مراثي محمود

مراثي محمود

مراثي محمود

 لبنان اليوم -

مراثي محمود

بقلم:سمير عطا الله

عام 2007 أصدر البرتغالي الكبير خوسيه ساراماغو («نوبل» 1999) جزءاً من دفاتره بعنوان بسيط: «مفكرة». يومها كتبتُ في هذه الزاوية احتفاء بالعمل الجميل. كانت آنذاك ذكرى غياب محمود درويش، وقد كتب ساراماغو أنه لو كان هذا العالم عادلاً لكان وضع محمود درويش في مصاف بابلو نيرودا؛ شاعرِ الإسبانية وقضاياها.

مُذْ بدأتْ مجازر غزة وأنا أبحث عن محمود. هذه الملحمة في حاجة إلى شعره وحنانه وصلابته. لا يجوز ألّا يكتب شاعر فلسطين شيئاً من مراثيه الغنائية.

عدتُ إلى كِتاب ساراماغو كما أفعل غالباً... ليس فقط من أجل أن أستعيد ما كتب عن محمود، بل ما كتب عن كل القضايا. إنه واحد من أجمل كُتّاب الإنسانيات في هذا العصر.

قَلَّبتُ الصفحات بحثاً عن: «أول أبريل (نيسان): محمود درويش»، فإذا هناك مقالتان بعنوان «غزة»! واحدة بتاريخ يناير (كانون الثاني)، وأخرى في يناير من العام التالي. ماذا يقول؟

«ماذا يمكن لشعب غزة أن يقول للأمم المتحدة اليوم، وقد نَفِدَتْ مساعدات الأغذية؟ الإسرائيليون عازمون على تجويع 750 ألف لاجئ فلسطيني. هؤلاء لم يَعُدْ لديهم أي خبز... والزيتُ نَفِد، والعدس استُهلك؛ بسبب الحصار الإسرائيلي. ومنذ أسابيع والشاحنات الدولية حاملة المساعدات تنتظر أن يسمح لها الجيش الإسرائيلي بالدخول إلى غزة»...

«معتمدةً على التواطؤ الدولي والجبن، تضحك إسرائيل في سِرِّها من البيانات والتصريحات والتوصيات. إنها تمنع دخول الكتب والآلات الموسيقية، كأنها تشكل تهديداً لأمن إسرائيل. لو أن التفاهة تقتل لما بقي سياسيٌ، أو عسكريٌ إسرائيلي حياً... أولئك المختصون بالقسوة والحقد والكُره».

في مقال آخر، يحيّي ساراماغو مظاهرةً كبرى خرجت في إسبانيا تضامناً مع غزة: «إن هدف هذه المظاهرة الاحتجاج ضد الأعمال العسكرية الإجرامية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ 60 عاماً ضد الفلسطينيين».

كتب ساراماغو هذا الكلام قبل نحو 20 عاماً. ماذا لو كان يكتب اليوم؟

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراثي محمود مراثي محمود



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon