ملحمة البرث

"ملحمة البرث"

"ملحمة البرث"

 لبنان اليوم -

ملحمة البرث

رامي مهداوي
بقلم : رامي مهداوي

لست مغرماً بالمسلسلات العربية بشكل عام، أشعر بفراغ المحتوى وبأنه لا مضمون لتلك المسلسلات، وفي أغلب الأحيان يتم تكرار ذات المضمون لكن بأشكال مختلفة، وتكرار ذات القصة لكن أيضاً يتم صياغتها بطرق متنوعة.
«الاختيار» هذا اسم المسلسل الذي قررت أن أتابعه بعد أن قرأت عنه. فوجدت بأنه يعتبر دراما توثيقية لقصة استشهاد الضابط المصري أحمد المنسي، الذي قتل بهجوم إرهابي في منطقة البرث بسيناء عام 2017، وخيانة الإرهابي هشام عشماوي. ويُظهر المسلسل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية ‏في حياة البطل الراحل.

هذا العمل لا تستطيع نقده كباقي المسلسلات والأعمال التلفزيونية الأخرى، لكن تستطيع فقط أن تؤدي تعظيم سلام لجميع كتيبة 103 التي كان يقودها الشهيد المنسي، والذين واجهوا عناصر الإرهاب في سيناء بكل قوة.
مر العالم العربي بشكل عام والشعب المصري بشكل خاص بالعديد من الخيبات.. الأزمات.. الهزائم المتنوعة.. لدرجة الانبطاح  خلال العشر سنوات الماضية، فكان هناك حاجة لنا لسرد قصة بطل تزيد من رفع معنوياتنا كشعوب فقدت الأمل بذاتها، وتجعل المواطن العربي يشعر بالفخر والانتماء لبلده. خلال السنوات العشر الأخيرة لم نشاهد مسلسلاً عربياً يروي قصة بطل من الأبطال الحقيقيين، فكانت هناك حاجة لمثل هذه النوعية من الأعمال.
العمل الفني متقدم بدرجة إبداع تستشعر بكل نقطة دم تنزف، المخرج بيتر ميمي والسيناريست باهر دويدار، بكل قوة أقول تمكنوا من إبراز شجاعة الجندي المصري، في حين استطاعوا إظهار التكفيريين بوجههم الحقيقي البعيد كل البعد عن الدين الإسلامي.

في الحلقة 28 التي كانت تحمل اسم ملحمة البرث انهارت دموعي وربما أكثر من ذلك، لدرجة شعرت دمي يغلي وتمنيت أن أكون معهم داخل الشاشة، وأن أقاتل مع الجيش المصري الذي يدافع ودافع ليس فقط عن مصر وإنما عن العرب الغارقين في سباتهم العميق.استشهد المنسي وإخوته بالسلاح، قد يعتقد التكفيريون أنهم انتصروا في المعركة، ولكن حسب وجهة نظري أن الملحمة لن تنتهى، والمعركة بدأت باستشهاد البطل، لأن الشهيد المنسي انتقلت روحه القتالية إلى كل جندي مصري ومناضل عربي، أستطيع  أن أقول: إن المعركة لا تزال داخل الجندي المصري، وفى قلب الشعوب العربية المتعطشة لتحقيق الانتصارات على كافة الأصعدة.

الاختيار.. هو أن تختار بين طريق الوطنية وطريق التخاذل، بين أن تكون بطلاً أو جباناً، بين أن تكون مع الله أو تحمل اسمه لتحقيق مصالح خاصة، الاختيار هو الاختبار لمقدار إنسانيتك ووطنيتك، هو فحص ما تبقى من قومية وعروبة في عروقنا... الاختيار هو أن تعيش رجلاً في الجيش وتموت بطلاً في المعركة.

* هذا المقال إهداء لروح الشهيد أحمد المنسي وإخوته في السلاح

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملحمة البرث ملحمة البرث



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات الملكة رانيا في المناسبات الوطنية تجمع بين الأناقة والتراث

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:25 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم

GMT 15:59 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل أولمبياد طوكيو يكلف اليابان 2 مليار دولار

GMT 14:58 2021 الثلاثاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

هيفاء وهبي تضج أنوثة بملابس كاجوال ناعمة

GMT 10:26 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

قيود لحماية المراهقين على تطبيق "فيسبوك" و"إنستغرام

GMT 05:28 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

نسرين طافش تَسحر القلوب بإطلالة صيفية

GMT 17:42 2022 الأحد ,23 كانون الثاني / يناير

3 فنادق فخمة في روسيا من فئة الخمس نجوم

GMT 07:33 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

ابتكار إطارات ذكية تقرأ مشاكل الطريق وتحذر

GMT 15:41 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

أحذية مسطحة عصرية وأنيقة موضة هذا الموسم

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تسريب صور مخلة للآداب للممثلة السورية لونا الحسن

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022

GMT 05:00 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

تصاميم في الديكور تجلب الطاقة السلبية

GMT 18:04 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

اتيكيت مقابلة أهل العريس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon