رجل يحمل رسالة

رجل يحمل رسالة!

رجل يحمل رسالة!

 لبنان اليوم -

رجل يحمل رسالة

بقلم: سليمان جودة

 

كان الدكتور أحمد عكاشة أول مصرى يحصل على الدكتوراه فى الطب النفسى.. وكذلك كان أول عربى.. وقد أحس منذ اللحظة الأولى بأن ريادته فى مجاله تضع على كتفيه مسؤولية كبرى، فعاش يحمل هذه المسؤولية تجاه مرضاه ولا يزال!

كان إحساسه منذ عاد من لندن حاصلًا على الدكتوراه أن أمامه رسالة ضخمة، وأن عليه أن يؤديها بأمانة، وأن هذه الرسالة هى أن يزيل وصمة العار عن المريض النفسى.. وعلى مدى ٥٥ عامًا فعل ذلك بحماس الشباب، ولا يزال يفعله بحماس أكبر!.. ويقينه أنه نجح فى أداء رسالته إلى حد بعيد، وأن نجاحه كان من خلال وضع ميثاق جديد للجمعية العالمية للطب النفسى عندما ترأسها لسنوات، ثم من خلال كتابه «الطب النفسى المعاصر»، الذى يمثل مرجعًا فى موضوعه، والذى صدرت منه ١٧ طبعة!.. وفى الطبعات الحديثة كان ابنه الدكتور طارق عكاشة، أستاذ الطب النفسى فى عين شمس، مشاركًا فى تحديثها وحاضرًا!

أما وصمة العار فهى النظر إلى كل مريض نفسيًا على أنه مريض عقليًا.. أى مجنون.. وهذا ليس صحيحًا بالمرة، لأن الطب يعرف نوعين من المرض، مرض عضوى، وآخر نفسى، ولأن الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، والفصام، والهلاوس، والضلالات، لا علاقة لها بعقل المريض، ولا بغيابه عن رأسه!

وأما مناسبة هذا الكلام، فهى صدور كتاب جديد للدكتور عكاشة عن دار بتانة يحمل هذا العنوان: نفسى.. حكايات من السيرة الذاتية!.. الكتاب حرره زميلنا الكاتب الأستاذ محمد السيد صالح، وقد صدر فى لغة رائقة يستحق عليها الاثنان كل التهنئة!

سوف تطالع فصولًا ممتعة عن النشأة فى العباسية، وعن الدراسة هنا وفى الخارج، وعن الأسرة، وعن الشقيق ثروت عكاشة، الذى كان وزيرًا، وإنسانًا، ومثقفًا فريدًا من نوعه، وقد زرته ذات مرة فى بيته فى المعادى، فلما قرأت الكتاب أحسست بمدى صدق حديث الشقيق عن الشقيق.. وسوف تطالع فصولًا عن علاقة الدكتور عكاشة بعبدالناصر، وعامر، وصلاح نصر، وعن الراحل الكبير أحمد أبوالفتح، زوج الشقيقة ثريا، وعن رأى الطب النفسى فى السلطة، وعن الزار وعلاقته بالطب النفسى، وعن.. وعن.. وفى كل الحالات كان شعار الطبيب أحمد عكاشة هو: إلا أسرار مرضاى!

وسوف تعرف أن منظمة الصحة العالمية ترى الصحة النفسية فى القدرة على التكيف مع ظروف الحياة، وبالتالى فى العمل والعطاء بحب وإتقان، وأن الأمريكان أثبتوا علميًا أن كل دولار يجرى إنفاقه على الصحة النفسية يعود على خزانة الدولة بأربعة دولارات.. فلتنصت الدولة إلى الرجل فى هذه القضية التى هى قضيته بامتياز.. وسوف تكسب!.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل يحمل رسالة رجل يحمل رسالة



GMT 19:34 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

مسلسلات رمضان!

GMT 11:05 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon