ماذا لو رحل مرشد إيران

ماذا لو رحل مرشد إيران؟

ماذا لو رحل مرشد إيران؟

 لبنان اليوم -

ماذا لو رحل مرشد إيران

عبد الرحمن الراشد
قال أحد المعلقين الإيرانيين عن غياب المرشد الأعلى: «لا تصلنا أنباء جيدة حول صحة كبيرنا، ولم يتحدث في يوم الغدير مع الشعب ومع الضيوف... ادعوا له». وقد عودتنا كثرة الإشاعات الشخصية ألا نصدقها، فغياب المرشد عشرين يوما وعيدين لا تعني الكثير، لكن رغم ضعف رواية مرض رأس النظام الإيراني، فإن السؤال عما بعد آية الله يفرض نفسه في ظروف تزداد تعقيدا. هل لو غاب المرشد الليلة، يمكن أن تتبدل السياسة الإيرانية الخارجية؟ النظام الإيراني جمعي، لا يشبه في هياكله مثلا نظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي بوفاته تغيرت سياسة مصر في عهد خلفه أنور السادات. فالأنظمة التي تقوم على مؤسسة الفرد الواحد غالبا ما ينقلب الخلف على سياسة السلف. في سوريا، عندما تولى الحكم بشار الأسد خلفا لأبيه، تبدلت سياسة سوريا في نواح عديدة. انتهت سوريا إلى طريق مسدود بعد رحيل الأب الذي أدرك أن انتماءه إلى طائفة صغيرة العدد يتطلب منه توازنات معقدة. أما بشار فقد اندفع، فور توليه الرئاسة، إلى تغيير تلك المعادلة، وانخرط في خدمة النظام الإيراني ضمن تحالف كامل، وتجرأ على اغتيال كبار الشخصيات في سوريا، ثم لبنان، ودعم نشاط الإرهاب في العراق لسنوات، ثم اعتمد العنف وحده في مواجهة الثائرين عليه. فهل غياب المرشد، الرجل الذي يملك صلاحيات مطلقة، يمكن أن يغير سياسة إيران إلى الأفضل أو الأسوأ؟ بكل أسف الأرجح هو الأسوأ. كل الذين يتزاحمون خلف المرشد يريدون خلافته، هم أكثر ثورية منه، مع تعاظم دور الحرس الثوري في إدارة الدولة والحياة العامة، فهو يدير معارك في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وغزة. إنما شخصية إيجابية، مثل الشيخ هاشمي رفسنجاني، لا حظ لها في قيادة إيران. رفسنجاني انتهى معزولا ومهمشا مع أنه الذي مكن علي خامنئي من منصب المرشد الأعلى، الذي انقلب عليه وأبعده، وسجن أبناءه. والآن يهيمن المتشددون على صناعة القرار، بدعم من الحرس الثوري، وتم إقصاء معظم الشخصيات الإيرانية التاريخية والمعتدلة، التي كان لها أن تقود البلاد نحو السلام والاستقرار، والتفرغ للتنمية وبناء العلاقات الإقليمية الدولية، مثل مهدي كروبي، ومير حسين موسوي. بعد ثلاثين عاما من سياسة التطرف السياسي في طهران، نتمنى أن نلمح شيئا من النور في مستقبل إيران والقيادة الإيرانية، لكننا لا نرى شيئا، بعد. وليست هذه أمانينا وحدنا، بل لا بد أنها، أيضا، تطلعات الشعب الإيراني الذي يعاني كل يوم، وانتهى به الأمر إلى أن أصبح واحدا من أفقر الشعوب، وأكثرها بؤسا، بعد أن كان أكثرها نجاحا وتفوقا في منطقة الشرق الأوسط. نظام إيران اليوم مؤسسة متطرفة، في انغلاقه وسياساته مماثل لأنظمة صدام العراق، وقذافي ليبيا، وأسد سوريا، وكيم جونغ أون كوريا الشمالية، ولا ندري كيف سيصبح غدا، لو غاب خامنئي عن المشهد غدا.  
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا لو رحل مرشد إيران ماذا لو رحل مرشد إيران



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon