«الداعشية» داخل المعارضة السورية

«الداعشية» داخل المعارضة السورية

«الداعشية» داخل المعارضة السورية

 لبنان اليوم -

«الداعشية» داخل المعارضة السورية

عبد الرحمن الراشد
أخطر ما يهدد الثورة السورية ليست «داعش»، الجماعة التخريبية بل فكر «داعش»، أي الانقضاض على الثورة من داخلها. فإذا كانت تنظيمات القاعدة استطاعت ضرب الجيش الحر وعطلته عن مقاتلة قوات الأسد، فإن هناك ناشطين سياسيين يفعلون الشيء نفسه؛ ينقضون بمعاولهم على البناء السياسي للمعارضة يكسرونه من الداخل حتى يهدموه. الاحتراب على هامش العمل السياسي لا يقل إيلاما عن أذى «داعش» في الميدان العسكري. قبل أيام حان موعد انتخاب رئيس للائتلاف السوري، الذي يمثل المظلة السياسية للثورة. الرئاسة مدتها ستة أشهر فقط، يتم التجديد أو التغيير للرئيس من خلال التصويت. نظام قبل به جميع الأعضاء في الائتلاف. في إسطنبول اجتمع الائتلاف، الذي يتشكل من مائة وعشرين عضوا، وتنافست شخصيتان سوريتان محترمتان، أحمد الجربا الرئيس الذي أكمل دورة واحدة، والثاني رياض حجاب، أبرز المنشقين عن النظام. وبعد فرز الأصوات جددت الأغلبية للجربا بفارق 13 صوتا، وخسر تكتل حجاب. هل فيما ذكرت يستحق الخلاف؟ بالتأكيد لا، لولا أن بعض الذين خسروا خرجوا يهددون بالانسحاب وتأسيس كيان سياسي آخر، وبالتالي تعميق الخلافات داخل المعارضة السورية المجروحة أصلا بسبب شقاقها. ولم يكتف بعضهم بالغضب من خسارته في التصويت بل حولها إلى ساحة شتم وتهديد وتخوين! ما الفارق بين هؤلاء وبين «داعش»؟ أليس الأذى هو نفسه؛ تخريب الصف السوري المعارض وإفشال الثورة. لو فاز حجاب برئاسة المجلس لكان يستحق نفس الاحترام والالتزام الذي يستحقه الفائز اليوم الجربا، هذه أصول العملية الانتخابية، وهذه هي الأسس التي يقاتل من أجل تحقيقها الرافضون لنظام الأسد. ما قيمة المؤسسة السياسية، التي انخرط فيها هؤلاء برغبتهم، أعني الائتلاف السوري، إذا كانت يجب أن تدار بقوة الاختيار لا بالتصويت؟ وإذا كان كل من يخسر كرسيه أو يفشل في انتخابه يهدد بتخريب المؤسسة التي ضمته، أو يلصق برفاقه تهما معيبة، فيكف سيكون الحال عليه لو انتصر هؤلاء وحلوا محل نظام الأسد؟ الجانب الآخر والأسوأ، استخدام حكاية الذهاب إلى جنيف لتخوين الائتلاف. فبعض الذين خسروا في التصويت رفعوا قميص مؤتمر جنيف المقبل، متوعدين ومخونين من يذهب إلى هناك. بإيجاز إن دعوة المعارضة هي اعتراف بها أولا، وثانيا حضورها يحول دون أن تمثلها دول قد لا تعبر عن مصالح الثورة السورية. وفوق هذا، فإن الائتلاف نفسه وضع شرطا رئيسا قد ينسف المؤتمر قبل أن يبدأ، وهو اشترط لحضوره اعتماد قرار جنيف الأول، بإقصاء نظام الأسد. قد لا يعقد جنيف بسبب شرط الائتلاف، الذي أعلنت فرنسا عن تأييده. وبالتالي الخياران المثاليان، إما أن يعقد المؤتمر مقرا بعدم بقاء الأسد، أو ألا يعقد البتة، لأنه في حال انعقاده وغياب المعارضة، قد يتفق الكبار على اعتماد حلول تفرض على الشعب السوري ودول المنطقة عنوانها: «محاصرة الجماعات الإرهابية المسلحة». ثم نرى غدا أنه يلغي المعارضة المسلحة كلها، بإغلاق كل الحدود، وتجريم الدول التي تسلح أي فريق سوري، والحيلولة بين قادة المعارضة السياسية والتنقل في كثير من الدول الرئيسية. خيارا الائتلاف هما مؤتمر ضد الأسد، أو ألا يعقد المؤتمر. أما الغياب دون اشتراطات موضوعية سيسيء للقضية السورية ويعزز وضع الأسد وإيران وروسيا. أخيرا، إن كان لدى المعارضين الغاضبين حلول، غير شق صف المعارضة، فليقدموها. فعليا، لا شيء، مجرد مجلس آخر وجدل إضافي، ثم انشقاق ثالث، وزعامات إضافية.  
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الداعشية» داخل المعارضة السورية «الداعشية» داخل المعارضة السورية



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 10:12 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 00:18 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد السبت 24 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 18:00 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 03:08 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض قياسي في عدد الوافدين الأجانب إلى تركيا

GMT 18:58 2022 السبت ,12 شباط / فبراير

طُرق استغلال المساحة في الحمام الصغير

GMT 11:57 2013 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

أمسية للشاعر أحمد الصويري في اتّحاد كتّاب الشارقة

GMT 13:59 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:04 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان سامو زين يعود للسينما بعد غياب 17 عاماً

GMT 10:33 2013 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيراري" تعلن عن المحركات القادمة للسيارات الفائقة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon