الملك والرئيس «لا نحتاج إلى شيء يهمنا استقرار المنطقة»

الملك والرئيس.. «لا نحتاج إلى شيء.. يهمنا استقرار المنطقة»

الملك والرئيس.. «لا نحتاج إلى شيء.. يهمنا استقرار المنطقة»

 لبنان اليوم -

الملك والرئيس «لا نحتاج إلى شيء يهمنا استقرار المنطقة»

طارق الحميد

العبارة أعلاه هي ما سيذكره التاريخ مطولاً للقمة التي عقدت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض.
فعندما قال العاهل السعودي للرئيس الأميركي: «لا نحتاج إلى شيء.. يهمنا استقرار المنطقة» لخّص الملك سلمان مواقف بلاده، وسياساتها، وأظهر الفرق بينها وبين القوى الطامعة في المنطقة.
قمة واشنطن جاءت في توقيت مهم، فهناك الاتفاق النووي الإيراني، ومطامع طهران بالمنطقة، خصوصًا وإيران تتأهب للحصول على قرابة مائة وخمسين مليار دولار من أموالها المجمدة، والتي لن تكون «أموال خير» بكل تأكيد. وهناك تفاقم الأزمة السورية، إنسانيًا، والحرب على الإرهاب، و«داعش» في العراق وسوريا. وهناك المخطط الروسي الأخير للمنطقة، والمتخفي تحت مظلة «مكافحة الإرهاب»، وقصده منح إيران دورًا غير مشروع، ومحاولة يائسة لإعادة تأهيل بشار الأسد!
عقدت القمة على خلفية كل ذلك، مع محاولة البعض القول إن اتفاق إيران النووي هو بمثابة كرة الثلج التي ستكبر وتسقط على السعودية دون أن تشعر، إلا أن قمة واشنطن أثبتت العكس، وأكدت مجددًا أن التحالف السعودي - الأميركي مهم ومستمر، وأنه تحالف لم يكن مبنيًا على علاقة تبعية، أو استقواء، بل تحالف مصالح قائم على عقلانية لا عاطفة فيها. ولذلك كانت مقولة الملك سلمان للرئيس أوباما تاريخية بأنه: «لا نحتاج إلى شيء.. يهمنا استقرار المنطقة»، فهذا ما سعت وتسعى له السعودية عملاً لا قولاً، وليس إبان ما عرف بالربيع العربي، أو الآن، بل منذ عهد المؤسس، وإلى اليوم.
في قمة واشنطن نجح العاهل السعودي في انتزاع مواقف أميركية رسمية تضمنها البيان الختامي للزيارة، والصادر من البيت الأبيض، بالتأكيد على ضرورة حل الأزمة بسوريا، ومن دون الأسد، وهذا يعني قطع الطريق على الروس، وكان لافتًا الاتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الأميركي بنظيره الروسي، ولم تغادر حينها طائرة العاهل السعودي واشنطن، حيث حذر الأميركي نظيره الروسي من مغبة التدخل العسكري بسوريا وخطورة «حدوث مواجهة مع التحالف المناهض لـ(داعش)»، ولهذا الموقف دلالات مهمة! وفي قمة واشنطن أيضًا نجح العاهل السعودي في انتزاع التزام أميركي مفاده أن «الطرفين أكدا ضرورة مكافحة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار»، وهذا ما يهم السعودية، واستقرار المنطقة ككل.
ولذا، فقد كانت زيارة العاهل السعودي ناجحة، وأعتقد أن رسالة نجاحها هذه قد وصلت للأطراف المعنية، وخصوصًا أن البيان الختامي للزيارة قد أشار إلى العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، وضرورة تطبيق القرار الأممي باليمن، والالتزام بالعمل على المدى الطويل لمكافحة الإرهاب، مما يعني أن الرياض وواشنطن مستمران بالتحالف الاستراتيجي، وبما يخدم المنطقة واستقرارها، وكما قال الملك بوضوح للرئيس، وأمام العالم: «لا نحتاج إلى شيء.. يهمنا استقرار المنطقة».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك والرئيس «لا نحتاج إلى شيء يهمنا استقرار المنطقة» الملك والرئيس «لا نحتاج إلى شيء يهمنا استقرار المنطقة»



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon