يونيو عن يونيو يفرق

يونيو عن يونيو يفرق

يونيو عن يونيو يفرق

 لبنان اليوم -

يونيو عن يونيو يفرق

بقلم:جمعة بوكليب

انتفت الحاجة إلى متابعة ما يقوله خبراء الأحوال الجوية عن حالة الطقس هذا الصيف. إسرائيل قررت أن يكون الصيف ساخناً جداً، بالهجوم المباغت على إيران يوم 13 يونيو (حزيران) الحالي.

68 عاماً تفصل بين حربَي يونيو 1967 ويونيو 2025. في الحرب الأولى تمكنت إسرائيل من هزيمة 3 جيوش عربية. دهاقنة الساسة العرب؛ لتخفيف طعم مرارة الهزيمة في حلوق الشعوب العربية، ابتدعوا كلمة «نكسة»، وأضافوها إلى القاموس السياسي العربي، فترسّخت منذ ذلك الوقت بمرارتها. وكلما ذُكر عام 1967 ينبثق طعمها مجدداً في الحلق العربي.

الحرب الثانية بدأت يوم 13 يونيو الحالي في إيران، وأشعلت النيران في المنطقة. تراجعت أخبار الإبادة الجماعية في غزة، وتقارير الحرب على الجبهات الأوكرانية - الروسية، وفي عناوين نشرات الأخبار والصحف. الضربة الإسرائيلية المباغتة ضد إيران أعادت إلى الأذهان ما حدث في صيف 1967. لجأت إسرائيل إلى التكتيك نفسه الذي استخدمته، بشن هجوم جوي مباغت على الدفاعات الجوية الإيرانية والمنشآت النووية، وتمكنت في ساعات من السيطرة الكاملة على الأجواء.

الحرب الأولى ضد 3 دول عربية انتهت في 6 أيام، ولذلك السبب صارت تُدعى «حرب الأيام الستة». ولا أحد يعرف إن كانت الحرب الحالية بين طهران وتل أبيب ستكون قصيرة أم ستستغرق وقتاً أطول. لكن بالتأكيد عقب توقفها سنكون نحن جميعاً شهود عيان على مولد خريطة شرق أوسطية جديدة. هذا أولاً. وثانياً أن إسرائيل في هذه الحرب تواجه عدوّاً مختلفاً، يمتلك ترسانة صاروخية متنوعة، أحالت، خلال الأيام الماضية، سماء ليلها نهاراً، بما أضرمته من حرائق في ضواحي تل أبيب، وفي حيفا. لكن في الحرب، كما في الحياة عموماً، فإن العبرة بالخواتيم. وفي الحرب الحالية، فإن الطرف الأقدر على الصبر وتحمّل أوجاع الألم، سيكون الفوز من نصيبه.

هل يقف الغرب على الحياد في الحرب الحالية؟

حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 كانت أول حرب تفقد فيها إسرائيل عنصر المبادرة والمباغتة. القوات المصرية كانت هي المباغتة بالهجوم. وتمكنت من عبور القناة، وتخطي «خط بارليف» والتقدم في سيناء. وكادت تهزم جيش الدفاع الإسرائيلي، لولا مسارعة إدارة الرئيس الأميركي حينها ريتشارد نيكسون إلى مد جسر جوي لإسرائيل لتزويدها بالسلاح، وكذلك مساعدتها بتقديم المعلومات الاستخباراتية، التي أفضت إلى «ثغرة الدفرسوار»، التي غيّرت مجرى الحرب. في الحرب الدائرة الآن ضد إيران، واستناداً إلى تقارير إعلامية غربية، أكدت الإدارة الأميركية مشاركتها فعلياً في اعتراض الصواريخ الإيرانية الموجّهة نحو إسرائيل.

وفي فرنسا، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده ستشارك في الدفاع عن إسرائيل إذا هاجمتها إيران. وفي بريطانيا، نشرت صحيفة «ذا صنداي تايمز»، في صفحتها الأولى يوم الأحد الماضي، تقريراً يؤكد إرسال حكومة لندن طائرات إلى المنطقة بعد ساعات من نشوب الحرب لحماية قواعدها. وحرص رئيس الحكومة في تصريحاته لوسائل الإعلام على دعوة البلدين المتحاربين إلى وقف التصعيد. إلا إنّه، وفقاً للصحيفة، رفض الإجابة عن سؤال عما إذا كانت بريطانيا ستساعد إسرائيل في اعتراض الصواريخ الإيرانية!

في أميركا، يجري نقاش حاد بين الداعين إلى عدم تدخل أميركا في الحرب ضد إيران وتعريض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر، وبين المطالبين بضرورة التدخل إلى جانب إسرائيل والقضاء على الخطر النووي الإيراني نهائياً. الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، شدد على إيران بضرورة العودة إلى طاولة التفاوض، ورفضت إيران الدعوة.

لماذا اختار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هذا التوقيت لبدء الحرب ضد إيران؟

يرى معلقون غربيون أن عوامل موضوعية وأخرى شخصية تقف وراء الاختيار... تأتي في مقدمتها الحرب في غزة، التي أدت إلى إنهاك «حماس»، وإضعاف «حزب الله» في لبنان؛ أكبر حليفين لإيران والأقرب إلى إسرائيل جغرافياً، والقضاء على كبار قيادات الاثنين؛ الأمر الذي شجع نتنياهو وقادة ائتلافه اليميني المتطرف على شنّ الحرب ضد إيران. يضاف إلى ذلك ضعف إيران عسكرياً، خصوصاً بعد ضرب إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في شهر أكتوبر الماضي، وكذلك ضربها مصانع الصواريخ. العامل الآخر يتمثل في آخر تقرير أصدرته «الوكالة الدولية للطاقة النووية» قبل أيام قليلة من بدء الحرب، الذي أكدت فيه على انتهاك إيران تعهداتها وفقاً لـ«معاهدة عدم نشر الأسلحة النووية»، عبر زيادة طهران المطردة تخصيب اليورانيوم.

العوامل الشخصية لا تقل أهمية عن العوامل الموضوعية، وتتمثل في إشكالات عدة تواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية وائتلافه الحاكم، لعل أبرزها الصراع مع الأحزاب الدينية في الائتلاف مؤخراً، التي ترفض تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية القاضي بتجنيد أبنائها في الجيش. قادة تلك الأحزاب يهددون بإجراء تصويت على الحكومة في الكنيست؛ ما سيفضي إلى سقوطها. المسارعة بالحرب ألزمت تلك الأحزاب السكوت، وبذلك تلاشى التهديد. سقوط الحكومة يفضي إلى رفع الحصانة عن نتنياهو، وعودته إلى المثول أمام القضاء لمواجهة تهم ضده في قضايا فساد. لكن احتمال الانتصار في الحرب قد يلعب دور المنقذ، ويؤجج ارتفاع شعبيته.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يونيو عن يونيو يفرق يونيو عن يونيو يفرق



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon