بقلم:فاروق جويدة
أنا عاشق قديم لوطن جميل اسمه لبنان أحببته منذ سنوات، وكثيرا ما أقنعنى نزار قبانى بأن أشترى فيه بيتا، ولكن منعتنى قلة الحيلة.. زرت لبنان فى سنوات مجده قبل الحرب، وسكنت أجمل فنادقه سان جورج وأسبنادا فى الجبل، وشاركت فى احتفالية مدينة زحلة بتكريم أمير الشعراء ومحمد عبد الوهاب، مع محمد عبد الوهاب الابن، وأقمت أمسية فى قلب زحلة جارة الوادى التى كتب لها قصيدته الشهيرة «جارة الوادي».
وقد زرت لبنان فى أيام زهوه، ودعانى مرة الصديق زاهى وهبى ضيفا فى برنامجه «خليك بالبيت»، وسافرت إلى بيروت، وشاهدت بنفسى جريمة اغتيال رفيق الحريرى أمام فندق سان جورج، وعدت إلى القاهرة بعد ساعات قليلة. وكنت عائدا من زيارة طويلة للهند، وتوقفت الطائرة ساعات فى مطار بيروت، وشاهدت فى المطار آثار الحرب الأهلية.
وكان لى صديق يعمل أستاذا فى إحدى الجامعات فى بيروت، وأحب تلميذته، وحزن عليها حزنا شديدا بعد أن رحلت مع ضحايا الحرب، وكان يرفض أن يتركها كل سنوات الحرب. عاد إلى مصر بعد رحيلها، وظل يبكى عليها حتى رحل.
كنت وما زلت واحدا من عشاق لبنان، الشعب والأرض والبحر والجبال، وكلما خرج لبنان من محنته أقول لنفسي: ليتنى أرى لبنان كما رأيته يوما من سنوات، قبل أن يشهد مأساة الحرب الأهلية.
عندى ما يشبه اليقين هذه الأيام أن لبنان قادم.. هناك شواهد كثيرة تطل فى سماء لبنان أن الوطن الجميل قادم، وإننى سوف أشاهد لبنان الذى أحببت، وأن العرب ربما يدركون أن بين أيديهم قطعة من الماس أدركوا قيمتها.
كان لبنان جنة فى قلب العالم العربى وكان الجمال والفن والثقافة ويجب أن يعود كما كان.