الهبّة الشبابية مستمرة رغم الاحتلال

"الهبّة الشبابية" مستمرة رغم الاحتلال

"الهبّة الشبابية" مستمرة رغم الاحتلال

 لبنان اليوم -

الهبّة الشبابية مستمرة رغم الاحتلال

جهاد الخازن

الفلسطينيون يقولون أنها «هبَّة شبابية» والإسرائيليون يقولون «إرهاب»، والأرقام لا تكذب وهي تقول أنه منذ بدء الهجمات الفلسطينية قبل أربعة أشهر، قُتِل 29 إسرائيلياً وأكثر من مئتي فلسطيني، وهي نسبة نازية تمارسها حكومة مستوطنين تحتلّ وتقتل وتدمر.

السفير الأميركي لدى إسرائيل دانيال شابيرو، واسمه يؤكد أنه يهودي، انتقد المستوطنات، وقال أن هناك قانوناً للفلسطينيين وآخر للإسرائيليين، وهو قال أن حلّ الدولتَيْن لا يمكن أن ينجح مع وجود المستوطنات. النتيجة: إرهاب إسرائيلي ضد السفير اليهودي الأميركي.

في الوقت نفسه تقريباً، كان مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي يعلن أن الاتفاقات بين دول الاتحاد وإسرائيل لا تنطبق على الأراضي المحتلّة. لذلك، يصرّ الاتحاد الأوروبي على أن تحمل البضائع من المستوطنات إشارة إلى أصلها.

ما سبق لم يمنع ألمانيا من إرسال غواصة خامسة إلى إسرائيل، ويبدو أن الألمان يكفرون عن جرائم النازية على حساب الفلسطينيين.

أيضاً وأيضاً إسرائيل تهدم بيوت الشبان الذين يطعنون إسرائيليين بعد قتلهم، وفي حي الخالدية من القدس يريد إسرائيليون طرد فلسطينيين من بيوتهم بزعم أن هذه البيوت كانت ملكاً ليهود قبل سنة 1948 وقيام إسرائيل.

أقبل هذا المنطق وأطبقه في شكل آخر، فعلى اليهود في فلسطين أن يعيدوا البلاد كلها التي احتلوها أو سرقوها من الفلسطينيين بعد 1948، وهم يستطيعون بعد ذلك أن يعودوا إلى أوروبا الشرقية أو الوسطى أو إلى جبال القوقاز من حيث جاء جدودهم.

ما سبق كلّه نوع من العناوين عمّا يحصل في فلسطين، فيما العرب يقتل بعضهم بعضاً، ويتركون الإرهابيين يرتكبون جرائم يومية، فأقرأ أن 18 ألف مدني قُتِلوا في العراق بين الشهر الأول من 2014 والعاشر من 2015، وجرِح 36 ألفاً آخرون، وهناك 3500 «جارية» من الإيزيديين، يُبعنَ ويُشتَرينَ وغالبيتهن مراهقات إلى أطفال.

هذا مهم جداً ومثله ما يحدث في سورية وليبيا واليمن، لكن المشكلة هنا أن العرب ينسون «القضية الأولى»، وهي باقية ومستمرة، بل متفاقمة.

القتل وهدم البيوت لا يثنيان عزيمة الفلسطينيين، فأعمالهم تعني أنهم باتوا يفضلون الموت على حياة الذل، وإجراءات إسرائيل تزيد إصرارهم، والشاب مهند الحلبي قُتِل في تشرين الأول (أكتوبر) بعد أن قتَل إسرائيليَّيْن اثنين، وهدم الإسرائيليون بعد ذلك منزل أسرته، فكان أن قامت حملة تبرعات في رام الله لإعادة بناء المنزل، وقرأت في جريدة لندنية أن مصاباً بالسرطان تبرع بجزء من ثمن علاجه، وأن شابة خلعت من رقبتها سلسلة تنتهي بصليب وقدّمتها، وأن آخرين تبرعوا بمبالغ قليلة كانت كل ما يحملون.

العنف الإسرائيلي مسؤول عن العنف الفلسطيني، وعندي مَثل آخر هو علاء أبو جمل، فقد حاول منع جنود إسرائيليين من هدم بيت ابن عمّه غسّان الذي هاجم مع قريب له كنيساً وقتلا ستة إسرائيليين. الجنود أهانوا علاء وضربوه، وهو أخذ سيارته وهجم بها على مجموعة من الإسرائيليين ثم قفز منها وطعن حاخاماً وقتله، فقُتِل.

ماذا سنسمع غداً؟

هناك خلاف شديد بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية، ووزير التعليم (تعليم الإرهاب) نفتالي بنيت، ووزير الدفاع موشي يعالون، يتبادلان الإهانات. وقد اتهم أنصار بنيامين نتانياهو بنيت بأنه يسرق أفكار الآخرين ويدّعيها لنفسه، وأن تصرفاته طفولية حمقاء. المتطرف بنيت أصله أميركي ويجب أن يترك بلادنا لأهلها، أي الفلسطينيين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهبّة الشبابية مستمرة رغم الاحتلال الهبّة الشبابية مستمرة رغم الاحتلال



GMT 21:01 2024 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

مرة أخرى: فرصة إسرائيل الأخيرة!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

GMT 19:54 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (١)

GMT 17:23 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

صورة «الغرب» عندنا وعند إسرائيل

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أدوات سهلة وبسيطة تساعدك في تزين وتجميل حمام منزلك

GMT 16:54 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

زيت الزيتون يساعدك في تنظيف المنزل

GMT 20:04 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مؤسس "حجر فى كل بيت" يكشف أهداف المبادرة الجمالية

GMT 04:06 2013 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

مصالحة الغلابة!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon