بقلم:فاروق جويدة
يبدو أن أمريكا سوف تدفع ثمنا باهظا لما حدث فى العالم العربى حين تركت إسرائيل تمارس أعمال العربدة فى الدول العربية وهى كيان لقيط لا يتمتع بأى شرعية.
إن أمريكا ساعدت إسرائيل بلا حدود وتركتها تعتدى على دول المنطقة بلا حسابات للمصالح والاتفاقات، وهذا خطأ تاريخى سوف يتحمّل الشعب الأمريكى نتائجه.
إن مشروع إسرائيل الكبرى مؤامرة فاشلة لن تستطيع إسرائيل إنجازها بشريا، لأن ملايين السكان فى إسرائيل أقلّ عددا من أصغر الشعوب العربية. إن إسرائيل لا تستطيع أن تنشر قواتها وسط 400 مليون عربي، والدعم الأمريكى لا يحتمل طوفان العالم العربي.
وإذا كان 7 أكتوبر قد غيّر كل الحسابات فإنه قابل للتكرار ليس فى غزة وحدها، وقد قاتلت عامين كاملين. إن إسرائيل تواجه الآن أكبر التحديات فى تاريخها، والدعم الأمريكى لن يتحمّل أعباء إنقاذ إسرائيل اقتصاديا وجغرافيا وبشريا وماليا.
هناك سؤال يتردّد: من ورّط الآخر؟ هل ورّطت إسرائيل أمريكا وسوف تسقطها من عرش القوة العظمي، أم أن أمريكا قد وضعت نهاية إسرائيل الكبري، أم أنها كانت مغامرة واحدة فشل فيها المتآمران؟ إن إسرائيل أمام أزمة وجود قد يكون ثمنها نهاية المشروع، وأمريكا أمام تحديات أسقطت هيبة الدولة العظمي، ولكن المؤكّد أن الثمن سيكون غالياً.
إن عدوان إسرائيل على بعض الدول العربية وخلط أمريكا الأوراق بين الأصدقاء والأعداء بحيث لم تفرّق بين قطر وإيران كانت حسابات خاطئة ليست فى مصلحة أمريكا.
إن ما يحدث الآن حولنا ليس نهاية الشواهد ولكن الصورة تخفى كثيرا من أحداثها لأن القادم سوف يحمل مفاجآت أكبر من كل التوقعات.. وعلينا أن ننتظر.