ترامب يتراجع ويُقرّر تعزيز قبضته على حُقول النّفط

ترامب يتراجع ويُقرّر تعزيز قبضته على حُقول النّفط

ترامب يتراجع ويُقرّر تعزيز قبضته على حُقول النّفط

 لبنان اليوم -

ترامب يتراجع ويُقرّر تعزيز قبضته على حُقول النّفط

عبد الباري عطوان

تَراجُع الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب عن قرارِه بسحب قوّاته من شِمال شرق سورية، وكشَف وزير دفاعه مارك إسبر عن تعزيز وجودها في مَناطق احتياطات النّفط في الحسكة وشرق دير الزور بإرسال دبّابات وعرَبات مُدرّعة لحِمايتها من السُّقوط في أيدي قوّات “الدولة الإسلاميّة” (داعش).

تراجُع ترامب هذا الذي يَعكِس ارتِباكًا في مواقفه في المِلف السوريّ جاء بعد ضُغوط كبيرة تعرّض لها من قِبَل الكونغرس وبعض الجِنرالات في الجيش الأمريكيّ، خاصّةً بعد الانتِقادات والاتّهامات التي جَرى توجيهها له بالتّخلّي عن الحُلفاء الأكراد، خاصّةً من قِبَل السّيناتور ليندسي غراهام، أحد أبرز المُقرّبين منه في الحزب الجمهوري.

قوّات سورية الديمقراطيّة التي تُسيطِر على حُقول النّفط السوريّة شرق الفُرات يبدو أنّها بصَدد تراجُع آخَر غير مُفاجئ مثل “مُعلّمها” ترامب، والعودة إلى الحُضن الأمريكيّ، بعد أن عقدت اتّفاقات مع الدّول السوريّة بوساطة روسيّة، سَعيًا للحِماية بعد بِدء الهُجوم التركيّ على شِمال سورية، لإقامة مِنطقة آمِنة بعُمق 32 مِترًا لإبعادها عن الحُدود التركيّة.
***
هذا التّراجع جاء بعد مُكالمة هاتفيّة بين الرئيس ترامب ومَظلوم عبدي، القائد العام لقوّات سورية الديمقراطيّة الخميس، أكّد خِلالها الرئيس الأمريكيّ أنّ قوّات بلاده ستبقى في شِمال شرق سورية لفترةٍ طويلةٍ.
السيّد مظلوم عبدي رحب بهذا القرار الأمريكيّ وأبدى استعداده للعودة إلى المِظلّة الأمريكيّة، وإنهاء ترتيبات عودته وقوّاته إلى الدولة السوريّة الأُم، ممّا سيُؤدّي حَتمًا إلى غَضبٍ ثُلاثيٍّ سوريٍّ روسيٍّ تركيٍّ، وربّما توحّد هذه الأطراف الثّلاثة في جبهةٍ واحدةٍ ضِد قوّات سورية الديمقراطيّة وقادة الإدارة الذاتيّة الكُرديّة، حسب ما كشَفته بعض التّقارير الإخباريّة القادِمة من المِنطقة.
ترامب لا يُريد أن يمنع احتياطات النّفط والغاز السوريّة من الوقوع في يَد “داعش” وإنّما في يَد القوّات السوريّة، وحِرمان الدولة السوريّة من هذه الثّروة (350 ألف برميل من النّفط يَوميًّا)، واستِخدامها في سَد احتياجاتها من الطّاقة أوّلًا، وتَوظيف ما يتَبقّى من عوائِدها في مشاريع إعادة الإعمار.
لا نعتقد أنّ إقامة القوّات الأمريكيّة في شرق الفُرات، وسَيطرتها وحُلفائها الأكراد على احتِياطات النّفط السوريّة ستَطول ولا نَستبعِد تعرّضها لعمليّات هُجوميّة سواءً من التّحالف الروسيّ السوريّ أو حتى من قوّات الحَشد الشعبيّ العِراقيّ التي تتركّز في الجبهةِ المُقابلة من الحُدود.
الرئيس ترامب لا يُفكّر إلا بالمال والثّروة، وتخلّيه عن حِماية الأكراد جاء لسببٍ بسيطٍ وهو أنّ هؤلاء لا يَملِكون المال لتسديد ثمن هذه الحِماية، أُسوَةً بزُعماء دول الخليج، مِثل السعوديّة والإمارات، ومن غير المُستبعد أن يستولي، وعبر شركات أمريكيّة على هذه الحُقول وعوائد إنتاجها النفطيّ لتغطية تكاليف القوّات الأمريكيّة المُتواجدة على الأراضي السوريّة.
عودة الأكراد إلى المُعسكَر الأمريكيّ مُجدّدًا، وطعنهم للجانبين الروسيّ والسوريّ في الظَّهر، رغم الخُذلان الأمريكيّ المُتكرّر سيُؤكّد مُجدّدًا أنّه لا يُمكن الاعتماد عليهم، والثّقة بتعهّداتهم، تمامًا مِثل مُعلّمهم الأكبر ترامب.
الأشقّاء الأكراد لا يتعلّمون للأسف من تجاربهم السّابقة، ويظلّون يلهثون خلف الأمريكان والإسرائيليين، ويتحالفون معهم ضِد كُل ما هو عربيّ أو تركيّ، والآن روسيّ في المِنطقة.
***
الجيش العربي السوري الذي استعاد مُعظم الأراضي السوريّة بدعمٍ روسيٍّ، سيستعيد مِنطقة شِمال شرق سورية، وآبارها النفطيّة إن عاجِلًا أو آجِلًا، وسينسحب الأمريكان مهزومين منها، وسيكون الأكراد هُم الخاسِر الأكبر كالعادة، ولا نَستبعِد أن تُؤدّي خطوتهم هذه بإعادة التّحالف السوريّ التركيّ ضدّهم، والتّعجيل بإحياء اتّفاقيّة “أضنة” أرضيّة هذه التّحالف والتّنسيق.. والأيّام بيننا.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يتراجع ويُقرّر تعزيز قبضته على حُقول النّفط ترامب يتراجع ويُقرّر تعزيز قبضته على حُقول النّفط



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon