مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ (56)

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ (56)

 لبنان اليوم -

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56

بقلم:تركي الدخيل

152) - لَا يُدْرِكُ المَجْدَ إِلَّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
يُدرِكُ: أي يَحصُل عليهِ وَيَحُوزُهُ وَيَنَالُهُ.
المَجْدُ: مرتبةٌ عاليةٌ مِنْ مَرَاتِبِ العِزِّ وَالسُؤْدَدِ والرِفعَةِ.
م ج د مَجْد [مفرد]: جمعه أمجاد: 1 - مصدر مجَدَ. 2 - نُبل وعزّ ورفعة وشرف، عظمة، مكانة مرموقة «امتطى صهوةَ المجدِ- المجدُ أصعب المراقي- لا تحسب المجدَ تمراً أنت آكِلُه * لن تبلغ المجدَ حتَّى تلعقَ الصَّبرا»، ذُرْوَة المَجْد/ ذؤابةُ المَجْد: قمّته وأوجه- نامَ على أمجَاده: اكتفَى بنجاحٍ سابق، لم يعد يعمل شيئاً بعد نجاحِه الأوّل- هو مستدبر المجد مستقبله: هو دائماً في شرف وعزّ.
سَيِّدٌ: السَيِّدُ هُوَ الزَّعِيمُ القَائِدُ الذِي سَادَ وَتَفَوَّقَ بِمَا لَدَيهِ مِنْ خِصَالِ الزَعَامَةِ والسِّيَادَةِ.
س ود سيِّد [مفرد]: جمعه أسْياد وسادَة، مؤنثه سيِّدة: 1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سادَ/ سادَ على/ سادَ في. 2 - كُلّ مَنْ افترضت طاعته كالملك والمتولِّي للجماعة الكثيرة، والمولى ذي الخدم والعبيد «فلان سيِّد قومه- عادات السَّادات سادات العادات- ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ﴾»، سيِّد القوم خادمهم- سيِّد قراره: صاحبه. 3 - لقب تشريفيّ، أُطْلِق على الأشراف من نسل الرَّسول ﷺ. 4 - لقب يطلق حديثاً على كلّ فرد تعبيراً عن الاحترام وتأكيداً للمساواة «السَّيِّد فلان المحترم»، سيِّدي: خطاب لمن هو أعلى رتبة- فلانٌ سيِّد نفسه: حرّ التَّصرُّف بأموره. 6 - زَوْج؛ صاحب السِّيادة في البيت «﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾».  سيِّد كلّ شيء: أرفعه، أشرفه «القرآن سيِّد الكلام»،  سيِّد البشر: الرسولُ محمد ﷺ.  السَّيِّد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المالِك، الشَّريف، الكريم، الحليم، الرِّئيس، المعين، وسُمّي الله بذلك لأنّه ساد الخلق أجمعين، ولأنّه المُحتاج إليه بالإطلاق. (معجم اللغة العربية المعاصرة)، الدكتور أحمد مختار عمر. بتصرف.
فَطِنٌ: الفِطْنَةُ: كَالْفَهْمِ. والفِطْنَةُ: ضِدُّ الغَبَاوَةِ. وَرَجُلٌ فَطِنٌ: مُتَوَقِّدُ الذِّهْنِ، وَاعٍ مُنتَبِهٍ.
يقولُ المُتَنَّبِّي: لَمَّا كَانَت رُتبَةُ المَجْدِ رَاقِيةً عَاليةً، فَإِنَّ إِدْرَاكَهَا وَالحُصُولَ عَليهَا  لَا يَتَأَتَّى سِوَى لِسَيِّدٍ فَطِنٍ. وَلَا يَكُونُ المَرءُ سَيِّداً إِلَّا إِذَا حَقَّقَ فِي ذَاتِهِ صِفَات السِّيَادَةِ بِمُنتَهَى الجِدِّ وَغَايَةِ الحِرْصِ، وكَانَ ذَا فَطَانَةٍ وذَكَاءٍ ونَبَاهَةٍ، مِمَّا يَصْعُبُ عَلَى الآَخَرِيْنَ بُلُوْغهُ وتَحْقِيْقهُ وإِدْرَاكهُ وَالحُصُوْل عَلَيْهِ.
قال أبو حيَّان التوحيدي: «إِنَّ السُّؤْدَدَ لَا يَكُوْنُ إِلَّا بِاحْتِمَالِ خِصَالٍ مِن الصَّبْرِ والحِلْمِ والتَكَرُّمِ والبَذْلِ والعَطَاءِ والتَفَقُّدِ». والسُّؤْدَدُ هُوَ السِّيَادَةُ.
«أَيُّ مَطْلُوبٍ نِيْلَ مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ، وَأَيُّ مَرْغُوبٍ لَمْ تَبْعُدْ عَلَى طَالِبِهِ الشُّقَّةُ؟ الْمَالُ لا يُحَصَّلُ إِلا بِالتَّعَبِ، وَالْعِلْمُ لا يُدْرَكُ إِلا بِالنَّصَبِ، وَاسْمُ الْجَوَادِ لا يَنَالُهُ بَخِيلٌ، وَلَقَبُ الشُّجَاعِ، لا يَحْصُلُ إِلا بَعْدَ تَعَبٍ طَوِيلٍ»، كما يقول ابن الجوزي في كتابه (التبصرة).
وَفِي البَابِ لِأَبِي فِرَاسٍ الحَمْدَانِيُّ:
وَكَيْفَ يُنَالُ الْمَجْدُ وَالْجِسْمُ وَادِعٌ * وَكَيْفَ يُحَازُ الْحَمْدُ وَالْوَفْرُ وَافِرُ؟
فَلَنْ يَحْصُلَ عَلَى المَجْدِ مَنْ لَمْ يَقتَحِمْ الصِعَابَ، وَمَنْ رَكَنَ إِلَى الخُمُوْلِ وَالدَّعَةِ وَآَثَرَ الرَّاحَةَ عَلَى التَّعَبِ وَالمَشَقَّةِ!
******
(153) وَمَـنِ الـرَّدِيْـفُ وَقَـدْ رَكِـبْـتَ غَـضَنْـفَـرَا
الرَّدِيْفُ: الراكِبُ خَلفَ القائد على ظهر الدابة. والدابة قد تكون بهيمةً أو جماداً كدَرَّاجَةٍ هَوائيةٍ (سيكل) أو كهربائية.
الغَضَنْفَرُ: الأَسَدُ. ويُقَال: رَجُلٌ غَضَنفَرٌ، إِذَا كَانَ غَلِيظَ الجُثَّةِ.
فَمَنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَكُونَ رَدِيفاً لَكَ، وَقَد قَرَّرَتَ رُكُوبَ الأَسَدِ الغَضَنفَرِ؟
فَلِأَنَّكَ تَختَارُ سُلُوكَ الطَرِيْق الصَعْبَة الشَّاقَّة العَالِيَة يَصعُبُ أَن يُتَابِعَكَ عَلَيْهَا أَحَدٌ، فَمَنِ الرَدِيْفُ لَكَ فِي هَذَا الدَّرْبِ؟!
والمقصودُ أَنَّكَ بِتَمَيُزِكَ وَفَرَادَتِكَ، فَإِنَّ اخْتِيَارَاتِكَ وَمَسَالِكَكَ فَرِيدَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ نَادِرَةٌ، وَهِيَ لِذَلِكَ صَعْبَةٌ، لَا يستطيعُ كُلُّ أَحَدٍ اختِيَارَها وَسُلُوكَها، وَلَوْ تَبَعَـاً لَكََ، فَمَنْ يَقدِرُ أَنْ يَكُوْنَ رَدِيْفاً لَكَ وَالمَطِيَّةُ الأَسَدُ الغَضَنفَرُ الغَلِيظُ؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56 مِنْ رَوَائِعِ أَبِيْ الْطَّيِّبِ 56



GMT 04:48 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

الاثنين أو الأربعاء

GMT 04:45 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

«إسرائيل الكبرى»: الحلم القديم الجديد

GMT 04:43 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

2025 سنة دونالد ترمب!

GMT 04:41 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

هل يقدر «حزب الله» على الحرب الأهلية؟

GMT 04:40 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

هل يقدر «حزب الله» على الحرب الأهلية؟

GMT 04:38 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

أحلام ستندم إسرائيل عليها

GMT 04:36 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب

النجمات يخطفن الأنظار بصيحة الفساتين المونوكروم الملونة لصيف 2025

بيروت ـ لبنان اليوم

GMT 14:14 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:29 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 00:13 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:03 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 14:41 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

اكتساح إيطالي لحكام مباريات الديربي

GMT 13:22 2022 الأحد ,13 شباط / فبراير

مكياج خفيف وناعم للمناسبات في المنزل

GMT 12:43 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 00:49 2023 الخميس ,27 إبريل / نيسان

موديلات حقائب بأحجام كبيرة

GMT 22:26 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصارع يضرم النار بمنافسه على الحلبة

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon