إسرائيل أزمة كورونا السياسية

إسرائيل: أزمة "كورونا" السياسية

إسرائيل: أزمة "كورونا" السياسية

 لبنان اليوم -

إسرائيل أزمة كورونا السياسية

أشرف العجرمي
بقلم - أشرف العجرمي

تقدر الأوساط الطبية في إسرائيل أن الأخيرة في الطريق نحو نموذج إيطاليا في سرعة انتشار جائحة كورونا، حيث تشير أرقام المصابين اليومية إلى نسبة إصابة مشابهة للنسبة في إيطاليا على الرغم من عدم تماثل أرقام المصابين وعدده الكبير نسبياً في إيطاليا، قياساً بغالبية دول العالم. وحتى صباح يوم أمس، وصل عدد المصابين في إسرائيل إلى 1656 منهم 31 في حالة الخطر، وقد ازداد عدد المصابين في الليلة التي سبقت إعلان هذا الرقم بـ 214 إصابة. وحسب مصدر طبي إسرائيلي هناك أكثر من عشرة آلاف مصاب لا تظهر عليهم أعراض المرض. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزراءه في اجتماع الفيديو كونفرنس الذي عقده معهم في يوم الإثنين الماضي، من احتمال إصابة مليون شخص في إسرائيل بالمرض ووصول عدد الوفيات إلى عشرة آلاف حالة.
المشكلة أن إسرائيل بالرغم من كل إدعاءاتها غير جاهزة لزيادة كبيرة في عدد المصابين، وقد فضح تقرير مراقب الدولة متنياهو أنجلمان عدم جاهزية قطاع الصحة في إسرائيل لمواجهة وضع ينتشر فيه وباء خطير، مع العلم أن التقرير الذي نشر الإثنين الماضي كان قد أعد بناء على فحص استعدادات وزارة الصحة في الفترة الواقعة بين شباط وتشرين الأول من العام الماضي وقبل اكتشاف فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). ويقول التقرير أن هناك نقصاً قي عدد الأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات. وفي حال انتشار وباء فإن أكثر من 150 ألف مواطن سيضطرون للمكوث في المستشفيات، وأن أكثر من 25 ألفاً سيخضعون للعلاج في وحدات العلاج المكثف، و12500 سيربطون بأجهزة التنفس الاصطناعي. ووزارة الصحة بعيدة عن تلبية هذه الاحتياجات وليس لها خطة معينة لمعالجة الوضع. وحسب المعطيات الحالية يوجد في المستشفيات الإسرائيلية حوالي 300 سرير في وحدات العلاج المكثف- حسب تقرير مجلة "غلوبس" في 12/3/2020.
هذا الوضع الصعب الذي تعيشه إسرائيل وينعكس على اقتصادها وكافة مناحي الحياة بعد اعتماد سلسلة من إجراءات الحجر والإغلاق، يترافق مع أزمة سياسية عميقة قد تؤدي إلى انتخابات رابعة جديدة في الوقت الذي بمكن فيه إجراء مثل هذه الانتخابات بناء على التعقيدات التي تشهدها الحلبة السياسية الإسرائيلية، والتي يقال أنها بسبب محاولات نتنياهو الانقلاب على النظام السياسي مستغلاً وباء الكورونا. فبعد أن تحدثت الأنباء عن قرب تشكيل حكومة وحدة، وخاصة بعد أن وافق زعيم تكتل "أزرق- أبيض" على الانضمام لحكومة مع "الليكود" لمواجهة وباء كورونا، اتضح أن نتنياهو يستغل هذا الظرف لتثبيت سلطته ولجلب الآخرين لحكومة يقودها عنوانها الرئيس الانقضاض على مؤسسات الدولة القضائية والتشريعية، بما يضمن مصالحه ومصالح كتلة اليمين التي يقودها. ويبدو أن عنوان الأزمة الحالية هو دور الكنيست.
في أعقاب الانتخابات من المفروض أن يجري انتخاب رئيس جديد للكنيست في أول اجتماع كامل له، وأيضاً انتخاب لجان الكنيست الأخرى. وبناء على النتائج الحالية يملك تكتل " أزرق- أبيض" وحلفاؤه في ائتلاف "العمل- ميرتس" مع القائمة العربية المشتركة 61 مقعداً بما يمكنهم من تغيير رئيس الكنيست الحالي من "الليكود" واستبداله بعضو كنيست من "أزرق- ابيض"، وهذا تغيير مهم للسيطرة على الإجراءات التشريعية في الكنيست، بالإضافة إلى ضمان عملها المعتاد كسلطة تشريعية ورقابية. ورئيس الكنيست الحالي يولي أدلشتاين يرفض عقد اجتماع للكنيست بكامل أعضائه لانتخاب رئيس جديد، ما دفع " أزرق- أبيض" إلى التوجه لمحكمة العدل العليا بهذا الشأن. وجاء قرار المحكمة بدعوة ادلشتاين لعقد جلسة للكنيست لانتخاب رئيس جديد، وابلاغ المحكمة حتى مساء يوم الاربعاء عن هذا الإجراء.
الرد الفوري لأدلشتاين هو رفض الانصياع لما قال عنه إنذار "العليا"، واعتبر تدخلها وتدخل المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت في غير محله وتدخل سلطة في الشؤون الداخلية لسلطة أخرى. ويحظى أدلششتاين بدعم نتنياهو وعدد من أعضاء الكنيست والوزراء من "الليكود" واليمين وعلى رأسهم وزير العدل الذي يخوض صراعاً ضد السلطة القضائية. وإذا رفض أدلشتاين الانصياع لقرار المحكمة العليا ستكون هناك سابقة في تاريخ إسرائيل، وستضعها في أزمة عميقة لم يسبق لها مثيل، ومن غير الواضح ما الذي ستؤول إليه الأوضاع في مثل هذه الحالة. مع العلم أن بعض أعضاء الكنيست من "الليكود" يخالفون موقف زعيمهم وموقف رئيس الكنيست ويدعون للاستجابة لقرار المحكمة العليا. والكثير من المحللين الإسرائيليين يرون في خطوة أدلشتاين ونتنياهو من خلفه انقلاباً على النظام السياسي وفرضاً لموقف أقلية استغلالاً لظرف انتشار وباء الكورونا.
على كل حال أدى تصرف "الليكود" إلى استبعاد تشكيل حكومة وحدة برئاسة نتنياهو، و"الليكود" يهدد بانتخابات رابعة في حال تم استبدال أدلشتاين. والموقف الآن لدى "أزرق- أبيض" هو التشدد في موضوع حكومة الوحدة لأن نموذج سلوك نتنياهو في موضوع الكنيست يشير إلى أنه يريد تطويع الكل لمصالحه، وهم لن يكونوا أداة بيده على الأقل في هذه اللحظة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل أزمة كورونا السياسية إسرائيل أزمة كورونا السياسية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon