أستاذ متقاعد ومهنة جديدة

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة

 لبنان اليوم -

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة

عادل الأسطة
بقلم : عادل الأسطة

منذ بداية تشرين الأول صرت متقاعداً، فقد بلغت الخامسة والستين من العمر، وفي عرف القانون صرت مثل سيارة عتيقة خربة تحتاج إلى أفرهولات باستمرار، أو هكذا كتبت أنا مرة أصف من يبلغون هذا العمر، فماذا أفعل في وقت الفراغ حيث لم أعد أذهب إلى الجامعة لأحاضر، ولم أعد أصحح أوراق امتحانات؟كل صباح صرت أجدني أنظف ساحة المنزل. أكنسها وأشطفها وأتشمس فيها إن كانت الشمس مشرقة، فلعلني أحصل على فيتامين D من الشمس مباشرة، وبذلك أحافظ على صحة عظامي وأوفر على شركة التأمين مبالغ مالية، فلا أشتري أدوية أو فيتامين D.

ببساطة صارت لي مهنة جديدة هي مهنة عامل تنظيفات.وأنا أنظف فكرت بجواز السفر وتجديده، فقد قاربت صلاحيته على الانتهاء. ماذا سأكتب مقابل المهنة؟من قبل كنت أكتب أن المهنة هي أستاذ جامعي، واليوم ما عدت أستاذاً جامعياً فقد أصبحت متقاعداً - أي بلا عمل ولا بد من تعبئة خانة المهنة في الجواز. إنني في الحقيقة لست متقاعداً، فأنا يومياً أعمل ما ينجزه عامل النظافة في البلدية ولكن دون راتب شهري منها.هل سأكتب في خانة المهنة أنني عامل نظافة و"جنايني" لأنني صرت أيضاً أعتني بالجنينة؟ وكيف سينظر شرطي الجسور، حين أسافر، إلى؟ وكيف سيتعامل معي؟ هل سيظل يحترمني كما كان يحترمني حين كنت أسافر؟ مثلاً مرة استدعاني محقق أردني على الجسر وأخذ يسألني عن عملي وما أكتبه وعن معارفي في الأردن، فأخبرته بأنني أستاذ جامعي وكاتب وأن لي أصدقاء في الأردن يدرسون في الجامعات و.. و.. إلخ، وعندما ذكرت له اسم وزير منهم عقب قائلاً:
- أنتم مثقفون تفهمون على بعضكم. وتركني.
وللحقيقة فإنني مسرور جداً بمهنتي الجديدة، فلا كتب ولا أوامر ولا التزام، بمواعيد ولا تصحيح أوراق امتحان، ولا حصول على موافقة من أجل السفر للمشاركة في مؤتمر أو .. أو ... إلخ، وكم مرة منعتني الجامعة من السفر لطول مدة الغياب أو بحجة أن الفصل في نهايته والوقت غير مناسب، ما حال دون زيارتي تونس والجزائر والشارقة.
وأنا أنظف الساحة من بقايا حسنات الأطفال والغالونات والعبوات الفارغة والزجاج وعلب البيبسي والكولا والعصير التي تلقيها نسوة إخوتي أو بناتهن أو أبناؤهن في الحديقة، طبعاً كسلاً، قلت: ها إنني مواطن صالح، وصرت أتذكر سطراً شعرياً لمحمود درويش عن عمال النظافة:
"إن مشيت على شارع لا يؤدي إلى هاوية
قل لمن يجمعون القمامة: شكراً".
وثمة خطأ نحوي في السطر، فهل أراد الشاعر الحفاظ على سلامة الوزن أولاً؟
وأنا أقوم بما أقوم به ولا أحتاج إلى شكر من أحد.
المهنة الجديدة هي عامل نظافة وهي مهنة أقوم بها طوعاً ومجاناً، وقد تخفّض نسبة السكر في الدم.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أستاذ متقاعد ومهنة جديدة أستاذ متقاعد ومهنة جديدة



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 00:05 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 20:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 08:41 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

أحمد في ورطة؟

GMT 18:57 2025 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات عبايات لصيف 2025 ستجعلك تبدين أصغر سناً

GMT 13:03 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

زاهى حواس يكشف طلب الرئيس السادات عندما زار المتحف المصرى

GMT 14:57 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حريق داخل بسطة خضار بداخلها غالونات بنزين ومازوت في بعبدا

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

5 نصائح تمكنك من الانسجام والتفاهم مع شريك حياتك

GMT 22:53 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 16:11 2022 الجمعة ,20 أيار / مايو

لبنان يوجه ضربة مزدوجة لطهران
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon