد، أحببت ارضهم الجبلية ذات المناخ الأكثر اعتدالاً، وأحببت ينابيع المياه الحارة والباردة التي تتدفق من ارضهم، والشلالات التي تنشر البهجة والانتعاش مع رذاذ الماء محمولاً على النسيم العليل.

وأحببت مأكولاتهم وطريقة صنعهم للكباب، متبوعاً بكأس لبن أربيل المميز، أحببت عربيتهم المكسرة، وكيف يقلبون الضاد زاياً فتصير (قزيتنا مثل قزيتهم)، ولطالما أحببت عنايتهم بجمالية الحرف العربي ومهارتهم في تخطيطه.

ولطالما أحببت أزياءهم التراثية الجميلة وطريقة استخدامهم الكوفية كعمامة، وأحزمتهم العريضة ذات الاستخدامات والمآرب الكثيرة، وأحببت دبكتهم الشعبية وطبلهم الكبير والمزمار، ولطالما قدرت حجم إصرارهم على صيانة هذا التراث من لغة وازياء ودبكة، وتضامنت معهم ولا أزال، في إصرارهم على حفظ هذا التراث، والوقوف في مواجهة دول وأنظمة ظلت تضطهدهم باستمرار، وتحرمهم من حق التساوي في المواطنة، وحق التمايز الثقافي الذي يضفي تنوعاً جميلا. وهما حقان أساسيان من حقوق أي أقلية مهما كان عدد أبنائها.

عندما تفشل الدولة في تذويب سكانها في بوتقة المواطَنة، وعندما تفاضل بين مواطنيها على أساس عرقي أو مذهبي او ديني، يصنع المستضعفون دروعهم ويتمترسون خلفها، يحصل ذلك في كل مكان وزمان، حصل مؤخراً في جنوب السودان، وها هو يحصل لغير سبب في قطالونيا الإسبانية وإقليم كيبك الكندي، وكان هناك (رغم الاختلاف الكبير في الظروف والمعطيات والحقائق التاريخية) من يتوقعه للفلسطينيين في إسرائيل. وإذا ما استمرت السياسات الحالية في غير مكان من عالمنا فإن مظالم كثيرة ستنشأ وستتلوها مشاعر انفصالية تتحول إلى حركات.

أنا غاضب لرفع أنصار تيار كردي، أو عدد من الأكراد (لا أعلم حقيقة إن كان العدد كبيراً أم صغيراً) علم إسرائيل، لكن غضبي يرتد عليّ وعلى أمتي، ويصير نوعاً من التفهم، حين أرى جماعات أُخرى ومنها نحن الفلسطينيين نرفع أعلام دول تعادينا وتقتل مواطنيها وتعتدي على شعوب أخرى.

إسرائيل الذكية ماهرة في سبك الصداقات وبناء المصالح والنفاذ عبر الثغرات، ونحن ماهرون في تمكينها من ذلك، ماهرون في صياغة الظروف التي تكفل نجاح المساعي الإسرائيلية، ماهرون في كسب الأعداء وتجاهل الأصدقاء ومغادرة مواقع التضامن وترك ساحاتها لتتحول إلى ملعب يتمختر فيه الإسرائيلي.

مقسّم أنا بين إنسانيتي وتعاطفي مع الأكراد المظلومين في إيران الظالمة وتركيا الفاجرة والقطر السوري المأزوم والعراق المقسوم وبين حبّي للعراق الموحد، وأستذكر بيت شعر غنّاه رياض أحمد لمظفر النواب يقول فيه:

وأمي أرضعتني من فرات حليبها

أن الصلاة على تراب لا يوحد

ليس تكتمل

للأسف يبدو أن تركيا ستجفف الفرات، وأن إيران ستقسم العراق لشيعة وسنّة، ولن يتفق هؤلاء إلا على معاداة الأكراد. لن يجني العرب ولا العراقيون خيراً من وراء إيران أو تركيا، وبالتأكيد لن يجني الأكراد خيراً من وراء إسرائيل. لنا أن نعاتب الأكراد ولنا أن نعارضهم أو نتفهمهم، ولكننا لن نجنيَ خيراً من معاداة الأكراد ونشر خطاب الكراهية تجاههم، أو تجاه الشيعة أو أية مجموعة بشرية أخرى".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يـوم كـردسـتــان يـوم كـردسـتــان



GMT 21:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

بروفة رابعة لحزب «الملفوفة»!

GMT 14:11 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انـطـبـاعـان عـابـران

GMT 08:31 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

حيرة الولد بهاء

GMT 08:46 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

GMT 09:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

«السيد نائب الرئيس».. متى؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon