طبخة كيري ـ لافروف محروقة

طبخة كيري ـ لافروف.. محروقة!

طبخة كيري ـ لافروف.. محروقة!

 لبنان اليوم -

طبخة كيري ـ لافروف محروقة

بقلم : طارق الحميد

نشرت صحيفتنا هذه، قبل يومين، قصة خاصة تحت عنوان «طبخة كيري ­ لافروف» تجاه الأزمة السورية، وكشفت ملخص ما نقله وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظرائه الأوروبيين في بروكسل، بعد اجتماعاته المطولة مع وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين.

بحسب القصة، أبلغ كيري نظراءه الأوروبيين أن اتفاقه مع لافروف يقوم على مبدأ «تجزيء» التعامل مع الأزمة السورية على مراحل، تبدأ الأولى من خلال العمل على التنسيق العسكري بين الطرفين فيما يخص الضربات الجوية ضد «داعش» و«النصرة»، التي غيرت اسمها، وذلك بعد أن يتم فرز مواقع المعارضة المعتدلة عن المتطرفة؛ مما يعني تقييد الضربات الجوية الروسية، ومعرفة مواقعها.

والخطوة الثانية هي أن البحث في مصير بشار الأسد سيكون «مؤجلا لمراحل لاحقة». ونقلت الصحيفة، وفقا للمصادر الأوروبية، أن كيري أبلغ لافروف أن ما يقوم به هو «المحاولة الأميركية الأخيرة للإدارة الحالية»، وأنه في حال لم تضغط روسيا على النظام الأسدي، وإيران لتطبيقه، فإن واشنطن ستنسحب تماما من الأزمة السورية، وتترك لموسكو عبء التعامل مع كل الوقائع الميدانية.

ما سبق هو تقريبا ملخص ما طرحه كيري لنظرائه الأوروبيين، بحسب صحيفتنا، وعليه فإن أبسط تعليق على هذه المبادرة هو: أن طبخة كيري ­ لافروف محروقة، ولا قيمة لها؛ فالحديث عن تقييد الطيران الروسي يعد فكرة جهنمية، لكن من يضمنها؟ ومن يصدق الروس؟ بل من يصدق الإدارة الأميركية الحالية المشرفة على انتهاء فترتها الثانية، ودخل رئيسها فعليا مرحلة «البطة العرجاء»؟ الروس فعلوا كل شيء في سوريا، ودعموا جرائم الأسد، دون أن يدفعوا ثمنا ما، وبلا عواقب، فمن سيضمن هذه المرة؟ وسيذكر التاريخ دائما أن الرئيس أوباما كان ضعيفا أمام الرئيس بوتين. أما القول بأن الأسد مرحلة لاحقة، ضمن عملية تجزئة الحل، وقول كيري إنه أبلغ لافروف بأن ما يقوم به هو «المحاولة الأميركية الأخيرة للإدارة الحالية» فهذا يكشف كل الحكاية، حيث يسعى الرئيس أوباما الآن لقتل الوقت، وتقديم مبادرات شكلية حتى موعد مغادرته البيت الأبيض، ودون اتخاذ مواقف حاسمة، وبالتالي جعل سوريا، والأسد، مشكلة الرئيس الأميركي القادم.

ومن هنا، فليس مهما ما يقوله كيري، أو ما يعتقده الأوروبيون، وإنما الأهم هو ما سيفهمه لافروف، وقبله الرئيس بوتين، ومعهم الأسد وإيران، والأكيد أنهم سيعون أن هذه طبخة محروقة، ليس الهدف منها إيقاف آلة القتل الأسدية، ولا خروج الأسد، وإنما تهدئة الأوضاع حتى يخرج الرئيس أوباما أولا من البيت الأبيض، وحينها يتدبر الرئيس الأميركي القادم أمر الأزمة السورية. هذه هي كل القصة، ومهما قالت إدارة الرئيس أوباما، ومهما بررت، فكل شيء يبدو أنه مؤجل إلى ما بعد انتخاب رئيس أميركي جديد؛ ولذلك هي طبخة
محروقة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبخة كيري ـ لافروف محروقة طبخة كيري ـ لافروف محروقة



GMT 17:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

على ساسة لبنان الحذر

GMT 19:54 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تصحيح... أم مزيد من الفوضى؟

GMT 22:58 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 23:01 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

هل تتوسع الحرب على لبنان؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon