الفوضى تسيطر على المشهد الإسرائيلي

الفوضى تسيطر على المشهد الإسرائيلي

الفوضى تسيطر على المشهد الإسرائيلي

 لبنان اليوم -

الفوضى تسيطر على المشهد الإسرائيلي

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

لم يدم طويلاً احتفال نتنياهو وأنصاره بالنصر، فلقد أصيب بخيبة أمل بعد أن ظهرت النتائج النهائية للانتخابات. خلال الإعلانات عن نتائج العينة التلفزيونية ظهر وكأن تحالف اليمين المتطرف الذي يديره نتنياهو سيحصل على 60 مقعداً، وكان ينتظر أن ترتفع إلى أكثر من ذلك، لكن الرياح جاءت بغير ما يشتهي وينتظر «الملك».

كاد الجميع يصدق فوز نتنياهو وخسارة بني غانتس، الأمر الذي انعكس إحباطاً على كل من ينتظر نهايةً سعيدة لشخصية أرهقت الفلسطينيين، وقطعت شوطاً كبيراً نحو تحقيق أوهام إسرائيل التاريخية.
في الواقع فإن رغبة الكثير من الفلسطينيين في رحيل نتنياهو والتمنيات برؤيته خلف القضبان، لا تعود إلى تفضيل غانتس أو غيره على نتنياهو، فكلاهما ومعظم الكتل السياسية لا تختلف عن بعضها فيما يتصل بفلسطين والحقوق والسلام. ربما يكون غانتس وفريقه أكثر عنفاً من نتنياهو بحكم طبيعته وتجربته الأمنية، لكنه هو الآخر لا يملك خيارات سياسية غير التي يتمناها ويشتغل عليها نتنياهو.
هكذا تتفق الأغلبية من الإسرائيليين والفلسطينيين على هدف واحد وهو إنهاء الحياة السياسية لسياسي قضى في رئاسة الحكومة سنوات أكثر من أي رئيس حكومة سابق، لا بل يمتد الاتفاق إلى حد الرغبة بمحاكمته ورؤيته خلف القضبان.
ينبغي أن يعود كل من نتنياهو وغانتس لإلقاء خطابات جديدة، فالأول خاسر بامتياز والثاني فائز بسبب طبيعة التركيبة التي وصلت إلى الكنيست. ولكن مهلاً فالرجل مثل الحاوي، قد لا يعرف أحد ما الذي يمكن أن يفعله ويربك الجميع بعد أن رفضت المحكمة طلبه لتأجيل المحاكمة لمدة 45 يوماً.
أقل من أسبوع بقي على خضوع نتنياهو للمحاكمة، والأكيد أنه لن يسلم بسهولة، وهو الذي يعتقد أن الجمهور الإسرائيلي بغالبيته يفضله على غانتس، وأن تلك الأغلبية أعطته وتكتله اليميني وحزبه الليكود الأفضلية على تكتل أزرق- أبيض.
التحريض يشتد وتشتد الاتهامات بين الأطراف، وثمة من يخشى أن يقوم نتنياهو أو أن يؤدي التحريض للقيام بعملية اغتيال لشخص غانتس أو غيره. الأجواء مشحونة والتحريض يطال العرب والقائمة المشتركة، ويتخذ طابعاً عنصرياً فجاً.
ثمة آخرون ومنهم رئيس الشاباك السابق يتخوفون من أن يتدهور الوضع إلى حرب أهلية. في الواقع تعيش إسرائيل حالة حرب باردة قد تتطور إلى صراع في حال أقدم فرد أو مستوطن متطرف سواء بدوافع شخصية أو بدوافع سياسية تنظيمية على اغتيال غانتس.
ثمة سابقة معروفة حين تعرض اسحق رابين للاغتيال بسبب تحريض اليمين المتطرف على اتفاقية أوسلو، الأمر الذي شكل البداية لنهوض معسكر اليمين وتراجع حزب العمل، والتراجع المتسارع عن اتفاقية أوسلو.
كان الرحيل الزعيم أبو عمار قد تنبأ بموت أوسلو حين انتهى إلى مسامعه اغتيال رابين، أما الآن فالأمور مختلفة، فليست هناك أي ذرائع سياسية، فالكل تقريباً في إسرائيل متفق على تجريف الحقوق الفلسطينية. كان أفيغدور ليبرمان أكثر المتخوفين من فوز نتنياهو، ذلك أنه سيفقد دوره باعتباره صاحب ورقة «الفيتو» أو بيضة القبان، لكن النتائج منحته مرةً أخرى الفرصة لكي يقرر مصير هذا الطرف أو ذاك، ومصير العملية السياسية، إن كانت ستذهب إلى انتخابات رابعة أم ستنتهي بتشكيل حكومة حتى لو كانت عرجاء.
هكذا يكون ليبرمان هو المنتصر، وهو الملك الذي بيده تحديد الخيارات وتحديد الوجهة، وهو يبدو وكأنه أكثر إصراراً على الانتقام من نتنياهو، وسيعمل على رحيله وإغلاق كل المنافذ أمام إمكانية نجاته من المصير الأسود الذي ينتظره ويستحقه.
المنتصر الآخر هو العرب، فلقد حصدت القائمة الموحدة 15 مقعداً، ما يجعلها في موقف التأثير المباشر والشديد على المشهد السياسي. كان من الأفضل أن ينخرط الفلسطينيون أكثر في عملية الاقتراع، فلقد توفرت لهم فرصة سياسية تاريخية، لكن امتناع بعض الأحزاب عن المشاركة والتحريض في اتجاه المقاطعة، كان له تأثير سلبي مع الأسف.
في إطار التوقعات سيكون من الصعب على نتنياهو أن يشكل حكومة، حيث أن ثمة كتلة مانعة، وحتى لو نجح في استمالة مقعدين من تكتل أبيض- أزرق، وهو أمر من الصعب توقعه. يسعى غانتس لتشكيل حكومة مصغرة بدون مشاركة مباشرة من الكتلة الفلسطينية، ولكن بدعمها من الخارج، خاصةً وأن ليبرمان لم يعد يتمسك برفض هذا الخيار، وبعد أن وافق غانتس على شروطه وبقي أن يوافق الاثنان على شروط القائمة المشتركة.
غير أنه في كل الأحوال فإن مثل هذه الصيغة لن تستمر طويلاً، إذ لا يمكن الثقة بالتزام غانتس وليبرمان من قبل العرب، ولا يمكن للقائمة المشتركة أن تتساهل بشأن الحد الأدنى من شروطه، لكن كل ذلك سيتغير بعد رحيل نتنياهو.
حينذاك والمسألة مسألة وقت، قد يتجه غانتس إلى تشكيل حكومة وحدة مع الليكود بدون نتنياهو، ما يؤهل غانتس لأن يعود لإخضاع ليبرمان لشروط جديدة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفوضى تسيطر على المشهد الإسرائيلي الفوضى تسيطر على المشهد الإسرائيلي



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:25 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:01 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:15 2023 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023

GMT 22:22 2016 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

عطر Bamboo من Gucci الرقّة والقوّة في مزيج واحد

GMT 13:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

رحلة الى عالم أوميجا رؤية استباقيّة لمستقبل صناعة الساعات

GMT 05:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أصوات 20 ألف جزائري تحدد مصير جزيرة قرب أستراليا

GMT 21:50 2014 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

"إل جي" تكشف رسميًا عن هاتفها "G3"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon